فساد كرة أميركا (2)...إنكار الضرر "الدماغي" والدراسة الطبية المُرعبة

فساد كرة أميركا (2)...إنكار الضرر "الدماغي" والدراسة الطبية المُرعبة

02 أكتوبر 2015
الضرر الدماغي من ضربات الرأس (Getty)
+ الخط -
في الجزء الثاني من تحقيق "فساد كرة أميركا"، يكشف العربي الجديد معلومات خطيرة حول القضية الأبرز في هذا التحقيق وهو مرض مُزمن يصيب الدماغ، أصبح ضيفاً ثقيلاً على دوري الكرة الأميركية، لكن الـ "NFL" ينكر ويُبعد الشُبهات عنه.

"التهاب الدماغ المُزمن بسبب صدمات الرأس" كارثة رياضية حلت على الكرة الأميركية تكشفت أسرارها في العام 2014، وهو المرض الذي يُصيب الدماغ بسب ضربات الرأس المتكررة خلال مباريات الكرة الأميركية. وهي القضية التي ستأخذ الحيز الأكبر من تحقيق "فساد كرة أميركا"؛ لأنه الموضوع الأهم والأبرز في هذا التحقيق؛ كونه يؤدي إلى وفاة الكثير من اللاعبين، خصوصاً قصة النجم مايك ويبستير الشهيرة.

الحلقة الثانية: إنكار الضرر "الدماغي"
في العام 2013 بدأت قناة "أسبين" شراكة مع قناة "بي بي أس" بغية إصدار تحقيق مصور عن قضية إصابات الرأس، وأنها تؤدي إلى ضرر دماغي يؤدي إلى الموت، لكن وبعد أسبوع واحد من بداية التصوير، تم إيقاف الفيلم الوثائقي، بسبب تدخل شخصيات نافذة من الـ "NFL" التي رفضت الإضاءة على هذه القضية التي قد تخلق مشكلة كبيرة في الدوري الأميركي، وتؤثر بشكل سلبي بحسب معلومات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وبعد انسحاب قناة "أسبين"، تابعت قناة "بي بي أس" المشروع، والذي أصدرت حوله صحيفة "فرونتلاين" سلسلة من التحقيقات حول ضربات الرأس والأضرار الدماغية المُزمنة.

وصلت درجة الإنكار لدى الـ "NFL" إلى درجة عدم التنبه لهذه المشكلة الخطيرة التي تضرُ بسمعة هذه الرياضة الأكثر شعبية في أميركا، ونظراً لامتلاكها الأموال الطائلة خصصت حوالى 765 مليون دولار أميركي لإصابات الرأس كتعويضات مالية للاعبين الذين يتعرضون لإصابات في الدماغ، أو بحاجة للفحوصات الطبية للتأكد من عدم وجود المرض، وحتى بغية دفع تكاليف المستشفيات في حالات الإغماء نتيجة ضربات الرأس المتكررة.

لكن هذا القرار الصادر من الـ "NFL" رفضته السلطة القضائية الأميركية متمثلة بالقاضية أنيتا برودي الذي نوهت بأن هذه المبلغ لا يغطي 20 ألف لاعب يلعبون في الدوري الأميركي، وأن المال لا يحمي اللاعبين من التعرض للإصابة، لذلك يجب إيجاد حل مناسب لحماية كل لاعب على أرض الملعب من خلال ابتكار حماية في الخوذة التي يرتديها اللاعبون، لكن حتى يومنا هذا القضية ما زالت القضية معلقة.

الفيلم "الفضيحة" والدراسة المُرعبة
وآخر جزء في نكران الضرر الدماغي هو فيلم "ارتجاج دماغي" الذي سيعرض في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2015 بطولة الممثل الأميركي ويل سميث، والذي يتناول قضية المرض الدماغي المُزمن وتأثيره على اللاعبين، ولماذا لم يتم أخذ إجراءات تجاه هذه القضية المصيرية والمهمة، بل على العكس يتم تغطيتها من الـ "NFL". وهذا الفيلم الذي أثار فوضى كبيرة في وسط الكرة الأميركية؛ لأنه تناول قضية مثيرة للجدل وحساسة جداً، حيث لم يبد مسؤولون من اتحاد الكرة الأميركية سعادتهم بهذا المشروع والفيلم، لتبدأ التدخلات السياسية وتلعب الشخصيات النافذة دورها في تضليل الرأي العام.

وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في العام 2015 من خلال رسائل إلكترونية بين دواين كاينز الرئيس التسويقي لشركة "SONY" المشاركة في إعداد فيلم "ارتجاج دماغي" ومسؤولين في الـ "NFL" في 6 آب/ أغسطس 2014، حيثُ يعرض كاينز محتوى هذا الفيلم الذي هو عبارة عن عرض لحالة إنسانية تحدث في هذه الرياضة، وسرد قصة مؤثرة ستثير إعجاب الجماهير، منوهاً بأن الفيلم ليس هجوماً على "NFL" وليس صيداً في الماء العكر، بل هو مجرد سرد لقصة مؤثرة.

لكن "نيويورك تايمز" كشفت معلومات خفية ورسالة إلكترونية تسبق الرسالة الأولى، والتي كانت في 1 أغسطس/ آب 2014، حيثُ كتب كاينز أن أحداثاً كثيرة تم تغييرها في فيلم "ارتجاج دماغي" لإرضاء الـ "NFL" والمضي قدماً في عرض الفيلم، خصوصاً أن الفيلم كان يتضمن وقائع وفضائح تُدين الاتحاد الأميركي للكرة بشكل واضح، وتحمله مسؤولية تضليل الإعلام وإنكار وجود مرض دماغي مُزمن، بسبب ضربات الرأس المتكررة وحالات الإغماء وفقدان الوعي خلال المباريات.

في وقت كشفت دراسة طبية أميركية منذ حوالى أسبوعين حقائق علمية مُرعبة عن إصابة حوالى 87 من أصل 91 لاعب كرة أميركية سابقاً بمرض مزمن في الرأس، معروف بـ "التهاب الدماغ المُزمن" المرتبط بحالات الإغماء وضربات الرأس القوية خلال المباريات.

وخلال دراسة طبية أعدها باحثون من جامعة بوسطن الأميركية، أشارت التقارير الطبية عن وجود نتائج إيجابية مرتبطة بمرض "التهاب الدماغ" المُزمن على حوالى 87 عينة من أصل 91، أي أن حوالى 96% من أساطير رياضة الكرة الأميركية لديهم هذا المرض المُزمن والخطير، والذي يؤكد أن هذا المرض قد ينتشر بين لاعبي "NFL" في المستقبل في حال لم يتخذ اتحاد اللعبة الخطوات المناسبة لحماية اللاعبين من ضربات الرأس.
اإقرأ أيضاً:فساد كرة أميركا (1)...الرأس الجميل يُخفي أقداماً قبيحة

دلالات

المساهمون