وسط تعثر التوافق على إيجاد حل لمسألة مدينة إدلب بين شركاء أستانة الثلاث، روسيا وتركيا وإيران، لايبدو أن الصراع على سورية يقترب من نهايته بفتح معركة إدلب، بقدر ما يوحي بدخوله مرحلةً جديدةً عنوانها استمرار الصراع، ولكن بأدواتٍ ووسائل أخرى.
تعمل قوات النظام السوري على الضغط على السوريين في إدلب، عبر إخراج المرافق الحيوية، ومنها المستشفيات، عن الخدمة، في سياق تسخين الوضع الميداني في المحافظة من جهة، والضغط على الأتراك من جهة أخرى.
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، اليوم الجمعة، بعد لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الحرص على اتفاق وقف إطلاق النار في سورية وإيجاد تسوية سياسية، محذراً في الوقت عينه من أنّ الحل العسكري في إدلب سيكون "كارثة".
رفضت "جبهة فتح الشام" (النصرة)، وهي العماد الأساسي لـ"هيئة تحرير الشام"، دعوات تسليم سلاحها وحل بنيتها التنظيمية، وهو ما رشح من كلمة مصورة لقائد الجبهة المُصنفة على لوائح الإرهاب الدولي، أبو محمد الجولاني، أمس الثلاثاء، وسط ترقّب مصير محافظة إدلب.
لم يتأخر النظام السوري للانقلاب على "اتفاقات المصالحة" التي أبرمتها المعارضة السورية بضمانة روسية، فاستباحت أجهزته المناطق التي انخرطت في هذا المسار، مثل الغوطة الشرقية ودرعا وحمص، وشنّت حملات اعتقال وقتل بحق أبنائها إضافة إلى عمليات "تعفيش" كبيرة.
حسم النظام السوري سريعاً معركته ضد "داعش" في ريف السويداء، ليفرض سيطرته الكاملة على الجنوب السوري، ما طرح تساؤلات كثيرة حول أسباب الحسم السريع، بعدما ترك النظام مسلحي "داعش" لمدة أربع سنوات على حدود المحافظة من دون أي تحرك ضدهم.
يتعرض المواطنون في إدلب وحمص لهجمة جديدة، بطلها "هيئة تحرير الشام" والنظام السوري، الأولى بحجة اعتقال أشخاص بتهمة "الترويج للمصالحة" مع النظام، والثاني بحجة وجود مطلوبين "بدعاوى شخصية ضدهم" وهي ذريعة لاعتقال مؤيدين للثورة السورية.
استأنف تنظيم "هيئة تحرير الشام"، العملية الأمنية التي يقوم بها في مناطق سيطرته شمال غرب سورية، بحجة القضاء على خلايا تابعة لتنظيم "داعش" ومن يروجون لـ"المصالحة مع نظام الأسد"، في حين قامت "الجبهة الوطنية للتحرير" بعملية مماثلة.
بعد وصولهم للشمال السوري، يواجه مهجرو القنيطرة ودرعا الذين يقارب عددهم ثمانية آلاف شخص مشاكل عدة. فالشمال السوري وصل لحالة من الإنهاك بعد استقباله أكثر من 110 آلاف مهجر من مناطق ريف حمص والغوطة الشرقية وجنوب دمشق والقلمون الشرقي.