المغرب: انخراط في مواجهة الإرهاب على أرض الإمارات

المغرب: انخراط في مواجهة الإرهاب على أرض الإمارات

31 أكتوبر 2014
المغرب تدافع عن أمنها القومي (عبد الحق سنا/فرانس برس)
+ الخط -

لم تشارك المملكة المغربيّة فعلياً في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على الرغم من احتفاظها لنفسها بحقّ اختيار أشكال الانخراط في هذا التحالف وسبل التعاون معه، لكنّها في الوقت ذاته، تؤكّد اقتناعها بضرورة مواجهة "الإرهاب"، على أنّ هذه المواجهة يمكن أن تتمّ على أي أرض وفي أي دولة. ومن هنا جاء إعلان السلطات المغربيّة نيّتها تقديم الدعم العسكري والاستخباراتي لدولة الإمارات.

ويكشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجيّة المغربيّة لـ "العربي الجديد"، أنّ الدعم العسكري الذي ستقدّمه المملكة إلى الإمارات، "سيكون تحت قيادة إماراتية محضة، من أجل محاربة الإرهاب، من دون أن تتدخّل فيه قيادة التحالف الدولي ضد "داعش".

ويوضح المصدر ذاته، أنّ "المغرب بهذا الدعم العسكري للإمارات من أجل مواجهة أنجح للتهديدات الإرهابية، إنما تدافع في الوقت نفسه عن أمنها القومي الداخلي من أيّ تهديدات، باعتبار أن الإرهاب لا وطن له، ويمكن أن تتمّ محاربته على أي أرض أو دولة".

ولا يقتصر الاستعداد المغربي لناحية تقديم الدعم إلى الإمارات فحسب، إذ سبق لوزير الخارجية المغربي، صلاح الديون مزوار، أن أعلن استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري إلى دول خليجية، مثل السعودية أو البحرين، إذا طلبت ذلك. ويقول المصدر في "الخارجية المغربيّة"، إنّ بلاده "تفتح الباب أمام بلدان خليجية أخرى ما دام الهدف هو المساعدة على محاربة الإرهاب، بالنظر إلى أنّ المملكة بدورها، عانت ولا تزال من تهديدات إرهابيّة تمسّ أمنها".

وكانت المغرب قد أعلنت في وقت سابق، أنّها لا تشارك فعلياً ضمن التحالف الدولي المكوّن من الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب دول أوروبية وعربية، لكنها تختار أشكال الانخراط في هذا التحالف وسبل التعاون معه.

وعلى الرغم من إعلان المغرب، أنّ الدعم العسكري لمصلحة الإمارات "لا يدخل في إطار التحالف الدولي لمواجهة داعش"، فإن مراقبين يرون أنّه يتعيّن وضع هذا الدعم في سياقه الراهن، متمثّلاً في الحرب التي تخوضها القوى الدوليّة، مدعومة بدول عربيّة لمحاربة "داعش".

ويقول الخبير الدولي المتخصص في شؤون الحلف الأطلسي والسياسات الدفاعيّة والأمنيّة في العالم العربي، إبراهيم اسعيدي، لـ "العربي الجديد"، إنّ "المغرب لو أرادت الانخراط الفعلي في التحالف الدولي ضد "داعش" لفعلت ذلك، فليس هناك ما يمنعها"، موضحاً أنّ "عدم مشاركتها في التحالف الدولي لا يعني أنه لن يكون لها تعاون أمني واستخباراتي مع عدد من الدول، خصوصاً عندما يهدّد الإرهاب دولاً عربية وخليجيّة".
وفي موازاة إشارته إلى أنّ "المغرب دأبت على الدعم العسكري لهذه الدول"، يلفت إلى أنّ التقارب بين الأنظمة السياسيّة الحاكمة بين المغرب وعدد من بلدان الخليج، يلعب دوراً بارزاً في تقديم الرباط للدعم العسكري والأمني لهذه الدول"، معتبراً أنّ أي "تهديد إرهابي لهذه البلدان، يجعل المغرب حليفة طبيعية لها".

ويرى اسعيدي أنّ "دولاً خليجية عديدة تعوّل على المملكة المغربية لتلعب دوراً هاماً في ترتيب الملفات الأمنيّة الإقليميّة، ما يساعدها على تحسين علاقاتها الثنائيّة مع هذه البلدان، كما يتيح لها أداء مهمة الوسيط الفاعل في الأمن الإقليمي الخليجي في خضمّ أوضاع مضطربة". ويعتبر أنّ "ما يدفع الإمارات أو دول خليجية أخرى لأن تُقبل على الدعم العسكري للمغرب، هو عتاد الجيوش، باعتبار أنّ الأسلحة المستخدمة في بلدان خليجيّة، خصوصاً في المجال الجوي، فرنسيّة أو أميركيّة الصنع، وهو ما يتوفّر أيضاً عند الجيش المغربي".

ويوضح اسعيدي أنّ "الترسانة العسكريّة والأمنيّة لعدد من البلدان الخليجيّة كبيرة وضخمة، غير أنّ الموارد البشرية تبقى متواضعة، وهو ما يدفع هذه الدول إلى اللجوء لخدمات المغرب من الناحية العسكريّة، بالنظر إلى تجربتها وكفاءة أطرها وضبّاطها في هذا المجال".

المساهمون