"غوطة دمشق" متمسكة بأجواء رمضان رغم الحصار

"غوطة دمشق" متمسكة بأجواء رمضان رغم الحصار

29 يونيو 2015
الخبز المرقق ارتفعت أسعاره في رمضان (الأناضول)
+ الخط -
يتمسك أهالي غوطة دمشق الشرقية، بممارسة طقوسهم الرمضانية، على الرغم من القصف والحصار الخانق، الذي يفرضه عليهم نظام الرئيس، بشار الأسد، منذ أكثر من سنتين.


ويتجلّى التأثير الأكبر للحصار، في غلاء الأسعار وظهور سلع جديدة، مثل الخبز المرقق، وقوالب الثلج المستخدمة في تبريد الماء، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، بسبب انقطاع الكهرباء عن المنطقة، منذ فترة طويلة.

كما دفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، سكان الغوطة، نحو الاقتصاد في استهلاك المواد الغذائية والأطعمة، مما أدّى إلى انخفاض الازدحام في الأسواق بشكل ملحوظ، بالتزامن مع تناقص تنوع أصناف الأطعمة التي كانت تعج بها موائد رمضان قبل الحصار.

المواطنون في السوق الرئيسية في مدينة "كفر بطنا" أوضحوا أن طول أمد الحصار، جعلهم يتأقلمون معه ويعتادون عليه، ويبنون حياتهم على أساسه، مؤكدين أن الحصار لم يمنعهم من إحياء أجواء شهر رمضان المبارك.

ولفت محمد البحش، وهو بائع قوالب ثلج في السوق، إلى رواج بيع قطع الثلج في المدينة، بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي. مشيراً إلى أن الحصار أجبر الناس على تناول الأطعمة الرخيصة، مثل الفول المدمس والتسقية (فتة)، في الوقت الذي كانت تزخر فيه الموائد الرمضانية، قبل الحصار، بمختلف أنواع الأطعمة التقليدية الدمشقية.


من جانبه، أوضح المواطن أيمن كوجك أن رمضان لا يزال يحافظ على خصوصيته في الغوطة الشرقية، وأن الناس تجتمع ليلاً في المقاهي، وتتسامر غير آبهة بقصف محتمل لطائرات النظام، لافتاً إلى أن "عدم عيش سكان الغوطة تحت سلطة نظام الأسد، كانت العزاء الأكبر الذي يخفف عنهم وطأة كل الصعوبات التي يكابدونها يومياً".

تجدر الإشارة إلى أن غوطة دمشق، عبارة عن مساحة واسعة من البساتين والأراضي الزراعية، تحيط بالعاصمة السورية عبر التاريخ، وشكّلت ضواحيها في العصر الحديث. ويتبع قسم من الغوطة محافظة دمشق، فيما يتبع القسم الأكبر محافظة ريف دمشق، كما تنقسم الغوطة إلى قسمين متصلين، هما الغوطة الغربية والغوطة الشرقية.

تضم الغوطة الغربية مناطق عدة في العاصمة وريفها، أبرزها "الربوة"، و"المزة"، و"كفرسوسة"، و"داريا"، و"ببيلا"، و"صحنايا" و"الأشرفية". فيما تضم الغوطة الشرقية، مناطق، أبرزها مدينة "دوما"، و"جرمانا"، و"المليحة"، و"عقربا" و"كفربطنا"، و"عربين".

ويعيش سكان الغوطة أوضاعاً معيشية صعبة، بسبب الحصار المفروض عليهم من النظام السوري، منذ أكثر من عامين، حيث فقد عدد منهم حياته بسبب الجوع، فيما توفي آخرون بسبب موجات البرد، لانعدام وسائل التدفئة والمحروقات.

اقرأ أيضاً:إدلب السورية تعيش رمضان على وقع القنابل