مفوضية اللاجئين: بوادر فوضى أوروبية بسبب إغلاق الحدود

23 فبراير 2016
إغلاق الحدود الأوروبية في وجه المهاجرين (GETTY)
+ الخط -

شجبت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الثلاثاء، "الممارسات المقيدة"، التي فرضتها دول كالنمسا وسلوفينيا ومقدونيا، ودعت أوروبا إلى تبني نهج منسق لتقاسم المسؤولية في أزمة اللاجئين.

وقال المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، في بيان "بمرور الأسابيع يبدو أن بعض الدول الأوروبية، تركز على إبقاء اللاجئين والمهاجرين خارجها أكثر من إدارة التدفق بطريقة مسؤولة والعمل على التوصل لحلول مشتركة". وحث الدول الأوروبية على إعلان تفاصيل واضحة لمعايير القبول.


وأعلن غراندي أن "الإغلاق المتزايد" لمعابر مرور اللاجئين والمهاجرين على طريق البلقان يمكن أن يؤدي إلى "فوضى" في أوروبا، وذلك خلال زيارة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، نقطة العبور الرئيسية.

وفي صربيا، علِق نحو ألف لاجئ في بلدة "تابانوفس"، عند الحدود الشمالية لمقدونيا، بعد منعهم من قبل السلطات الصربية من دخول البلاد، في الوقت الذي تُتوقع فيه زيادة أعدادهم خلال الساعات المقبلة.

وتابع غراندي: "أنا قلق جدا إزاء المعلومات حول إغلاق متزايد للحدود الأوروبية على طول طريق البلقان، لأن ذلك من شأنه إحداث مزيد من الفوضى والبلبلة"، و"على الأرجح زيادة تدفق اللاجئين بوتيرة غير منتظمة".

وكان غراندي يعلق على رفض مقدونيا، منذ الأحد، السماح بمرور مهاجرين أفغان عبر أراضيها، وصلوا إلى اليونان ليتابعوا طريقهم إلى شمال أوروبا. ومن شأن هذا القرار بالإضافة إلى تعزيز الرقابة على اللاجئين السوريين والعراقيين، الذين لا يزال يُسمح لهم بالمرور، أن يؤدي إلى بقاء آلاف الأشخاص القادمين من تركيا عالقين في اليونان.

وتابع غراندي، الذي يقوم بزيارته الأولى إلى مناطق مرور المهاجرين منذ تعيينه في منصبه، "هذا من شأنه زيادة العبء على اليونان التي تتحمل مسؤولية كبيرة"، و"إحداث بلبلة في الدول التي تستقبل مهاجرين ولاجئين" في الوقت الذي "لا يوجد فيه بديل آخر" لإدارة تدفق اللاجئين.





واحتجت اليونان الثلاثاء، لدى النمسا، على مبادرتها تنظيم اجتماع وزاري الأربعاء، في فيينا، لبحث أزمة الهجرة في خطوة اعتبرتها "غير ودية" كما أعلنت وزارة الخارجية اليونانية.

وجاء، في بيان صادر عن الوزارة، "مع هذا التحرك أحادي الجانب والخطوة غير الودية على الإطلاق، هناك اتجاه لاعتماد قرارات تتعلق بشكل مباشر بحدود اليونان لكن في غيابها".

وقد دعت وزيرة الداخلية النمساوية، يوهانا ميكل-ليتنر، وزراء خارجية الدول الواقعة على طريق البلقان، التي يسلكها المهاجرون في طريقهم إلى أوروبا الشمالية (ألبانيا والبوسنة وبلغاريا وكوسوفو وكرواتيا ومقدونيا ومونتينغرو وصربيا وسلوفينيا) إلى اجتماع تنسيق الأربعاء في فيينا حول إدارة أزمة الهجرة.

وجاءت الدعوة إلى هذا الاجتماع قبل لقاء يعقده وزراء الداخلية الأوروبيون الخميس، لتحديد موقف موحد لهذه الدول قبل الاجتماع المرتقب في بروكسل.

واتهمت اليونان في الأيام الماضية النمسا بنسف جهود الاتحاد الأوروبي للقيام بعمل مشترك في مواجهة أزمة الهجرة، وانتقدت بعض الدول الأعضاء لقيامها بتحركات أحادية الجانب في إدارتها لهذه الأزمة.

وأعلنت اليونان اليوم، الثلاثاء، أنها مستعدة لإدارة التدفق المتزايد للمهاجرين، لكنها ترغب في أن توفر قرارات، اتخذها زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، الحماية لمنطقة شينغن التي تسمح بالسفر بين دولها دون تأشيرة.

وشددت بعض دول البلقان قيود المرور على حدودها، مما أدى إلى محاصرة مئات المهاجرين في اليونان، وأثار مخاوف من تفاقم الوضع مع استمرار التدفق على اليونان من تركيا.


اقرأ أيضاً:إخلاء مخيم كاليه للاجئين رهن بالقضاء الفرنسي