Skip to main content
"هواوي"... تعرف إلى أسرار صعود إمبراطورية الاتصالات الصينية
العربي الجديد ــ لندن
تُعد "هواوي" من المعالم البارزة للنهضة الاقتصادية الصينية في عالم الاتصالات والمعلوماتية. بدايتها كانت متواضعة عام 1987 قبل أن تتطوّر تدريجاً حتى أصبحت إمبراطورية في هذا القطاع تنتشر مراكزها وخدماتها في العديد من الدول حول العالم وأكثرها تقدّماً.

أحدث التطوّرات التي أدخلت "هواوي" دائرة الضوء الإعلامي بقوّة في الأيام القليلة الماضية، تمثل باعتقال السلطات في كندا المديرة المالية للشركة، منغ وان تشو، وهي أيضاً ابنة مؤسّس الشركة، في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري بطلب من الولايات المتحدة.

إلا أن محكمة كندية أفرجت، أول من أمس الثلاثاء، بكفالة عن المديرة المالية للشركة العملاقة للتكنولوجيا، بانتظار انعقاد جلسة للنظر في طلب تسليمها للولايات المتحدة في خطوة قد تهدئ من غضب المسؤولين الصينيين بسبب إلقاء القبض عليها.

وتواجه منغ (46 عاماً) اتهامات بالتحايل على مصارف متعددة الجنسيات بشأن سيطرة شركتها على شركة أخرى تعمل في إيران. وأشارت وثائق قضائية إلى أن ذلك التحايل وضع تلك المصارف في خطر انتهاك العقوبات الأميركية بما يستتبع توقيع غرامات شديدة عليها.

ويقول مسؤولون أميركيون إن "هواوي" كانت تحاول استغلال المصارف لنقل أموال إلى خارج إيران.

وزارة الخارجية الصينية اعتبرت، أمس الأربعاء، أن اعتقال المديرة المالية العالمية للشركة في كندا كان خطأ من البداية، وأبدت ترحيبها بأي جهود للوصول إلى حل صحيح للقضية.

وأدلى المتحدث باسم الوزارة، لو كانغ، بهذه التصريحات في إفادة صحافية دورية بعد أن قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه سيتدخل لدى وزارة العدل الأميركية في القضية إذا كان من شأن ذلك المساعدة في ضمان التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين.

واليوم الخميس، قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية في افتتاحية، إن على كندا أن تنأى بنفسها عن "الهيمنة" الأميركية وتمنح حرية غير مشروطة لمنغ وان تشو.

البدايات والنجاحات

أُسّست الشركة عام 1987 كوكيل مبيعات لشركة مقرّها هونغ كونغ، وعام 1990 أسّست عملها الخاص بالبحوث والتسويق مستهدفةً الفنادق والشركات الصغيرة، ثم بدأت تقدّم حلولاً لخدمات الهاتف المحمول عام 1997 وتوسّعت من الأرياف باتجاه المدن.

وفي عام 1999، حصدت 100 مليون دولار من الأسواق العالمية، قبل أن تفتتح سنة 2001 مراكز بحوث في الولايات المتحدة وتنضم إلى "الاتحاد الدولي للاتصالات".

وسنة 2002، بلغت مبيعاتها الدولية 552 مليون دولار، وفي سنة 2008 صنّفتها "بزنس ويك" كواحدة من أكثر الشركات تأثيراً في العالم.

وتنشط الشركة حالياً في الكثير من الدول، إضافةً إلى الصين، منها: أستراليا، بيلاروسيا، البرازيل، كندا، ألمانيا، اليابان، كازاخستان، ماليزيا، المكسيك، ميانمار، روسيا، جنوب أفريقيا، إسبانيا، سويسرا، تايلاند، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، أوزبكستان وفيتنام.


والآن، يعمل لحساب الشركة 180 ألف موظف، ولديها 13 مركز ابتكار مشترك، وتمتلك 14 مركزاً أو معهداً للبحوث والتنمية.

وقد حصدت عام 2017 عائدات بقيمة 92.5 مليار دولار. وفي النصف الأول من 2018 حقّقت عائدات قدرها 49 مليار دولار، ومن المتوقع أن تبلغ عائداتها بنهاية العام الجاري 100 مليار دولار.