النظام العالمي

ليست موجة الانقلابات العسكرية التي تشهدها قارّة أفريقيا بدافع محاربة انتشار الفساد، بل لاحتواء آفاق الأزمة الاقتصادية وضيق الكعكة التي كان المستحوذون على السلطة، ومنهم الانقلابيون، يتقاسمونها فيما بينهم بمساعدة وتأييد من القوة الاستعمارية فرنسا.

وافقت مجموعة دول بريكس على ضم مصر أخيرا إليها، الأمر الذي طرح تساؤلات عمّا تريده الصين تحديداً من الموافقة على اختيار مصر، بالنظر إلى أن بكين الطرف الأكثر طموحاً في التجمّع، والأكثر سعياً إلى استثمار كل الفرص للتحوّل إلى قطب عالمي بمواجهة أميركا.

لأن التجارب السابقة للمنطقة مع التكتّلات والتنظيمات بمختلف أشكالها ليست مُبهرة، ولا حتى جيدة، فإن الآمال الكبيرة المعقودة على نجاح "بريكس" في تشكيل نظام عالمي جديد، معلقة بالضرورة على النجاح في ضم أكبر عدد من الدول، مع الاحتفاظ بالجماعية والتوازن.

تعتقد واشنطن أنّ بكين مؤهّلة لتغيير واقع الهيمنة الأميركية على العالم لو مضت في خطتها لتبديل شكل النظام العالمي، بفضل إمكاناتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتكنولوجية. لذا فقد قرّرت قطع الطريق على بكين من خلال تجفيف منابع صعودها على كل صعيد.