Skip to main content
"من أجل القضية"... فيلم مغربي يعبر الحدود مع الجزائر بهوية فلسطينية
تدور الأحداث على جسر حدودي بين المغرب والجزائر(فيسبوك)
بالرغم من إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر منذ ربع قرن، اختارها المخرج المغربي حسن بنجلون مسرحًا لأحدث أفلامه "من أجل القضية"، ليس للتذكير بما آل إليه الحال بين البلدين الجارين وحسب، بل لإعادة تسليط الضوء على الفلسطينيين ومشكلاتهم في الداخل والخارج.

ويؤدي أدوار البطولة في الفيلم، الفلسطيني رمزي مقدسي والفرنسية جولي درايو، والمغاربة عبد الغني الصناك وحسن باديدة وأسماء بن زاكور، وشاهده جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أمس الأحد، في عرضه الأول بالمسرح الصغير لدار الأوبرا المصرية.

وتبدأ أحداث الفيلم في برشلونة بإسبانيا، حيث يعيش الفلسطيني "كريم" الذي يعزف العود داخل مقهى، وفي إحدى الليالي تعرض عليه فرقة موسيقية اصطحابه في جولة فنية بتونس والمغرب والجزائر فيوافق، وتكون مغنية الفرقة هي الفرنسية اليهودية "سيرين"، التي تطلب من "كريم" مرافقتها إلى مدينة فاس، لرؤية البيت الذي كانت تعيش فيه عائلتها قبل الهجرة من المغرب إلى فرنسا، فيتغير خط رحلة الإثنين بعيدًا عن باقي أعضاء الفرقة، على وعد الالتحاق بهم في الجزائر.


وعلى جسر حدودي بين المغرب والجزائر، تدور معظم أحداث الفيلم، حيث يواجه الاثنان سلسلة من المواقف العبثية مع سلطات الحدود تبقيهما عالقين بين البلدين، وتتفجر الكوميديا السوداء من خلال محاولاتهما للتغلب على العقبات التي فرضت عليهما، بسبب الجنسية والديانة والقوانين واللوائح البالية.


وبالرغم من أنّ قصة الفيلم تنطلق من موقف شخصي تعرض له البطل ورفيقته، ينتقل المخرج بشكل سلس إلى آفاق أبعد، ينتقد فيها الواقع السياسي الراهن ويكشف عوراته وتناقضاته، وقال بنجلون في مناقشة عقب عرض الفيلم، إنه استوحى القصة من واقعة حقيقية كان هو بطلها في الماضي، عندما علق بين حدود دولتين قبل نحو 4 عقود.


وقال: "هذه قصة واقعية حدثت معي عندما كنت أنتقل من النمسا إلى تشيكوسلوفاكيا، وكانت معي صديقة شابة، وبعد مرور السنوات فكرت في تحويلها إلى فيلم، مع تسليط الضوء على القضية الفلسطينية"، وأضاف: "لا أستطيع الادعاء أني الأجدر بالتعبير عن مشكلات الفلسطينيين، لكني أشعر بأنّ القضية الفلسطينية تنسى رغم أنها هي القضية الأولى عربيًا".

وعن اختياره لأن يكون البطل موسيقيًا وتوظيف ذلك في الفيلم، قال بنجلون إنّ الفن هو العنصر المشترك غالبًا بين الشعوب العربية، والذي يجمع ولا يفرق، وهو عابر للحدود حتى مع وجود حواجز وبوابات. ومن جانبها، كشفت المنتجة رشيدة السعدي عن بعض الصعوبات التي واجهت الفيلم، ومنها جنسية البطل رمزي مقدسي، الذي قابل في الواقع عقبات في التصوير بسبب تأشيرة الدخول والإقامة بالمغرب، وقالت: "استغرق تصوير الفيلم شهرًا، لكننا لم نستطع الحصول له سوى على تأشيرة دخول لمدة 15 يومًا، لذلك خضنا بعض الصعوبات لتمديد إقامته".

ويتنافس "من أجل القضية"، على جوائز مسابقة "آفاق السينما العربية" بمهرجان القاهرة السينمائي، التي تضم 12 فيلمًا.


(رويترز)