تحذير من "إبادة جديدة" بعد إغلاق معابر غزة ومنع الدواء والوقود

تحذير من "إبادة جديدة" بعد إغلاق معابر غزة ومنع الدواء والوقود

09 مايو 2024
نقل جرحى إلى مستشفى الكويت بعد قصف رفح، في 8 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن إبادة جماعية بسبب إغلاق معابر غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مما يمنع دخول الجرحى والمرضى للعلاج ويحجب الأدوية والمستلزمات الطبية والغذاء والوقود، مؤدياً إلى موت بطيء للمرضى.
- منظمة الصحة العالمية تحذر من نفاد الوقود في مستشفيات غزة، خاصةً مستشفى النجار برفح الذي خرج عن الخدمة بسبب القتال، مما يهدد بتوقف الخدمات الطبية ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني.
- التصعيد الإسرائيلي والتوغل في رفح يحد من وصول المرضى والفرق الطبية للمستشفيات ويعيق الجهود الإنسانية، مع تحذيرات من تداعيات كارثية على السكان بسبب نقص حاد في الغذاء، الدواء، والوقود.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتنفيذ إبادة جماعية جديدة، من خلال إغلاق معابر غزة ومنع الدخول والخروج منها، خاصة سفر الجرحى والمرضى ودخول مساعدات الأدوية والمستلزمات الطبية وشاحنات الطعام والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات.

وقالت الوزارة، في تصريح صحافي: "نفقد كل ساعة بعض الجرحى من الكشوفات السابقة، والتي كانت تنتظر السفر للدول المجاورة، ولكن سيطرة الاحتلال على المعبر وإغلاقه حالت دون سفرهم"، في إشارة إلى إغلاق معابر غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بعد سيطرته على معبر رفح وإغلاق معبر كرم أبوسالم.

 وشددت الوزارة على أن الجرحى والمرضى "يعانون من موت بطيء لعدم وجود علاج ومستلزمات ولا إمكانية سفرهم". وأفادت أيضا بإيقاف مركز غسيل الكلى الوحيد في محافظة رفح عن العمل بسبب القصف وتهديد الاحتلال.

وتابعت الوزارة أن "كشوفات الجرحى والمرضى تضمنت جميع الفئات العمرية، خاصة مرضى الأورام وزراعة الكبد وزراعة الكلى التي لم تستطع السفر بسبب إغلاق المعبر من قبل الاحتلال الصهيوني". وأطلقت صحة غزة مناشدة عاجلة وإنسانية بالضغط والعمل العاجل لإنقاذ أرواح المرضى والجرحى وإنهاء إغلاق معابر غزة والسماح دخول الشاحنات الطبية والإغاثية اللازمة للمستشفيات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت، أمس الأربعاء، من نفاد الوقود في مستشفيات رفح بعد ثلاثة أيام، بسبب إغلاق معابر غزة الحدودية، مما يعيق العمليات الطبية والإنسانية بالمنطقة. وقال مدير المنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على "إكس": "إن مستشفيات رفح في جنوب غزة قد تتوقف خدماتها خلال 3 أيام بعد نفاد الوقود".

وأضاف غيبريسوس: "أحد المستشفيات الثلاثة في رفح وهو مستشفى النجار خرج عن الخدمة بسبب القتال الدائر في محيطه والعملية العسكرية في رفح". وتابع "لا يزال إغلاق المعبر الحدودي يمنع الأمم المتحدة من إدخال الوقود ومن دونه ستتوقف جميع العمليات الإنسانية، لم يتبقَّ من الوقود لدى مستشفيات رفح سوى ما يكفي لثلاثة أيام فقط، ما يعني أن الخدمات قد تتوقف قريباً".

مستشفيات رفح بلا وقود بعد إغلاق معابر غزة

وأكد في مؤتمر صحافي للمنظمة أن "الوقود الذي توقعنا السماح بدخوله اليوم لم يسمح له بالدخول". وأفاد: "في حين تحتاج العمليات الإنسانية الضعيفة إلى توسيع نطاقها بشكل عاجل، فإن عملية رفح العسكرية تحد بشكل أكبر من قدرتنا على الوصول إلى آلاف الأشخاص الذين يعيشون في ظروف مزرية، من دون طعام، ومن دون مرافق للصرف الصحي، ومن دون خدمات صحية، ومن دون أمن كافٍ".

من جانبه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن إنه من الضروري إدخال الوقود، مؤكدا "بدون وقود، تتوقف جميع العمليات الإنسانية، بما في ذلك عمليات المستشفيات".

ويستخدم الوقود خصوصاً لتشغيل المولدات التي تزود المستشفيات بالكهرباء الضرورية لتستمر في عملها. وبحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة الأربعاء.

وبحسب بيبركورن، فإن أي تصعيد في الأعمال العدائية يمنع بسرعة كبيرة وصول المرضى أو الفرق الطبية إلى المستشفيات. وأضاف أن الجهود الإنسانية "لن تمنع الوفيات وحالات المرض الزائدة التي نتوقعها في حالة حدوث توغل واسع النطاق".

ورأى مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين أن التوغل الإسرائيلي في رفح لا يمكن وصفه بأنه عملية عسكرية محدودة، إذا كان "الفصل الأول من هذا الهجوم هو قطع شريان الحياة عن 2.5 مليون شخص في غزة"، في إشارة إلى المعابر المغلقة جنوب القطاع.

وتابع "وقف الوقود، والغذاء، ووقف الدواء من المصدر على الحدود (..) أنا لا أسمي ذلك تقييدا. بل أسمي ذلك إعادة فرض حصار كامل".

وبزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، تُصر إسرائيل على اجتياح رفح، رغم تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات كارثية؛ لوجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في المدينة، بينهم 1.4 مليون نازح.

( العربي الجديد، أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون