عرب في أميركا يتطوعون بيوم للخدمة المجتمعية

عرب في أميركا يتطوعون بيوم للخدمة المجتمعية

17 مايو 2015
يوم تطوعي لشبان عرب في أميركا (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت مجموعة من المتطوعين العرب، منذ ساعات صباح أمس السبت، تجميل إحدى الحدائق العامة في لوس أنجلوس. عدد من الشبان نثروا الرمل في منطقة لعب الأطفال، وفتيات قمن بطلاء المقاعد وبراميل النفايات، فيما قامت مجموعة أخرى بتنظيف الحديقة وجمع القمامة.


بحماسة ونشاط بدأ هؤلاء الشباب والشابات يومهم، وهو اليوم الذي خصصه العرب في أميركا لخدمة مجتمعاتهم المحلية. فالمبادرة التي أطلقتها الشبكة الوطنية للمجتمعات العربية في أميركا (NNAAC) قبل نحو 11 عاماً في دير بورن بولاية ميتشغن، أصبحت اليوم حدثاً سنوياً يشارك فيه الآلاف من العرب الأميركيين المنتشرين في مختلف الولايات المتحدة. إذ يسخّر هؤلاء جهودهم في السبت الثاني من شهر أيار/مايو كل عام للقيام بنشاطات مجتمعية مختلفة من تنظيف المدن والحدائق العامة، وزراعة الأشجار والزهور، إلى رسم اللوحات الجدارية، وإطعام المشردين.


سراب الشيشكلي، رئيس شبكة العرب الأميركيين المحترفين- فرع نيويورك (NAAP)، تحدث لـ"العربي الجديد" قائلاً "قبل سنوات فكر العرب الأميركيون كيف يمكن أن يوجهوا طاقاتهم وإمكاناتهم ليس فقط من أجل خدمة مجتمعاتهم العربية، وإنما أيضا المجتمع الأوسع المحيط بهم، والذين هم جزء منه. إنه جهد رائع أن نتعاون من أجل مساعدة من حولنا. فهذه واحدة من المبادرات النوعية القليلة والمؤثرة على مستوى الولايات المتحدة".

أحد المشاريع التي نفذها المتطوعون في نيويورك كانت لصالح المرضى الأطفال في مستشفى سانت جود لأبحاث السرطان، إذ قاموا بتجهيز حقائب للأطفال بأقلام التلوين، ودفاتر الرسم، والملصقات، وغيرها من الأشياء التي ستساهم في رسم البسمة على وجوههم، وستساعدهم في قضاء وقت إيجابي وممتع لدى انتظارهم للطبيب أو قبل تلقي العلاج.

إحدى المتطوعات، سامية زكي قالت لـ"العربي الجديد" إن "روح التعاون والخدمة كانت تملأ الجو اليوم. كنت سعيدة للغاية لأشهد ذلك. لقد استطعنا تجهيز 250 حقيبة للمرضى الأطفال في المستشفى".

العديد من المنظمات والمراكز العربية تكاتفت اليوم للقيام بمشاريع مختلفة من بينها: تنظيف حدائق في بوسطن، وإطعام مشردين في شيكاغو، وأعمال زراعة في واشنطن، ومشاريع أخرى في بالتيمور، هيوستن، ديترويت، لوس أنجلوس، وسان فرانسيسكو.

وسأل "العربي الجديد" عدداً من المتطوعين عن تجاربهم بهذا اليوم، فالمتطوعة جوانا البيتوني- شيكاغو قالت: "قام 75 متطوعاً اليوم بتجهيز 1000 وجبة غداء وتوزيعها على أربعة ملاجىء للمشردين. لقد كانت تجربة رائعة، خصوصاً عند رؤية المتطوعين الأصغر سناً؛ وهم منخرطون في إحداث التغيير. بالفعل حدث مميز، فالجوع مسألة عالمية، وقد تعاونت اليوم عدة منظمات لمعالجتها على مستوى محلي".


أما طارق أبو جبارة - بوسطن فقال: "آتي إلى هنا كثيراً للمشي بجانب النهر والاستمتاع بالمناظر الجميلة. وكوني اليوم متطوعاً أعمل على تنظيف المنطقة ليستمتع غيري بها، كانت تجربة تستحق العناء حقاً. وبلا شك فإن لقاء متطوعين آخرين والتعاون معاً لتنظيف مدينتنا يعد أمرا جميلا".

أمل السويدي - نيويورك قالت: "ساعدت اليوم في ترميم المزروعات في المتنزه العام في ستاتن
إيلاند بنيويورك، من خلال العمل على إزالة الشوائب العالقة على النباتات والتي تمنعها من الإزهار. كان الأمر ممتعاً بالنسبة لي، فقد اكتسبت معلومات جديدة حول النباتات. أحترم جداً هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل يومياً، ويحافظون على ممرات المشاة والغابات والحدائق العامة".

ويرى الشيشكلي أن المنظمات العربية في أميركا منذ بدايتها لم تطور برامج أو مبادرات تهدف لخدمة المجتمعات الأخرى في الولايات المتحدة، وأن مهامها انحصرت نوعاً ما بخدمة مجتمعاتها العربية. الأمر الذي يجعل "يوم الخدمة المجتمعية للعرب الأميركيين" مبادرة نوعية وهامة، ولكن "يجب البناء عليها". وتابع "من الرائع أن نتواصل مع الآخرين على المستوى الشخصي، ولكن أيضا لا ننسى أن هذا جزء من حل المشكلة ككل، وندرك كأميركيين أن علينا التواجد في الخطوط الأمامية للعديد من المنابر لتقوية مكانتنا في هذا البلد. علينا القيام بالمزيد على الصعيدين السياسي والاجتماعي".

اقرأ أيضاً:واشنطن: شاب يجمع 3000 لعبة للأطفال السوريين

المساهمون