Skip to main content
إصدارات.. نظرة أولى
العربي الجديد ــ لندن
يوكو كيمورا/ اليابان

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات السياسية والفكر والفلسفة والرواية.


■ ■ ■

بترجمة عبد الرحمن معلا، صدر مؤخراً عن منشورات "أطلس"، كتاب "بحث في أصل اللغات وعلاقتها بالموسيقى" للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، وهو كتاب يعدّ من أبرز النصوص التي تعبّر عن روح عصر التنوير، بالرغم من أنه لم يكتمل، وصدر في 1781 أي بعد ثلاث سنوات من رحيل مؤلّفه. جرت استعادة هذا النص من كثير من المفكرين المعاصرين مثل جاك دريدا ضمن محاولات بلورة نظريات حول الكتابة وحول الترجمة، وكذلك أنجيل كريمار مارييتي في الربط بين اللغة والعلوم النظرية. نفس الكتاب كان قد وصل سابقاً إلى العربية بترجمة محمد محجوب تحت عنوان "محاولة في أصل اللغات".


في كتاب "التخلّص من نيتشه" الصادر مؤخراً عن "أفريقيا الشرق"، يشتغل الباحث التونسي المقيم في إيطاليا محمد المزوغي على تحليل مجموعة من مقولات الفيلسوف الألماني حول مسائل مثل التعدّد الثقافي والعرقي، وعلاقته بالدين والعلم. يتساءل المزوغي أيضاً عن أسباب شعبيّة نيتشه في الوسط الثقافي العربي، ويربط نظرياته بالحاضر حيث يقارن عدة دعوات أطلقها في مؤلفاته الأساسية مثل "هكذا تحدّث زرادشت" و"هذا هو الإنسان" بمقولات التشدّد الديني التي انتشرت في العقود الأخيرة، والتي لا تختلف عن طروحاته رغم الفروقات الجوهرية في المنطلقات.


"الفلسفة والشريعة.. ليو شتراوس ونقد الحداثة" عنوان كتاب صدر مؤخراً عن "رؤية" للباحث المصري أحمد فاروق. العمل عبارة عن دراسة تضيء فكر فيلسوف ألماني من القرن العشرين اشتغل على نقد الحداثة مثل كثير من معاصريه، لكنه بقي في ظل أسماء أخرى مثل مارتن هايدغر وحنة أرنت وجان فرانسوا ليوتار وميشيل فوكو. كثيراً ما اعتبرت المرجعية الدينية في فلسفة شتراوس حاجزاً دون تحقيقه المكانة الاعتبارية التي يستحقّها منجزه الفكري الذي لامس مسائل متنوعة مثل الفلسفة السياسية والتاريخ ومنطلقات الفكر الفلسفي وفهم تطوّر الحداثة المتشعّب.


بعد أن قدّم في 2003 سيرة تيودور أدورنو، انشغل الكاتب الألماني ستيفان مولر-دوهم بعمل كتاب بيوغرافي جديد عن مفكّر ألماني آخر يُنسب إلى مدرسة فرانكفورت، وهو يورغن هابرماس، وقد صدرت السيرة بالألمانية سنة 2014، فيما صدرت مؤخراً ترجمتها الفرنسية بعنوان "يورغن هابرماس.. سيرة" (منشورات غاليمار). يربط الكتاب بين أهم أفكار صاحب "العلم والتقنية كإيديولجيا" ومشوار حياته، في علاقة بمواقفه السياسية بالخصوص. وقبل كتابة سيرة هابرماس كان مولر-دوهم قد خصّص في 2008 كتاباً آخر له تناول فقط شرحاً لأهم نظرياته ومنهجياته الفكرية.


عن "دار الشروق" صدرت رواية للكاتب المصري أحمد خالد توفيق تحت عنوان "شآبيب". تتبّع الرواية قصة أستاذ عربي في "جامعة هارفرد" الأميركية مشغول بحلم واحد: "أن يلتقي كل عرب المهجر في موضع واحد. دولة واحدة يجتمع فيها العرب بعدما تشتتوا في العالم، هناك لن يضطهدهم أحد ولن يخيفهم أحد. سوف تكون دولة قوية لأنها ستمزج بين ما تعلموه في كل الحضارات". يأخذ توفيق القارئ في رحلة "من النرويج إلى الولايات المتحدة، مروراً بليبيريا ومصر وأستراليا، قبل أن يستقر عند خط الاستواء"، طارحاً أسئلة من قبيل: "هل يمكن لرجل واحد أن يُصلح العالم؟".


عن "مركز نماء للبحوث والدراسات" صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "التفكير من الألف إلى الياء" لـ نايجل واربرتون، بترجمة كل من: هالة عباس وأسامة عباس. الكتاب صدر في نسخته الإنكليزية الأولى عام 1996، ويعتبر مرجعاً في التفكير النقدي ومنطق المغالطات والمنطق الحديث، إذ يحاول تقديم "دليل إرشادي تطبيقي لكل المجالات الحياتية التي يقدم فيها الناس حججًا وأدلة لدعم نتائج تفكيرهم". وينصح واربرتون باعتبار كتابه هذا "مرجعاً دورياً في ضبط قواعد التفكير والحجاج والبرهنة العقلية، حيث سيحتاج المرء لمراجعته من حين لآخر لتقويم تفكيره واحتجاجاته".


صدرت حديثاً عن "دار الآداب" رواية "مثل ملاكٍ في الظلام" للروائي المغربي يوسف فاضل. تحكي الرواية قصة "ثلاثة رجال يرون أنفسَهم أذكياء ومهمّين، وهم في الحقيقة بؤساء، سُذَّج، تستدعي مثاليَّتهم الشفقة. من عام 1958 وجوِّ المنظَّمات السرِّيَّة ومقاومة الوجود الفرنسيّ، إلى ما بعد عام 2012، المشهد هو هو: فساد وفقر وعنصريَّة متناهية ضدَّ اللون "الأكحل". ربَّما لم يعد أمام هذه الشعوب إلَّا أن تتحوَّل إلى هياكل للفرجة". من بين ما صدر لفاضل في الرواية: "قط أبيض جميل يسير معي" (2011)، و"طائر أزرق نادر يحلق معي" (2013).


عن "دار المرايا للإنتاج الثقافي" صدر حديثاً الكتاب الجماعي "تفكيك الثورة.. دراسات حول الانتفاضة المصرية والربيع العربي" لكل من: جلبير الأشقر، ولوسي ريزوفا، ووالتر آرمبرست، بتحرير وتقديم تامر وجيه، وترجمة غادة طنطاوي، وحازم مهدلي. يضم الكتاب ثلاث دراسات "تلقي أضواء جديدة على الثورة المصرية وثورات ما سُمي بـ"الربيع العربي" بعد سبع سنوات من اندلاعها"، وتحاول الإجابة عن أسئلة من قبيل: ما هي طبيعة الثورة المصرية وثورات الربيع العربي عموماً؟ وما هي أسباب ومآلات تلك الثورات؟ وكيف يمكن فهمها في علاقتها بأوضاع عصرنا وأحوال بلادنا؟