العالم يستقبل 2024 بدعوات للسلام بعد كوارث وحروب شهدتها 2023

31 ديسمبر 2023
فتيات فلسطينيات يودعن الغروب الأخير في 2023 في دير البلح (Getty)
+ الخط -

يستقبل العالم العام الجديد 2024 بآمال براقة ودعوات مودعين بها عام 2023 المضطرب والأكثر حرّاً على الإطلاق، والذي تميّز بصعود الذكاء الاصطناعي، لكن طُبع أيضاً بأزمة المناخ والعديد من الكوارث الطبيعية وحروب في أوكرانيا والسودان وغزة.

ويبدأ سكان العالم الذين يتجاوز عددهم حالياً ثمانية مليارات نسمة عامهم الجديد 2024 الذي يحمّلونه آمالهم بالسلام والحدّ من ارتفاع تكاليف المعيشة وحلّ النزاعات في العالم.

2024 وآمال بعودة السلام إلى غزة

في مدينة غزة المدمّرة، بسبب القصف الإسرائيلي للقطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم تبقَ أماكن للاحتفال بالعام الجديد، يقول عبد عكاوي الذي نزح مع زوجته وأطفاله الثلاثة، و"كانت سنة مظلمة مليئة بالمآسي".

ويروي الرجل البالغ 37 عاماً، والقاطن حالياً في مخيم للأمم المتحدة في رفح في جنوب قطاع غزة أنه فقد شقيقه، لكنه ما زال يتمسّك بالأمل لعام 2024، قائلاً: "إن شاء الله، ستنتهي هذه الحرب، العام الجديد سيكون أفضل، وسنتمكن من العودة إلى منازلنا وإعادة بنائها، أو العيش في خيمة على الأنقاض".

وأكدت الأمم المتحدة نزوح قرابة مليوني شخص من سكان القطاع منذ بدء الحرب، أي حوالى 85 بالمائة من سكانه، بينما استشهد قرابة 22 ألف شخص.

البابا يدعو لضحايا الصراعات مع بداية 2024

في روما، ذكر البابا فرنسيس في صلواته ضحايا الصراعات في مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى الأوكرانيين والفلسطينيين والإسرائيليين والسودانيين و"شهداء الروهينغا" في بورما.

وقال البابا البالغ 87 عاماً من ساحة القديس بطرس: "في نهاية العام، لنتحلَّ بالشجاعة ونسأل أنفسنا كم ضحية وقعت جراء النزاعات المسلحة وكم قتيلاً سُجّل"، في هذه الصراعات، مضيفاً: "لنسأل أنفسنا كذلك ما هو حجم الدمار والمعاناة والفقر؟ فليراجع مَن لهم مصلحة من هذه الصراعات ضمائرهم".

كوارث بيئية ضخمة

وشهد عام 2023 على مدار الأشهر الـ 12 الفائتة كوارث ضخمة، بينها كوارث طبيعية، حيث ضرب زلزال بقوة 7.8 درجات تركيا وسورية المجاورة في 6 فبراير/شباط، تلاه آخر بعد بضع ساعات بقوة 7.6 درجات.

وأدت الهزات الأرضية العنيفة إلى مصرع أكثر من 55 ألف شخص في البلدين، إذ قضى 50 ألف شخص على الأقل في تركيا، وأكثر من 5000 في سورية. ورتّب هذا الزلزال خسائر اقتصادية فادحة في البلدين.

وليل 8 سبتمبر/أيلول، ضرب زلزال المغرب، مخلفاً نحو ثلاثة آلاف قتيل و5600 جريح في أقاليم شاسعة جنوب مراكش في وسط البلاد، وأدى إلى تضرر نحو 60 ألف مسكن في حوالى ثلاثة آلاف قرية على مرتفعات جبال الأطلس الكبير.

في ليبيا، أدّى انهيار سدَّين في مدينة درنة المطلة على البحر الأبيض المتوسط في العاشر من سبتمبر/أيلول، إلى حدوث فيضان بحجم تسونامي جرف كل شيء في طريقه، تزامناً مع مرور العاصفة "دانيال" في شرق البلاد. وسبّبت الفيضانات مقتل وجرح وفقدان آلاف من سكان المدينة.

واعتُبر عام 2023 أيضًا الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل بيانات درجات الحرارة في عام 1880. وشهد الكوكب خلاله سلسلة من الكوارث المناخية، من باكستان إلى القرن الأفريقي، مروراً بحوض الأمازون.

إلى ذلك شهد عام 2023 اندلاع حرب دامية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف إبريل/نيسان. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما لا يقل عن 7.1 ملايين شخص نزحوا منذ بداية النزاع المستمر، لجأ 1.5 مليون منهم إلى بلدان الجوار. وقُتل في الحرب أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة "أكليد" غير الحكومية.

كذلك اجتاحت العالم في عام 2023 "ظاهرة باربي"، وشهد انتشارًا غير مسبوق لأدوات الذكاء الاصطناعي، وأول عملية زرع عين كاملة.

وأصبحت الهند الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، منتزعةً اللقب من الصين، وأول دولة تُهبِط مركبة فضائية في منطقة القطب الجنوبي للقمر غير المستكشفة.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون