مو فرح يعتزل.. من العمل في المنازل وصولاً إلى كتابة التاريخ

مو فرح يعتزل.. من العمل في المنازل وصولاً إلى كتابة التاريخ

11 سبتمبر 2023
مسيرة تاريخية لمو فرح في ألعاب القوى (ستو فورستر/Getty)
+ الخط -


قرر العداء البريطاني محمد فرح، اعتزال ألعاب القوى بشكل نهائي، إثر مشاركته الأخيرة، في سباق "غريت نورث ران"، ليطوي بذلك مسيرة طويلة من الإنجازات. وقال فرح في تصريحات نقلتها، صحيفة "ذا صن" البريطانية: "الركض كان بالنسبة لي متنفساً في الحياة، ومن المؤكد أنني سأفتقد الرياضة، لن تروني أركض صباحاً، لكن سأبقى أمارس الرياضة بلعب كرة القدم والغولف، آمل أن أكون مدرباً في المستقبل بعد حصولي على الشهادة التدريبية".

ولد فرح المعروف بكنية "مو"، يوم 23 مارس/آذار عام 1983، في العاصمة الصومالية مقديشو، وقد عاش في حياته أحداثاً مرعبة، كشفها بنفسه في وثائقي خاص بثته شبكة قنوات "بي.بي.سي"، بعنوان "مو فرح الحقيقي".

وصل محمد، واسمه الحقيقي هو حسين عبدي كاهين، إلى بريطانيا بطريقة غير قانونية كلاجئ من مقديشو، حين كان طفلاً في سن التاسعة فقط من عمره، وقد أجبر على العمل خادماً في المنازل، بعد أن وقع ضحية لعصابة تعمل في التجارة غير المشروعة بالبشر، وهو السر الذي احتفظ به لسنوات طويلة، في حين لم تُسافر عائلته إلى بريطانيا، حيث بقيت والدته وشقيقاه يعيشان في مزرعة بالصومال، بينما قُتل والده بالرصاص عندما كان في الرابعة من عمره.

عاش الطفل الصغير مع أقاربه في جيبوتي، قبل أن يقامروا فيه بالسفر إلى بريطانيا مع امرأة لم يعرفها من قبل، حيث أخبرته بأنها ستأخذه إلى أوروبا للعيش مع أقاربه، الأمر الذي أحبه، لأن فكرة ركوب الطائرة كانت تستهويه، وقد عاش معها في حي هونسلو غرب العاصمة البريطانية لندن، وقد غيرت له اسمه ليصبح محمد، ويُجبر بعد ذلك على العمل في المنازل، مع عدم السماح له بالذهاب إلى المدرسة حتى بلغ الـ12 عاماً.

رياضات أخرى
التحديثات الحية

اكتشف فرح موهبته في رياضة ألعاب القوى، حين دخل للمدرسة لأول مرة، وقد اكتشف أساتذته ومدربوه هذه الموهبة، إذ أصبح محل حديث الجميع في دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2012، إلى جانب يوسين بولت، بعد أن قدم اثنين من أفضل العروض في تاريخ ألعاب القوى، إذ تفوق على جميع المنافسين ليتوّج بالذهب الأولمبي، ويصبح بطلاً تألق على جميع المنافسين في سباقي 5000 و10.000 متر، وأصبح بطلاً تظهر صوره على الصفحات الأولى للصحف البريطانية.

وبعد أربع سنوات، تمكّن من تكرار إنجازه في الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، بعد فوزه في سباقي 5000 و10.000 متر، لتبلغ جميع تتويجاته في المجمل 34 لقباً، بما في ذلك 4 ألقاب أولمبية، و6 ألقاب عالمية، ما جعله من أهم العدّائين الذين مروا على تاريخ هذه الرياضة.

المساهمون