من يقف وراء حرق سوق العصرونية؟

من يقف وراء حرق سوق العصرونية؟

01 مايو 2016
الحرائق تلتهم سورية (وكالة الأناضول)
+ الخط -
أثار الحريق الذي التهم عشرات المحال التجارية في مدينة دمشق القديمة في 23 نيسان/ أبريل الحالي، موجة واسعة من الإشاعات حول تورط النظام وإيران. بدأ الحريق في محل في سوق العصرونية، ما لبث أن انتشر بسرعة، مدمراً كلياً أو جزئياً عشرات المحال التجارية. وقد قدرت خسائر الحريق بمليارات الليرات السورية.
اندلع الحريق، وفقاً للرواية الرسمية نتيجة خلل كهربائي. إلا أنه في غضون ساعات بعد اندلاع الحريق، سارع الكثيرون من سكان دمشق ليدَعوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الحادث يمكن أن يكون من فعل النظام السوري، في حين اتَهم آخرون إيران وراء ما حصل.
فهل الشعب السوري مصاب بجنون الشك؟ أم أن مخاوفهم مشروعة؟ في حين، قد يكون الحريق مجرد حادث عرضي، فإنه لا يمكن استبعاد الفعل الجنائي على يد أشخاص تابعين للنظام أو إيران.
من المحتمل، أن الحريق سيدفع الكثير من أصحاب المحالِ الذين يواجهون انخفاضاً حاداً في نشاطهم التجاري ولم يعد لديهم أمل بالمستقبل القريب، لبيع محالِهم بأسعار بخسة بدلاً من الإنفاق لإصلاحها. ومن المرجح أيضاً أن يكون المشترون من المقربين للنظام، فبعد 5 سنوات على اندلاع الثورة، مازالوا يملكون رؤوس الأموال والنفوذ.
تعتبر هذه الشكوك مشروعة، خاصة أن الكثير من القوانين التي أصدرها النظام، خلال السنوات الأخيرة، ومن ضمنها قانون التخطيط العمراني وقانون التشاركية والمرسوم رقم 66/ 2012 تضمن مصادرة أملاك سكان البساتين خلف مستشفى الرازي في دمشق. قد فسرت هذه القوانين على أنها محاولة من النظام للاستيلاء على الأرض والمساكن من أصحابها الشرعيين. بصورة مماثلة، هناك الكثير من التقارير التي تشير إلى أن مسؤولين في النظام، قاموا بشراء الأراضي والعقارات، وبأسعار رخيصة في مناطق مختلفة من ضواحي دمشق، كالمليحة على سبيل المثال.
ومن ناحية أخرى، تعود المخاوف المتعلقة بالشكوك نحو إيران إلى تقارير عدة تفيد بقيام مواطنين إيرانيين أو شخصيات يعتقد أنها على صلة وثيقة بمسؤولين إيرانيين بشراء أملاك عقارية في دمشق القديمة. ويضاف إلى هذه المخاوف، حقيقة أن المناطق المحيطة بسوق الحميدية وبالجامع الأموي، تحتوي على اثنين من المراقد الشيعية الدينية المتمثلة بالسيدة زينب وبالإمام الحسين. وقد ركزت المليشيات الشيعية الموجودة في دمشق والمرتبطة بإيران على حماية مراقد شخصيات دينية شيعية، من ضمنها السيدة زينب، خارج العاصمة.
ومهما كانت الأسباب الحقيقية للحريق، فإن مخاوف سكان دمشق تظهر مدى علمهم بما يمكن للنظام القيام به للاستيلاء على ممتلكات عامة وخاصة، كتلك التي التهمتها النيران في سوق العصرونية.
(باحث وخبير اقتصادي سوري)

المساهمون