تعطّل الامتحانات في مدارس تونس.. وطلاب يعتدون على أساتذتهم

تعطّل الامتحانات في مدارس تونس.. وطلاب يعتدون على أساتذتهم

03 مارس 2015
مسؤول بالوزارة يتوقع إجراء الامتحانات نهاية الأسبوع (العربي الجديد)
+ الخط -

لم يكن المشهد عادياً وسط أو أمام ساحات المعاهد الثانوية في مختلف المحافظات التونسية صباح أمس الإثنين. إذ أدى الإضراب الذي قام به أساتذة التعليم الثانوي في تونس، إلى حالة من الفوضى وسط بعض المعاهد بسبب تعطل الامتحانات، بلغت حد اعتداء تلاميذ على أساتذتهم. فيما توقع مسؤول في وزارة التربية التوصل إلى حل وإجراء الامتحانات نهاية الأسبوع الجاري.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أساتذة ومدرّسون لاعتداءات من طرف التلاميذ، خلال إضراب خلق أزمة عميقة في بلد مثل تونس، يمر بتحديات خطيرة.

"التلميذ هو الضحية".. هذا ما جاء على لسان هدير جليّل لـ"العربي الجديد" بعد يوم "مضطرب" كان بالنسبة إليها أول أيام امتحانات الثلث الثاني من السنة الدراسية الحالية في تونس.

هدير تلميذة في السنة الثالثة من التعليم الثانوي في أحد المعاهد الثانوية العمومية، في محافظة صفاقس جنوبي البلاد، تشبه حالتها حالة آلاف التلاميذ في تونس، بعد أن أقرت نقابة التعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، وهو منظمة الشغيلة الأكبر في تونس، الامتناع عن إجراء الامتحانات إلى أن تستجيب وزارة التربية لمطالبهم.

وتتمثل مطالب الأساتذة، حسب بيان للنقابة العامة للتعليم الثانوي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، في جملة من الإجراءات لتحسين الوضع المادي للأساتذة، وأخرى تتعلق بإصلاح المنظومة التربوية بصفة عامة، ومعالجة إشكال العنف تجاه الإطار التربوي، بصفة خاصة.

لكن موقف الأساتذة فتح جدلا بشأن مدى مشروعية اللجوء إلى خيار تعطيل الامتحانات، والتشبث بمطالب مالية، في وقت تقول فيه الحكومة إن البلاد تمرّ بفترة اقتصادية صعبة.

غضب الأهالي

وشهدت عدة محافظات تونسية صباح الاثنين مسيرات للتلاميذ وأوليائهم، عبروا خلالها عن "غضبهم"، وطالبوا الأساتذة بمراعاة مصلحة التلاميذ وبعدم الزج بهم في حسابات ضيقة بين النقابة ووزارة التربية.
كما شهدت بعض المعاهد والمدارس الإعدادية حالة من الفوضى. بلغت حد اعتداء بعض التلاميذ على أساتذتهم ومطالبتهم بإجراء الامتحانات.


وأكد الكاتب العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الثانوي، فخري السميطي لـ "العربي الجديد" أنه "تم الاعتداء على الأستاذة "سهام الكوكي" في محافظة القصرين (غرب)، كما تم الاعتداء لفظيا وجسديا في محافظات أخرى، مثل المنستير، على عدد من الأساتذة بسبب عمليات التجييش التي قادها وزير التربية ناجي جلول، ومن خلال مليشيات يحركها الوزير ضد الأساتذة" بحسب قوله.

ويضيف السميطي "هذه ممارسات قديمة، ولكنها تعود من جديد، وهي تذكرنا بمليشيات محمد الصياح (مدير الحزب الحاكم السابق في نظام بورقيبة) في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي".  
واستنكرت وزارة التربية من جانبها الاعتداءات على الأساتذة.

تقول منى، وهي أم لتلميذين لـ"العربي الجديد": "منزعجة لوضع ابنتي وابني الصغير، وأعتقد أن خلاف الأساتذة ونقابتهم مع وزارة التربية سيعود بالضرر على نتائج أبنائي الدراسية".
ولا تخفي منى خشيتها من أن "تسبب هذه التعطيلات في سنة دراسية بيضاء والتأثير على الأجندة الدراسية".
واعتبر النقابي فخري السميطي امتعاض بعض أولياء الأمور والتلاميذ "أمرا عابرا"، ودعاهم لـ"التعقل والهدوء". 

مفاوضات متعثرة

وأكد السميطي أن نقابة التعليم الثانوي تحمّل "كامل المسؤولية" لوزير التربية، موضحا أن "وزير التربية الحالي لم يجد حلا لإشكاليات قطاع التعليم والتجأ إلى التصعيد وشحن مختلف الأطراف الاجتماعية ضد الأساتذة ونقابتهم".

ولم يتمكن كافة وزراء التربية الذين تعاقبوا على إدارة الوزارة منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2011، ومن بينهم الوزير الحالي ناجي جلول، الذي ينتمي إلى حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحكومي، من إقامة علاقات طيبة مع نقابات التعليم.

وأكدت النقابة العامة للتعليم الثانوي أن الأساتذة التحقوا بقاعات التدريس لمزاولة عملهم بشكل عادي مع مواصلة مقاطعتهم للامتحانات.


وكانت نقابة التعليم الثانوي قد أصدرت بيانا يوم 1 مارس/آذار الحالي، أعلنت فيه فشل جلسات التفاوض مع وزارة التربية. وأكد الكاتب العام المساعد لنقابة التعليم الثانوي لـ"العربي الجديد" أن مقترحات الوزارة "لا ترتقي إلى مستوى مطالبنا".

لكن مدير عام التعليم الثانوي بوزارة التربية منير ذويب، قال لـ"العربي الجديد" إن "الوزارة لا يمكنها اتخاذ موقف نهائي في بعض المطالب، لذلك تم تحويل الملف لرئاسة الحكومة ووزارة المالية لبحث الانعكاسات المالية". 

وتوقع المسؤول في وزارة التربية أن يتوصل الطرفان إلى حل خلال الأيام القليلة القادمة، وأن يتم إجراء الامتحانات نهاية الأسبوع الحالي وخلال الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضا:

تونس: شدّ وجذب بين "التعليم" و"المعلمين".. والتلميذ ضحية

معلمو تونس يعلقون تصحيح امتحانات البكالوريا

المساهمون