أندريه بيلاوسوف... ما وراء ترشيح رجل اقتصاد لحقيبة الدفاع الروسية؟

أندريه بيلاوسوف... ما وراء ترشيح رجل اقتصاد لحقيبة الدفاع الروسية؟

13 مايو 2024
أندريه بيلاوسوف (يمين الصورة) خلال زيارة لشركة صواريخ في كوروليف 26 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فلاديمير بوتين يعين أندريه بيلاوسوف، ذو الخلفية الاقتصادية القوية والخالي من الخبرة العسكرية، وزيراً للدفاع الروسي، محل سيرغي شويغو، في إطار تغييرات حكومية.
- دميتري بيسكوف يبرر الاختيار بالحاجة إلى الابتكار ودمج اقتصاد أجهزة القوة مع الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى زيادة ميزانية الدفاع.
- بيلاوسوف، البالغ من العمر 65 عاماً، يتمتع بمسيرة اقتصادية متميزة، بدءاً من تخرجه في جامعة موسكو وحتى توليه مناصب حكومية رفيعة، مما يعكس توجه الكرملين لتعزيز الجانب الاقتصادي في الدفاع.

قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، ترشيح القائم بالأعمال النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي، أندريه بيلاوسوف وزيراً للدفاع في الحكومة الروسية خلفاً للوزير المنتهية صلاحياته، سيرغي شويغو، الذي سيشغل منصب أمين مجلس الأمن الروسي.

ومن اللافت أن بيلاوسوف الذي تولى منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي منذ عام 2020، قطع مسيرة حافلة في مجال الاقتصاد بتوليه مناصب رفيعة مثل وزير التنمية الاقتصادية ومعاون الرئيس للشؤون الاقتصادية، ولكنه يفتقد لأي خبرة عسكرية، إذ لم يسبق له حتى أداء الخدمة بالجيش.

دمج الاقتصادين المدني والحربي

وسارع الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، لتوضيح دوافع ترشيح شخصية غير عسكرية وزيراً للدفاع، مرجعاً القرار إلى اعتقاد الكرملين أن الانفتاح على اعتماد الابتكارات يحدد حالياً من ينتصر في ساحة المعركة.

وفي معرض تعليقه على اختيار أندريه بيلاوسوف مرشحاً لمنصب وزير الدفاع، ذكّر بيسكوف في تصريحات صحافية بأنّ ميزانية أجهزة القوة ازدادت في الفترة الأخيرة من 3 إلى 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي.

وقال بيسكوف: "نظراً لأسباب معروفة، نقترب تدريجياً من وضع منتصف الثمانينيات، حين كانت حصة الإنفاق على أجهزة القوة تبلغ 7.4%. هذا ليس حرجاً، ولكن من المهم للغاية دمج اقتصاد أجهزة القوة ضمن اقتصاد البلاد".

وأضاف: "اليوم، ينتصر في ساحة المعركة من ينفتح أكثر من غيره على الابتكارات واعتمادها على وجه السرعة. لذلك من الطبيعي أن يتخذ الرئيس في المرحلة الراهنة قرار أن تقود وزارة الدفاع شخصية مدنية، وهذه ليست فقط شخصية مدنية، وإنما شخص قاد وزارة التنمية الاقتصادية بنجاح، وعمل لفترة طويلة معاوناً للرئيس للشؤون الاقتصادية، وشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في الحكومة السابقة".

ومع ذلك، شدد على أن التعيين المرتقب لن يغير "منظومة الإحداثيات الحالية"، لافتاً إلى أن المكون العسكري "كان دائماً من اختصاصات رئيس هيئة الأركان العامة"، أي حالياً فاليري غيراسيموف، الذي سيواصل عمله.  

أندريه بيلاوسوف.. مسيرة اقتصادية حافلة

وتلقى أندريه بيلاوسوف البالغ من العمر 65 عاماً، تعليمه في تخصص الاقتصاد والسيبرانية، وتخرج في جامعة موسكو الحكومية في عام 1981. وبعد تخرجه، عمل لفترة طويلة في مجال البحث العلمي بالمعهد المركزي للاقتصاد والرياضيات ومعهد الاقتصاد وتوقعات التقدم العلمي - التكنولوجي التابعين لأكاديمية العلوم السوفييتية. ومنذ عام 1990، عمل في معهد التوقعات الاقتصادية التابع لأكاديمية العلوم الروسية. 

وفي عهد روسيا ما بعد السوفييتية، كان يقدّم استشارات لرئيسي الوزراء، يفغيني بريماكوف وسيرغي ستيباشين، في عهد الرئيس الراحل، بوريس يلتسين، وكذلك عمل مستشاراً متعاوناً لرئيسي الوزراء، ميخائيل كاسيانوف المنشق حالياً وميخائيل فرادكوف، بعد تولي بوتين زمام الرئاسة في روسيا مطلع القرن الجديد.

خلال شغله منصب النائب الأول لرئيس الوزراء أشرف أندريه بيلاوسوف على الملفات الاقتصادية الحيوية

وفي أعوام 2000 - 2006، ترأس بيلاوسوف مركز تحليل الاقتصاد الكلي والتوقعات قصيرة الأجل. وفي عامي 2012 و2013، تولى بيلاوسوف قيادة وزارة التنمية الاقتصادية، وفي أعوام 2013 - 2020، عمل معاوناً للرئيس للشؤون الاقتصادية، إلى أن تم تعيينه النائب الأول لرئيس الوزراء في حكومة ميخائيل ميشوستين عام 2020. وخلال مسيرته المهنية، عرف بيلاوسوف بانتمائه إلى كتلة أنصار تدخّل الدولة في الاقتصاد.

وخلال شغله منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، أشرف بيلاوسوف على الملفات الاقتصادية الحيوية مثل وضع الاتجاهات الرئيسية للتنمية الاجتماعية - الاقتصادية، وتوحيد السياسات المالية والائتمانية والنقدية، والتنظيم الحكومي لأسواق المال، وأعمال التأمين والرقابة المالية، ومجال النقل، ومشاريع البنية التحتية، وتحقيق المشاريع القومية، والاستثمارات الأجنبية.

وبذلك يأتي ترشيح بيلاوسوف لحقيبة الدفاع ليكون التغيير الأبرز في الحكومة الروسية الجديدة، إذ قرر بوتين عدم المساس بالوزارات السيادية الأخرى، حيث يحافظ على مناصبهم وزراء الداخلية، فلاديمير كولوكولتسيف، والطوارئ، ألكسندر كورينكوف، والخارجية سيرغي لافروف، والعدل ألكسندر تشويتشينكو، والذين سينظر مجلس الاتحاد (الشيوخ) في ترشيحاتهم خلال اليومين المقبلين.

المساهمون