طلّاب جامعة كامبريدج يشاركون "العربي الجديد" مطالبهم

طلّاب جامعة كامبريدج يشاركون "العربي الجديد" مطالبهم

لندن
6364AD4E-A2A5-4819-99F6-1BAAD0929FF0
كاتيا يوسف

صحافية لبنانية مقيمة في لندن، خريجة الجامعة اللبنانية قسم العلوم السياسية والإدارية. مراسلة "العربي الجديد"، في بريطانيا، منذ عام 2014.

17 مايو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- طلاب جامعة كامبريدج يعبرون عن استيائهم من دور جامعتهم في دعم الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بإنهاء الشراكات والاستثمارات المتعلقة بهذا الدعم.
- "تحالف كامبريدج أوقفوا الحرب" وأعضاء هيئة التدريس يشاركون في مسيرات دعمًا لفلسطين، مؤكدين على الحاجة لإعادة توجيه الاستثمارات.
- الطلاب يواجهون تحديات، بما في ذلك ردود فعل عنصرية، لكنهم مستمرون في مطالبهم للجامعة بالكشف عن استثماراتها ودعم الفلسطينيين، رغم صعوبات التواصل مع الإدارة.

يخجل طلاب جامعة كامبريدج من الدور الذي تقوم به مؤسستهم التربوية مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستثمار وغير ذلك، ويطالبون بتعليق الشراكة في ظل استمرار الإبادة الجماعية في غزة.

أظهرت زيارة "العربي الجديد" إلى المخيم الطلابي في جامعة كامبريدج خارج مبنى جامعة كينغز كوليدج لندن، حماساً وإصراراً لدى الشباب المتضامنين مع فلسطين، وأكدوا عزمهم على محاسبة جامعتهم على استثماراتها وأنشطتها مع الاحتلال الإسرائيلي. وأعرب طلاب ونشطاء في حديثهم لـ "العربي الجديد" عن تأثيرات التواطؤ الكبير لجامعتهم في دعم وتمويل إسرائيل في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وذلك على مرأى من العالم منذ أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي.
وتزامنت زيارة المخيم يوم الثلاثاء 14 مايو/ أيار الجاري، تزامنت مع مسيرة حاشدة لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة من المخيّم إلى مبنى الجامعة القديم، لتسليم رسالة إلى الإدارة تدعم مطالب الطلاب. في هذا السياق، يقول الأستاذ الجامعي كريم أسطفان: "نحن هنا لدعم الطلاب ومطالبهم في الحرم الجامعي، ولنطالب بكشف جامعة كامبريدج عن جميع استثماراتها مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب إبادة جماعية في غزة، والدعوة لإعادة استثمار تلك الأموال في حماية الطلاب الفلسطينيين، وتقديم المنح الدراسية للنازحين من غزة، والتخلي عن مصادر الاستثمار غير الأخلاقية مثل شركات الأسلحة والمنتفعين".
ويوضح أسطفان أنّهم تقدّموا برسالة إلى أعضاء هيئة التدريس والموظفين منذ أسبوع عند انطلاق المخيّم، وحصلت الرسالة  على أكثر من ألفي توقيع، بما في ذلك أكثر من ثلاثمائة توقيع من أعضاء هيئة التدريس والموظفين. ويفيد بأنّ المسيرة هدفت إلى تسليم نسخة ورقية من الرسالة إلى نائب رئيس الجامعة، لبدء مفاوضات الإدارة مع الطلاب بشأن مطالبهم. 
أمّا زارين، وهي عضوة في "تحالف كامبريدج أوقفوا الحرب"، الذي يضمّ ناشطين ومناهضين للحرب ونقابات وجماعات دينية وأحزاب سياسية، فتتحدّث عن أنشطة التحالف منذ عام 2015 في جامعة كامبريدج، وتنظيمه احتجاجات حول القضايا المناهضة للحروب وخصوصاً تلك المتعلّقة بفلسطين وغزة. وتتحدث عن أحداث سابقة تعود إلى حرب غزة عام 2015، وتقول: "اعتقدنا في ذلك الوقت أنّ غزة تتعرّض لإبادة جماعية، لكن هذه المرّة نحن على يقين كامل أن هناك إبادة جماعية مستمرة في غزة، ولم يبق هناك جامعات". 

الصورة
رفض لتواطؤ الجامعة في إبادة الفلسطينيين (العربي الجديد)
رفض لتواطؤ الجامعة في إبادة الفلسطينيين (العربي الجديد)

وتؤكّد زارين أنّه على الرغم من أنّ التحالف لم ينظّم الاحتجاجات الطلابية الحالية، إلا أنه يقف إلى جانبهم لدعمهم في هذا المخيّم المنظّم وتقييم الإجراءات التي يمكن للجامعة اتخاذها لإحداث تغيير. وتلفت إلى الدعم الكبير لفلسطين في كامبريدج منذ فترة طويلة.
ويقول محمود: "لست مرتاحاً في دراستي ولا أستطيع النوم لأنّ قلبي مع غزّة دائماً. أعلم أن الجامعة متواطئة في المجازر التي تحدث هناك. لذلك، قرّرت أن أكون جزءاً من هذا التجمع الطلابي لدفع الجامعة إلى الكشف عن المبلغ الذي تستثمره في آلة الحرب الإسرائيلية، وإعادة استثماره عوضاً عن ذلك في سبل عيش الفلسطينيين. لا أعتقد أن هناك أي شيء آخر أفضّل القيام به في هذه اللحظة".

وعن التحدّيات التي واجهوها منذ إطلاق مخيمهم، يقول محمود إنّهم "يسمعون بين حين وآخر هتافات عنصرية رغم أنّها نادرة جداً". بيد أنّه ينوّه إلى أنّه "لا يمكن مقارنة ما يحصل معهم بما يعيشه الغزيون الذين يتعرضون للتجويع والقصف المستمر ليلاً ونهاراً. وهناك الطنين المستمرّ للطائرات من دون طيار التي تحلّق في سماء المنطقة". ويعلّق: "هناك يُقتل الأطباء والصحافيون، وتتناثر أطراف الأطفال. لا يمكنني حقاً مقارنة أي شيء بما يحدث هناك. وحتى الآن، لم نواجه أية مشاكل كبيرة".
ويقول الطالب الفرنسي فريد إنّه موجود في المخيم بسبب عدم قدرته على الوقوف مكتوف الأيدي، في وقت يرى أن جامعته تموّل الإبادة الجماعية في غزة. ويجد هذا الأمر مثيراً للاشمئزاز، مستهجناً عدم اتخاذ الجامعة ككيان مسؤول أي إجراء حتى الآن. ويقارن بين موقفها الحالي من حرب غزة واستجابتها للحرب الروسية الأوكرانية، وقد اتخذت إجراءات هامّة مثل مساعدة الطلاب الأوكرانيين وقطع العلاقات مع الشركات الروسية. 

الصورة
يستهجن طلاب عدم اتخاذ الجامعة أي إجراء حتى الآن (العربي الجديد)
يستهجن طلاب عدم اتخاذ الجامعة أي إجراء حتى الآن (العربي الجديد)

ويأسف فريد لأنّ الجامعة لم تفعل أي شيء على الإطلاق منذ اندلاع العدوان الأخير الذي مرّ عليه أكثر من ستة أشهر، باستثناء تقديم ما وصفه بـ "قطع صغيرة من الخبز" لبعض الطلاب الفلسطينيين، الذين يطالبون بوقف الإبادة الجماعية. ويصرّ على أنّ الجامعة على أقل تقدير يمكنها المساعدة في تحقيق ذلك أو وقف دعمها للإبادة الجماعية.
يتابع فريد "من الواضح أن الجامعة قرّرت منذ فترة أن مستثمريها أكثر أهمية من طلابها وموظفيها الذين رفعوا أصواتهم بشأن هذه القضية. لذلك، قرّرنا أن نخيّم لأن أصواتنا ليست كافية، على الرغم من أنها يجب أن تكون كذلك". ويشدّد على "ضرورة استجابة الجامعة لطلابها وأعضاء هيئة التدريس والموظفين"، مناشداً أي شخص في الجامعة أن يرفع صوته ليثبت أنه لا يمكن للجامعة تجاهلهم.
وتؤكد طالبة الماجستير خديجة أنّ وجودها هو نتيجة لتواطؤ جامعتها في إبادة الفلسطينيين من خلال تمويل شركات الأسلحة المختلفة والشركات الإسرائيلية التي تمول الإبادة الجماعية في غزّة واحتلال فلسطين. وكونها فلسطينية، تتعهّد بالبقاء في المخيّم حتى تكشف الجامعة عن استثماراتها، وتسحب تمويلها وشراكاتها بالكامل، وتتوقف عن التواطؤ مع الاحتلال الذي يقتل شعبها. وتقول خديجة: "حظينا بالكثير من الدعم.

وأجريت مقابلات لمشروعي البحثي. وهناك أشخاص يأتون من أجزاء أخرى من المملكة المتحدة لدعمنا في برامج جمع التبرعات والتضامن معنا في الاحتجاجات والمسيرات. نمثّل جامعة كامبريدج ونقول إن الإبادة الجماعية في غزة ظالمة وخاطئة وتواطؤ جامعتنا معها خطأ. نحن مؤسسة تعليمية، ويجب علينا دعم وتمويل تعليم طلابنا وليس تمويل الإبادة الجماعية والمذبحة في غزة". وتعرب خديجة عن إيمانها بقدرتهم على إحداث تغيير في جامعة كامبريدج، مستوحى من احتجاجات المعسكرات السابقة، مثل تلك التي حدثت ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا والمعسكرات التي تحدث في جميع أنحاء العالم من الولايات المتحدة إلى إيطاليا إلى المكسيك.

الصورة
يؤمنون بقدرتهم على التغيير (العربي الجديد)
يؤمنون بقدرتهم على التغيير (العربي الجديد)

في المقابل، وبحسب ما أوردت صحيفة إيفنينغ ستاندرد الأربعاء، 15 مايو/ أيار الجاري، ومع تصعيد دعم الطلاب المحتجين منذ بداية الأسبوع الماضي ونصب نشطاء ما يقرب من 20 خيمة في حديقة مجلس الشيوخ، قال نائب رئيس جامعة كامبريدج للتعليم البروفيسور باسكار فيرا: "كانت الجامعة على اتصال منتظم ومستمر مع الطلاب الذين تأثروا بالأحداث المأساوية في غزة وفلسطين. وحتى الآن، تلقينا فقط رسائل بريد إلكتروني مجهولة المصدر. لكن من المستحيل إجراء محادثات مع مجموعة مجهولة".

ذات صلة

الصورة
جندي إسرائيلي مشارك في الحرب على غزة، 8/2/2024 (جاك غويز/ فرانس برس)

سياسة

هدد جندي إسرائيلي يشارك في الحرب على غزة بتمرد عسكري واسع حال قرر وزير الأمن يوآف غالانت إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة، أو الانسحاب من القطاع
الصورة
يولندا دياز خلال مؤتمر صحفي في مدريد، 24/4/2023 (كارلوس لوخان/ Getty)

سياسة

قالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني يولاندا دياز إن "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر"، في تصريح أدانته إسرائيل، بعد تحرك إسبانيا للاعتراف بالدولة الفلسطينية
الصورة
القسام تنشر فيديو عن أسر قائد لواء في فرقة غزة أساف حمامي (تويتر)

سياسة

كشفت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، عن أسرها قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي
الصورة
بركة الشيخ رضوان بغزة، في 14 يناير 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُشكّل بركة الشيخ رضوان التي تُخصَّص لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها..

المساهمون