فلسطينيو العراق في "بحركة" أمام مصير مجهول في ظل توجّه لإغلاق المخيم

فلسطينيو العراق في "بحركة" أمام مصير مجهول في ظل توجّه لإغلاق المخيم

11 يوليو 2023
يطالبون السلطات العراقية والسفارة الفلسطينية بالتوصل إلى حلول لأزمتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

تتجه وزارة الهجرة والمهجرين العراقية لإغلاق مخيم "بحركة" في مدينة أربيل، بإقليم كردستان العراق، تاركة العائلات الفلسطينية التي تعيش فيه أمام مصير مجهول، ما جعلهم يتوجهون بمناشدة للسلطات العراقية والسفارة الفلسطينية في العاصمة بغداد، بالتوصل إلى حل لأزمتهم، لا سيما أن هذه العوائل، تعيش في المخيم منذ أكثر من 9 أعوام.

وعلمت العوائل بقرار إغلاق المخيم من الوزارة شفهياً قبل أيام. وذكرت في مناشدة، بعثتها إلى وسائل إعلام محلية داخل العراق، إضافة إلى التجمعات الفلسطينية والناشطين والصحافيين، حملت عنوان "الأسر الفلسطينية الساكنة في مخيم بحركة بإقليم كردستان العراق حول موضوع إغلاق المخيم، ومصيرهم المجهول".

وجاء في المناشدة: "نحن (11) أسرة فلسطينية، أي ما يقارب 31 لاجئاً نعيش في إقليم كردستان العراق (أربيل - مخيم بحركة) منذ عام 2014 وإلى هذا اليوم. عشر سنوات ونحن قابعون في هذا المخيم ولدينا معاناة كبيرة، إذ إننا لاجئون من سنة 1948 لا نمتلك أي شيء في العراق، لا بيتاً ولا مصدراً للرزق، ونعيش في هذا المخيم ونأمل الفرج من الله ومن ثم أهل الخير، أن يساعدونا لنعيش حياة كريمة ما بقي من العمر".

وأضاف بيان المناشدة، أنه "في الآونة الأخيرة علمنا أن المخيم سيجري إغلاقه وعودة جميع النازحين إلى سكنهم الأصلي، والسؤال هنا ما مصير الأسر الفلسطينية؟ وأين سكنهم الأصلي؟ نحن لاجئون لا يوجد لدينا أي مكان أصلي، وليس لدينا القدرة على السكن بالإيجار ولو لشهر واحد، وذلك بسبب عدم توفر فرص العمل التي تسد حاجاتنا، وخاصة نحن نعيش في مخيم يبعد عن مدينة أربيل ما يقارب 13 كم"؟.

وأكمل: "نحن اليوم مهددون بإغلاق المخيم ولا نعرف مصيرنا، وأين سنذهب؟ وكيف سنعيش، نتمنى من الخيرين أن يلتمسوا وضعنا ويقدموا لنا يد العون".

وتواصل "العربي الجديد"، مع فلسطينيين يستقرون في مخيم بحركة، وقالوا إن "الوضع داخله مأساوي، فإلى جانب قلة المساعدات الدولية أو من وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فإن هناك أنباء تفيد بإغلاق المخيم، ما يعني أن مصير العوائل الفلسطينية بات مجهولاً"، مبيناً أحدهم، أن "الجهة الوحيدة التي تدعم النازحين بالمواد الغذائية، هي منظمة "بارزاني" المملوكة لحكومة الإقليم، وهي الأخرى تتراجع في مستويات الدعم باستمرار، من أجل إجبار العوائل على الخروج من المخيم".

من جهته، قال الصحافي والباحث في شأن فلسطينيي العراق، حسن الخالد، إن "الفلسطينيين الموجودين حالياً في مخيم بحركة، كانوا قد نزحوا من منازلهم في الموصل وصلاح الدين والأنبار، حين اقتحم تنظيم "داعش" المدن العراقية، وهناك لاجئون فلسطينيون نزحوا من الموصل إلى إقليم كردستان، والكثير منهم سكنوا في أربيل، ومع مرور الوقت، غادر بعضهم إلى تركيا".

وأضاف الخالد، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك نحو 11 أسرة داخل مخيم بحركة لا تستطيع التنقل بسبب ضعف الحالة المادية، مع وجود قرار بإغلاق المخيم ونقل سكانه إلى مخيمات أخرى، مثل الخازر وحسن شاه، أو إعادتهم إلى مدنهم التي نزحوا منها".

ولفت إلى أن "وضع العوائل الفلسطينية بالمخيم صعب جداً، وهذا ما شاهدته بعيني حين زرتهم مؤخراً، حيث إن الناس هناك يعيشون حالة من الترقب والقلق من المستقبل المجهول الذي ينتظرهم، وهم لا يعرفون شيئاً عن مصيرهم القريب، وإذا جرى إرجاعهم إلى المدن التي كانوا يسكنونها قسراً، فإنه لا يوجد لهم مكان فيها ولا أهل ولا حتى مصدر رزق يعيشون منه".

من جانبه، قال السفير الفلسطيني في العراق أحمد عقل، إن "المناشدات الفلسطينية من مخيمات النزوح تصلنا، ونحن نعمل بالتنسيق والاتصال مع وزارة الهجرة والمهجرين، إضافة إلى علاقاتنا الطيبة مع حكومة إقليم كردستان، على زيادة دعم العوائل الفلسطينية"، معتبراً في اتصالٍ مقتضب مع "العربي الجديد"، أن "السفارة تعمل باستمرار على خدمة الفلسطينيين في العراق، ومحاولة دعمهم بالقرارات والامتيازات".

وحتى عام 2021، كان يقيم في مخيم "بحركة" في أربيل، نحو 940 عائلة، بواقع أكثر من خمسة آلاف نازح، جميعهم نزح بعد عام 2014، لكن مع الإجراءات التي تمارسها حكومة إقليم كردستان بإنهاء ملف النزوح، إضافة إلى عمليات الإغلاق للمخيمات من قبل الحكومة الاتحادية في بغداد، تراجعت هذه الأعداد، وسط انتقادات لهذه الإجراءات، لا سيما أن النازحين من العراقيين أو غيرهم، لا يملكون ما يساعدهم على الخروج من المخيمات.

وينحدر اللاجئون الفلسطينيون في العراق من قرى حيفا، وعلى وجه التحديد من ثلاث قرى وهي (عين غزال، جبع، إجزم) أما النسبة المتبقية فتنحدر من قرى (المزار، الطيرة، صرفند، عتليت، أم الزينات، كفر لام، المنارة، الطنطورة، أم الفحم، عين حوض)، كما تنحدر بعض العائلات من (يافا وقراها، حيفا، القدس، نابلس، عكا، جنين)، وفقاً لتقارير سابقة نشرها "العربي الجديد".

وتراجع عدد الفلسطينيين في العراق كثيراً بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، عقب سلسلة استهدافات مبرمجة من قبل القوات الأميركية، أدت إلى مقتل وجرح واعتقال عشرات منهم، تبعتها حملة قتل واستهداف منظمة نفذتها مليشيات وجماعات مسلحة أغلبها وقعت في بغداد، أدت إلى تهجير للآلاف منهم بعد عام 2006.

المساهمون