منكوبو فيضانات أفغانستان يطالبون بمساعدات مستدامة

منكوبو فيضانات أفغانستان يطالبون بمساعدات مستدامة

21 مايو 2024
أطفال ينظفون منزلهم في قرية منكوبة بولاية بغلان (عاطف أريان/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مراكز الأرصاد الجوية تحذر من المزيد من الأمطار الغزيرة في غرب وشمال أفغانستان، مع تأكيد وزارة مواجهة الكوارث على ارتفاع عدد الضحايا إلى 68 قتيلاً وتوقع زيادة العدد بسبب الفيضانات الكارثية.
- حكومة طالبان تطلب مساعدات محلية ودولية للمتضررين، مع تأكيد على الحاجة لإعادة ترميم البنية التحتية، ونائب رئيس الوزراء يلتقي بممثلي المؤسسات الدولية لبحث سبل الدعم.
- الهلال الأحمر الأفغاني يعلن خططاً لإعادة إعمار المنازل المدمرة وتقديم أراضٍ للمتضررين في ولايتي غور وبغلان، حيث يعاني الناجون من نقص في الإيواء والغذاء والدواء.

تتوقع مراكز الأرصاد الجوية هطول مزيد من الأمطار الغزيرة خلال الأيام القادمة على المناطق التي ضربتها الفيضانات الكارثية في غرب وشمال أفغانستان، ما يعني أن سكان تلك المناطق تنتظرهم المزيد من الأيام الصعبة.
وتؤكد وزارة مواجهة الكوارث والأزمات في حكومة طالبان، أن عدد ضحايا فيضانات المناطق الشمالية ارتفع إلى 68 قتيلاً، 50 منهم في ولاية غور و18 في ولاية فرياب، إضافة إلى أعداد كبيرة من المفقودين نظراً لصعوبة عمليات البحث والإنقاذ، ما يشير إلى أن حصيلة الضحايا قد ترتفع خلال الأيام القادمة، على غرار ما جرى في فيضانات ولاية بغلان، في العاشر من الشهر الحالي، والتي خلفت أكثر من 337 وفاة.

ودعت حكومة طالبان جميع المؤسسات المحلية والدولية إلى مساعدة المتضررين الذين خسر بعضهم كل شيء، وباتوا بأمس الحاجة إلى المساعدات. وقال الناطق باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، في بيان: "مرة أخرى ضربت الفيضانات أفغانستان، والحكومة بكل إداراتها تعمل من أجل إنقاذ العالقين وإغاثة المنكوبين، لكن نظراً لأن الحادث كبير؛ ندعو مرة أخرى جميع المؤسسات الدولية والمحلية إلى العمل من أجل مساعدة هؤلاء، كما ندعو أثرياء البلاد ألا يدخروا جهداً في مساعدة إخوانهم".
والتقى نائب رئيس الوزراء، الملا عبد الغني برادر، خلال زيارته إلى ولاية بغلان، بممثلي المؤسسات الدولية التي تعمل في الإغاثة، وتباحث معهم بشأن المساعدات التي تقدم للمنكوبين، وطلب منهم المزيد بعد أن أشاد بدورهم. 
وقال برادر عقب الاجتماع: "الكارثة كبيرة، والناس بحاجة إلى كل أنواع المساعدات، وهناك حاجة إلى إعادة ترميم البنية التحتية كي يتمكن الناس من العيش في منازلهم من جديد، وتوفير مزيد من الاحتياجات الأساسية التي وصلت كميات منها بالفعل. في ولاية بغلان وحدها، دمرت الفيضانات 19 مستشفى وعيادة، و19 مدرسة، كما دمرت 115 جسراً، وما يقرب من 60 كيلومتراً من الطرق الرئيسية، علاوة على تدمير آلاف المنازل، وكل ذلك يحتاج إلى إعادة إعمار كي يعود المنكوبون للعيش في قراهم".
وفي حين تؤكد الحكومة الأفغانية سعيها إلى توفير ما يحتاج إليه المنكوبون في كل الولايات، إلا أن هناك شكاوى كثيرة من عدم توفر الاحتياجات في المناطق التي ضربتها الفيضانات. يقول محمد وصيل، من مدينة فيروز كوه مركز ولاية غور، لـ"العربي الجديد": "لم يستلم المنكوبون حتى الآن ما يحتاجونه من المساعدات رغم تضرر أعداد كبيرة من الأسر. الكارثة كبيرة، ونحن في أمس الحاجة إلى المساعدات، خاصة الإيواء والغذاء والدواء، وبعض المؤسسات المحلية والحكومية أوصلت بعض المساعدات، لكنها غير كافية، ونعتمد على مساعدات سكان المنطقة، وهم من يتولون إيواء المنكوبين في منازلهم. عدد القتلى يتجاوز المائتين في حين أن الحكومة أعلنت وفاة أقل من 70 فقط. كثير من المنكوبين خسروا كل شيء تقريباً، منازلهم وأراضيهم وحقولهم، وبعضهم خسروا ذويهم، وعلى الحكومة والمؤسسات الإغاثية أن تعمل بشكل فوري على مساعدتهم".

الصورة
أغرقت الفيضانات آلاف من منازل أفغانستان بالوحول (عاطف أريان/فرانس برس)
أغرقت الفيضانات آلافاً من منازل أفغانستان بالوحول (عاطف أريان/فرانس برس)

في ولاية بغلان التي ضربتها الفيضانات أولاً، وهي الأكثر تضرراً، تختلف الأوضاع قليلاً عن ولاية غور، فمعظم المنكوبين وصلتهم مساعدات، من بينها الخيام والبطانيات والملابس وأدوات الطبخ، وكذا كميات من الطعام والأدوية، لكنهم يطالبون باستمرار الدعم حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وتنظيفها من الوحول، وترميم ما تضرر منها.
يؤوي حشمت الله فيضي في منزله بمدينة بلخمري عدداً من الأقارب الذين دمرت منازلهم في مديرية بوركه، ويقول لـ"العربي الجديد": "هؤلاء المتضررون وصلتهم المساعدات الأولية، لكنهم يحتاجون إلى إيواء دائم إلى حين العودة إلى منازلهم، فالطرقات مدمرة أو تغلقها الوحول، وهناك أحياء دمرت بالكامل، ولا يمكن لسكانها أن يقوموا وحدهم بإعادة تأهيلها، بل يحتاجون إلى دعم حكومي، وهذا قد يستغرق أشهرا، لذا ينبغي توفير الإيواء الدائم لهم، وهذه مسؤولية الحكومة والمؤسسات الدولية".
ولا توجد أرقام دقيقة حول حجم المساعدات التي وصلت إلى المناطق المنكوبة، لكن وزارة مواجهة الكوارث والأزمات والهلال الأحمر الأفغاني يعلنان بشكل يومي وصول مزيد من المساعدات المختلفة، كما أقيمت مستشفيات ميدانية من أجل معالجة المصابين والمتضررين وتوفير الرعاية الصحية لهم. 

وأعلن الهلال الأحمر الأفغاني، الجمعة، أنه سيقوم بإعادة إعمار المنازل المدمرة في بعض مناطق ولاية بغلان، وقال في بيان، إنه يعمل مع الحكومة على وضع خطط تشمل إعادة إعمار بعض المنازل المتضررة، وإذا كانت مدمرة بشكل كامل، فسوف تمنح الحكومة المنكوبين أراضي جديدة لبناء منازل، ويتولى الهلال الأحمر عمليات البناء.

المساهمون