مخلفات الحرب تهدد الليبيين

02 يونيو 2022
لا تزال مخلفات الحرب كثيرة في ليبيا (حازم تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

في آخر مستجدات ملف مخلفات الحرب في ليبيا، أعلنت هيئة السلامة الوطنية، مؤخراً، العثور على نحو 40 قطعة سلاح في منطقة الزاوية غرب العاصمة طرابلس. وأكدت الهيئة، في بيان، أن فرقها استجابت لبلاغات وفرها مواطنون رصدوا أماكن وجود هذه المخلفات، وجرى نقلها إلى مكان التجميع في انتظار معالجتها.
وفي السياق نفسه، انتشلت فرق جهاز المباحث الجنائية في مدينة سبها (جنوب) مخلفات حرب من مقر الشركة العامة للكهرباء في المدينة. وأكد الجهاز، عبر صفحته على "فيسبوك"، أن أفراده عثروا على كمية من مخلفات الحرب شملت 3 قذائف في باحة مقر شركة الكهرباء بمدينة سبها، حيث توجد أبراج المحطة الرئيسية". وأوضح أن "غرفة عمليات الجهاز تلقت بلاغاً من الشرطة الكهربائية بالمدينة يفيد بوجود أجسام يشتبه في أنها قذائف من مخلفات الحرب، قبل أن تبادر فرق الجهاز إلى انتشالها ونقلها بعد التعامل معها في شكل آمن، ثم تلفها بالطرق المتبعة".
وأخيراً، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية اكتشاف عدد من الذخائر والقذائف المتبقية من مخلفات الحرب في منطقة زريق بمصراتة، وعزمها على تفكيكها والتخلص منها.
وأوضحت الوزارة في بيان أن مواطناً أبلغ السلطات بوجود مخلفات أسلحة غير منفجرة، وأن فريق مكتب تفكيك المتفجرات التابع لجهاز المباحث الجنائية سيتولى تفكيكها، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة على صعيد نقل المخلفات إلى وحدات التخزين حتى تلفها بالطرق المتعارف عليها.
ونهاية مارس/ آذار الماضي، أعلنت وزارة الداخلية أنها فجرت عشرة أطنان من مخلفات الحرب في مناطق متفرقة، وأكدت أنها تواصل جهودها لجمع وإزالة هذه المخلفات من المنازل والمزارع والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة.
وفي نهاية إبريل/ نيسان الماضي، أتلف قسم المتفجرات في جهاز المباحث العامة نحو طن من مخلفات الحرب والألغام، في مدينة مصراته، بحسب وزارة الداخلية التي قالت إن "الكمية التي جرى إعدامها جرى جمعها خلال عمليات مسح أجريت في العديد من المناطق، منها مقار الكلية الجوية والشركة الليبية للحديد والصلب في مصراتة".

وسط المخاطر
ويلفت الناشط المدني والسياسي خميس الرابطي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن "بيانات السلطات الرسمية توفرت من بلاغات المواطنين أو موظفي الشركات العامة، وتشكل مؤشراً واضحاً إلى إهمال ملف مخلفات الحرب، وتعاطي السلطات غير الجدي معه".
يضيف: "تؤكد هذه المؤشرات أن البلاد لا تزال تعج بكميات كبيرة من مخلفات الحرب، ونسأل ماذا عن الكميات التي لم يبلغ  المواطنون عنها، ولم يعثروا عليها، وهي كبيرة بالتأكيد، ويحدق خطرها بالأطفال والمواطنين".
ويتحدث الرابطي عن اضطرار مئات من السكان النازحين من مساكنهم جراء الحروب إلى العودة. و"هؤلاء لن ينتظروا وعود الحكومة بالاهتمام بهم وتوقيت تنفيذه، وسيشاركون بالمهمات التي تنفذها فرق الكشف عن المتفجرات والألغام في تأمين بيوتهم تمهيداً لتدارك مخاطر التعرض لخطر الموت أو الإصابة بجروح خطرة".

من مخلفات الحرب في بنغازي (حازم تركية/  فرانس برس)
من مخلفات الحرب في بنغازي (حازم تركية/ فرانس برس)

وقد عاشت غالبية مناطق ليبيا حروباً متفرقة، لكن أبرزها مدينة بنغازي التي عانت حرباً طوال أربع سنوات، ولا تزال بعض أحيائها مهدمة من دون أن يمنع ذلك بعض السكان من العيش بين الركام. وكذلك العاصمة طرابلس التي شهدت أحياءها الجنوبية تحديداً معارك استمرت عاماً ونصف العام، ومدينة درنة (شرق) التي نزح مئات من سكانها من منازلهم، ومدينة سرت (وسط).

قضايا وناس
التحديثات الحية

ونهاية إبريل/ نيسان الماضي، أورد بيان نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن "مخلفات الحرب جنوب طرابلس، قتلت 130 مواطناً على الأقل، وخلّفت جرحى بينهم أطفال يعيش بعضهم مشوّهين ومعوقين، لذا نطالب بضرورة تكثيف الجهود لإزالة مخلفات الحرب".
وأعلنت المنظمة أنها رصدت استخدام أطراف مسلحة في ليبيا ألغاماً أرضية محظورة، "رغم أنها تعهدت عدم استخدامها". لكن الرابطي يصف إصدار بيانات التحذير من مخلفات الحرب غير المنفجرة بأنه "بلا جدوى"، ويشدد على أن "تلافي خطر مخلفات الحرب يتطلب إطلاق حملات توعية واسعة بين المواطنين لتنبيههم إلى تجنب خطرها تمهيداً للحد من وقوع المزيد من الضحايا". وتقول منظمة رعاية الطفولة (يونيسف) إنّ "أكثر من نصف مليون شخص معرضون لخطر في ليبيا بسبب مخلفات الحرب".

المساهمون