الجزائر: كسوة العيد لأطفال عائلات فقيرة

الجزائر: كسوة العيد لأطفال عائلات فقيرة

07 ابريل 2024
تنافس على برامج كسوة الأطفال في الجزائر (رياض كرامدي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال شهر رمضان في الجزائر، تنشط الجمعيات الخيرية والأهلية بشكل مكثف لتوفير كسوة العيد لأطفال العائلات الفقيرة، مع التركيز على جمع التبرعات وإدخال الفرحة على قلوب الأطفال، خاصة في الأسبوع الأخير من الشهر.
- جمعية الإرشاد والإصلاح، واحدة من أكبر وأقدم الجمعيات، تقدم برامج مثل "بعطائكم يكتمل الخير"، تكفل أكثر من تسعة آلاف طفل، مقدمة إفطارات رمضانية وكسوة العيد، مع تسليم قسائم للعائلات لشراء الملابس.
- هناك مبادرات فردية وشراكات مع مؤسسات اقتصادية لدعم الأعمال الخيرية، مثل تنظيم مائدة إفطار جماعي لأيتام وأرامل، ومطاعم إفطار مجانية بدعم من مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري، ما يعكس تزايد الوعي والمشاركة المجتمعية.

يزداد النشاط التضامني والخيري في الجزائر خلال شهر رمضان، وبعد توزيع مساعدات تموينية على عائلات فقيرة وتوفير مئات من موائد الإفطار للصائمين وعابري السبيل، يجري توزيع كسوة العيد على أيتام وأطفال.

تتحوّل غالبية الجمعيات الخيرية والأهلية في الجزائر إلى العمل لتوفير كسوة وثياب العيد لأطفال العائلات الفقيرة وتلك التي تعيش في حالة عوز خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وتنشط هذه الجمعيات في جمع معونات وتبرعات لشراء ملابس للأطفال تمهيداً لإدخال الفرحة إلى قلوبهم
وتطلق هذه الجمعيات نداءات وتصمّم إعلانات لطلب معونات والحصول على مساعدات وتبرعات لصالح الأطفال الفقراء، وإحداها مؤسسة الجزائر المتحدة الخيرية التي تدرج أعمالها الخيرية ضمن ما تقول إنه "عمل لضمان كرامة الأفراد الجزائريين، ونشر أفعال الخير باعتبارها وسائل لبناء الفرد والمجتمع معاً". وهي أعلنت أخيراً أنها تهدف إلى توفير ملابس لأكثر من ألفي طفل خلال عيد الفطر.
بدورها، تجدد جمعية الإرشاد والإصلاح، وهي أكبر وأقدم الجمعيات الخيرية في الجزائر، في هذه المناسبة تعهداتها الخيرية من خلال برنامج "بعطائكم يكتمل الخير". ويوضح المتحدث باسمها مسؤول شؤون العلاقات فيها محمد قاضي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الجمعية تكفل أكثر من تسعة آلاف طفل في أنحاء الوطن، والذين تنظم لهم إفطارات رمضانية وتسلمهم كسوة العيد لمعالجة أي عوز في هذا المجال. والميزة الأساسية في برنامج كسوة العيد السماح بشراء عائلات ملابس أطفالهم من خلال تسليمها قسائم يجري صرفها في المحلات لشراء ما ترغب به".

إلى ذلك، تحصي جمعيات محلية تغطي بلدات ومناطق ضيّقة مبكراً الأطفال الذين يحتاجون إلى ملابس العيد، وتستعد لتجهيزهم بها، وبينها جمعية "البسمة" الخيرية في ولاية عين الدفلى (غرب)، التي تطبق صيغة مختلفة لهذا المجهود الخيري، إذ تربط المتبرعين بالعائلات مباشرة من أجل تغطية تكاليف ما تحتاج إليه من مساعدات.
ويورد إعلان نشرته الجمعية: "يا أهل الخير أسرعوا وتسابقوا لتنفيذ أعمال الخير. ننتظركم لكسوة يتيم أو التبرع بجزء من كسوة يتيم. سنعطيكم أرقام عائلات لتقديم ما تستطيعون إليها. وفعلياً إذا تكفل كل شخص مقتدر بكسوة يتيم لن يبقى واحد منهم بلا كسوة العيد".

تلحظ برامج لكسوة العيد تسليم قسائم لعائلات تشتري بنفسها ملابس أطفالها (بلال بن سالم/ Getty)
تلحظ برامج لكسوة العيد تسليم قسائم لعائلات كي تشتري بنفسها ملابس أطفالها (بلال بن سالم/ Getty)

وكي لا تبقى هذه الأنشطة الخيرية محصورة بهيئات خيرية، عقدت هيئات شراكات مع مؤسسات اقتصادية لتغطية احتياجاتها واحتياجات العائلات الفقيرة والمعوزة في الوقت نفسه. وقبل أيام شهد ملعب تيزي وزو، شرقي الجزائر، تنظيم جمعية "كافل اليتيم" الخيرية أضخم مائدة إفطار جماعي لأيتام وأرامل، على شرف أطفال أيتام، ووزعت فيها ملابس العيد على أكثر من ألفي طفل. وساهم مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري في هذه العملية الخيرية، ما كرّس نجاح تجربة مشاركة مؤسسات في هذه العملية الخيرية هذا العام، تجسيداً لالتزامها بمسؤولياتها الاجتماعية.
ويتحدث الناشط في المجتمع المدني وليد قلوز لـ"العربي الجديد"، عن "تزايد أعمال الخير لدرجة أن البرامج الموجهة إلى الفقراء وأطفال العائلات المعوزة باتت تشهد تنافساً وتطويراً جدياً. وما شجع على ذلك احترام السلطات هذه الأنشطة واتخاذها إجراءات لتسهيلها. وقد أشاد الرئيس عبد المجيد تبون نفسه مرات بعمل الجمعيات الخيرية التضامنية التي قال إنها تحقق الكثير من الأهداف، وتدعم الجهود الحكومية في المجال، خاصة أن ثقة المحسنين والمتبرعين بالمنظمات الأهلية أكبر بكثير من الهيئات الرسمية".

وعموماً تبرز في الجزائر كثيراً خلال شهر رمضان مطاعم إفطار الصائمين التي تنظمها منظمات أهلية وجمعيات خيرية، إضافة إلى مبادرات فردية من تجار ورجال أعمال، على غرار رجل أعمال قرر هذا العام تنظيم مطعم إفطار مجاني يقدم 500 وجبة لعابري السبيل داخل فندق يملكه في منطقة آقبو بولاية جباية، شرقي الجزائر. 
ومن بين المبادرات أيضاً توقيف متطوعين شبان السيارات على جوانب الطرقات ودعوة سائقيها والمسافرين إلى تناول وجبات إفطار ما دام الوقت الباقي لا يسمح للمسافرين بالوصول إلى الأماكن التي يقصدونها. وفي حال اعتذر السائقون لسبب ما، تُقدم لهم وجبات مجهّزة في أكياس.

المساهمون