سوريون متضررون من الزلزال جنوبيّ تركيا يعودون إلى بلادهم لقضاء إجازة

سوريون متضررون من الزلزال جنوبيّ تركيا يعودون إلى بلادهم لقضاء إجازة

إسطنبول

جلال بكور

avata
جلال بكور
15 فبراير 2023
+ الخط -

بدأ لاجئون سوريون في جنوب تركيا، صباح اليوم الأربعاء، بالتوجه إلى المعابر الحدودية مع سورية من أجل الحصول على الإجازة التي سمحت بها السلطات التركية للمتضررين من الزلزال المدمر، وذلك بعد فقدانهم الأمل في تأمين مأوى لهم بالجنوب التركي المنكوب أو في الولايات الأخرى، بينما يُفضّل آخرون البقاء في تركيا.

وأعلن معبر باب الهوى، صباح اليوم في بيان، أن السوريين المتضررين من الزلزال في الجنوب التركي الراغبين في الاستفادة من قرار الإجازة بدأوا بالتوافد إلى المعبر من الجانب التركي.

وكانت إدارتا معبر باب الهوى ومعبر تل أبيض الحدوديين مع تركيا قد أعلنتا، أول أمس، فتح باب الإجازات للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر لقضاء إجازة في سورية لمدة زمنية محددة وفق شروط حددتها السلطات التركية.

ويخصّ القرار السوريين حاملي بطاقات الحماية المؤقتة في ولايات هاتاي، ماراش، ديار بكر، غازي عنتاب، كليس، أدي يمان، شانلي أورفا، العثمانية، ملاطية، أضنة، ويمنحهم فرصة الدخول إلى سورية في إجازة تراوح بين 3 و 6 أشهر دون الحاجة لأخذ إذن سفر.

وكانت تركيا قد سمحت، الأسبوع الماضي، بدخول السوريين الحاملين للجنسية التركية إلى سورية من معبر تل أبيض، وذلك في إجازة لمدة شهر واحد فقط.

الصورة
فقد كثيرون منازلهم بعد الزلزال المدمر (Getty)

وفي ظل الوضع الحرج الذي تعانيه الولايات التركية في الجنوب، وعدم وجود أقارب في الولايات الأخرى، وصعوبة توافر عمل، فضّل كثير من السوريين العودة إلى الشمال حيث أقاربهم، وذلك على الأقل بهدف تأمين مأوى لهم قبل أن يفكروا مرة أخرى في البقاء أو العودة إلى تركيا.

وقال اللاجئ السوري محمد الذي تصدّع منزله في أنطاكيا، إنه سيذهب إلى أقارب له في مدينة إدلب، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنه سيبقى هناك لشهر، وبعدها سيقرر إذا ما كان سيعود إلى تركيا أو لا، موضحاً أن الوضع في الجنوب التركي سيئ، وأهم شيء في الوقت الحالي بالنسبة إلى السوريين تأمين مكان الإقامة، حتى لو كان في خيام.

الصورة
سمحت تركيا بإجازة محددة الشروط (Getty)

وأوضح المتحدث أن الكثير من السوريين كانوا في الجنوب التركي مع عائلاتهم بهدف العمل والأمان ولا أقارب لهم في الولايات الأخرى، وليس أمامهم اليوم سوى العودة الطوعية أو غير الطوعية إلى الشمال.

من جانبه، أكد بلال، اللاجئ في أنطاكيا، أنه يفكر في العودة، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنه نجا من الزلزال مع 15 فرداً من إخوته وأبنائهم، وعندما ذهبوا إلى مرسين، لجأوا إلى مركز إيواء خصصته الحكومة التركية، وهناك عادت السلطات التركية وأخبرتهم أنه إذا كان لديهم أقارب في مناطق أخرى بإمكانهم الذهاب إليهم، لكن عليهم التزام الشروط التي وضعتها السلطات، بما يتعلق بالمدة وإخبار إدارة الهجرة والحصول على إذن سفر.

الصورة
سوريون يغادرون بلدة جنديرس في منطقة عفرين شمال سورية في أعقاب الزلزال (بكير قاسم /الأناضول)

وما يدفع بلال إلى التفكير في العودة، وفق قوله، هو "تكاليف الانتقال والإيجارات الجديدة وعدم وجود عمل في الوقت الحالي، وستكون هناك صعوبة في تأمين العمل أيضاً بسبب نزوح الكثيرين إلى الولايات الأخرى، إضافة إلى أن القوانين التركية غير واضحة، ولا يبدو أن من انتقل مسموح له بالعمل".

الصورة
ناجون من الزلزال في خيام بإدلب (محمد سعيد/الأناضول)

أما سعيد، فيفضل البقاء في تركيا، وبدأ البحث عن منزل في ولاية قونية التي لم تتضرر من الزلزال، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن الوضع في شمال غرب سورية صعب، وخاصة الخدمات الصحية، فإنها سيئة، وهناك لقاحات من المفترض أن تأخذها ابنته الصغيرة، لذلك الأفضل له حالياً البقاء في تركيا.

وفجر السادس من فبراير/ شباط الجاري، استفاق جنوب تركيا وشمال سورية على زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وتشرد مئات الآلاف من السكان واللاجئين.

ذات صلة

الصورة
مبادرة التبرع بالدم في شمال سورية (العربي الجديد)

مجتمع

تتواصل لليوم الثاني على التوالي مبادرة "ومن أحياها" للتبرّع بالدم، شمال غربي سورية، أطلقها الدفاع المدني السوري بالتعاون مع منظمة وطن
الصورة
عائلة غنام في عزمارين السورية تعيش ألم الزلزال (عامر السيد علي/ العربي الجديد)

مجتمع

مضى عام على كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية والجنوب التركي، وخلف معاناة لدى الناجين منه، خاصة العوائل التي فقدت أفراداً منها.
الصورة

سياسة

أثار اعتقال اللاعب الإسرئيلي ساغيف يحزقيل في تركيا أمس، ردود فعل غاضبة في إسرائيل، دفعت وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لاتهام تركيا بأنها ذراع لحركة حماس.
الصورة

سياسة

كشفت وسائل إعلام تركية، اليوم الجمعة، تفاصيل إضافية حول خلية الموساد الموقوفة قبل أيام، مبينة أن هناك وحدة خاصة تابعة للموساد تشرف على "مكتب حماس في تل أبيب".

المساهمون