Skip to main content
"ثورتنا نسوية"... تظاهرة للنساء تجوب شوارع بيروت
جنى بركات ــ بيروت
نظم عدد من الجمعيات النسوية، بعد ظهر الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت، تظاهرة انطلقت إلى تجمع وسط بيروت الذي سمّي "أحد الوحدة" و"أحد الضغط"، وانضمت المسيرة ومعظم المشاركين فيها من النساء، إلى بقية الثوار في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، بهدف إيصال صوتهن الحقوقي بوضوح أكبر.

انطلقت التظاهرة من محلة المتحف إلى ساحة رياض الصلح، وضمت عدداً ملحوظاً من الرجال إلى جانب النساء، فالفكرة السائدة لدى الجميع أنّ الانتفاضة الجارية في لبنان، منذ السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لا بدّ لها أن تنهي اللامساواة بين الرجل والمرأة، فالمطالب موحدة لجميع المواطنين من النساء والرجال، ومن جميع الطوائف.

النساء يشكلون عنصراً بارزاً في الانتفاضة منذ البداية، وكان حضورهن اليوم في تظاهرة خاصة بهن أحد أشكال الضغط على السلطة. وبالإضافة إلى قضاياهن الخاصة، لم تختلف المطالب السياسية لدى المجموعات النسوية عن مطالب المتظاهرين، وتمثلت في: تشكيل حكومة من خارج الطبقة السياسية، والوصول إلى دولة مدنية تنصف الناس بحسب أفعالهم لا طوائفهم.



الناشطة النسوية عليا عواضة، ممن نظمن التظاهرة اليوم، تقول لـ"العربي الجديد": "المطالب ليست معيشية فقط، بل سياسية أيضاً، وذلك كان واضحاً بإسقاط الحكومة التي تضم جميع الأحزاب السياسية". تتابع: "هنا تكمن أهمية التظاهرات النسوية، ووجودها ضمن هذه الانتفاضة. وأيّ حكومة جديدة ستتشكل، يجب أن تضمن وجود العنصر النسائي بالمناصفة فيها". تتابع: "النساء جزء فعّال من هذا الحراك، سواء في القيادة أو في المشاركة، لذلك، المرأة عموماً جزء من المعاناة السياسية والاقتصادية، منذ سنوات طويلة".



السبب الأساس لهذه التظاهرة بحسب عواضة "ضرورة حماية النساء من التهميش سواء في الحياة الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو السياسية". تتابع: "وجود المرأة بهذه الكثافة اليوم هو دليل على وعي النساء، وبالتالي فإنّ أيّ تغيير على الصعيد السياسي والاقتصادي يجب أن تكون المرأة جزءاً منه، سواء بمشاركتها في الحكومة أو في الإصلاحات الاقتصادية".


 
أما رانيا مروّة، التي فضّلت تعريف نفسها بأنّها متظاهرة وليست منظّمة للتظاهرة، فتقول لـ"العربي الجديد" إنّها "مشاركة في هذه الثورة كمواطنة أولاً، ثمّ كامرأة وكأم تحاول التغيير والحصول على حقوقها المدنية كاملة". تتابع: "هذه الدولة تعامل المواطنين بطريقة ذكورية، بمعنى أنّها تسمح لنفسها بفرض سلطتها واتخاذ القرارات المصيرية بالنيابة عنهم وتسلب حقوقهم. وهكذا لا بدّ من أن ينطلق مبدأ القضاء على الذكورية لنشأة العدالة الاجتماعية". تشدّد مروّة على أنّ المطالب هي نفسها مطالب الثورة الأساسية؛ وهي العدالة الاجتماعية والدولة المدنية التي يتحرر فيها المواطنون من التبعية لزعماء الطوائف. وتقول: "تحت هذه العناوين الكبرى، هناك قوانين يجب أن نعمل عليها، مثل حق المرأة بتمرير جنسيتها اللبنانية لأولادها، والقانون المدني للأحوال الشخصية. وهذا التغيير ممكن، لكن يحتاج إلى بعض الوقت، فلا شيء يتغير بيوم أو يومين، لكنّ التغيير آتٍ لا محالة".



وعن أهمية مشاركة الرجال في هذا الحراك النسوي، يقول سومر القمند، إنّ صورة "الرجال موجودون لدعم النساء" يجب أن نتخطّاها: "في معظم الأحيان تدعم النساء الرجال. وهكذا لا بدّ من خلق مساواة بين الاثنين والتركيز على اعتماد الكفاءة لا النوع الاجتماعي". يضيف لـ"العربي الجديد": "أعتقد أنّ الأفكار الموجودة لدى النساء قد تفيدنا أكثر من أفكار الرجال، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، فلو كانت للرجال القدرة على التغيير، لحصل ذلك منذ ثلاثين عاماً".