سورية: قوات النظام تستميت لاستعادة طريق دمشق بغداد

سورية: قوات النظام تستميت لاستعادة طريق دمشق بغداد

05 فبراير 2015
جندي تابع للنظام السوري في القلمون (فرانس برس)
+ الخط -
تواصل قوات المعارضة السورية المسلّحة السيطرة على نحو عشرة كيلومترات من طريق دمشق بغداد الدولي، في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، للشهر الثالث على التوالي، على الرغم من محاولات قوات النظام السوري استعادة السيطرة على الطريق.

وتستميت قوات النظام السوري في حلب لاستعادة الطريق، لأنه يؤمن لها الإمدادات من المليشيات العراقية التي تقاتل إلى جانبها من مناطق بغداد وجنوب العراق، والتي تصل إليها عبر المعبر الحدودي الواقع جنوب تدمر في البادية السورية.

 
وتمكّنت قوات المعارضة السورية المسلحة في الفترة الأخيرة من صدّ هجمات عدة، قامت بها قوات النظام السوري انطلاقاً من اللواء 80 مدرعات الواقع قرب مدينة جيرود، التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة القلمون الشرقي، واللواء 81 الواقع بالقرب منه.
 
وأوضح المتحدث باسم مكتب القلمون الشرقي الإعلامي، الناشط همام القلموني، لـ"العربي الجديد" أن عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدّم في منطقة القلمون الشرقي، دفعها إلى قصف المدن والبلدات التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في المنطقة، حيث استهدف قصف بالبراميل المتفجرة مدينة جيرود الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من سكان المدينة.
 
وأكد الناشط القلموني، أن قوات النظام السوري عمدت إلى استخدام استراتيجية الحصار للمدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة، بهدف الضغط عليها للقبول بتفاوض على انسحابها من مناطق سيطرتها على طريق دمشق بغداد. وأوضح أن قوات النظام السوري المتواجدة على حاجز "الباز" عند مدخل مدينة الضمير التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، تقوم بالتفتيش الدقيق لكل المارّة من وإلى المدينة، كما تقوم باعتقالات عشوائية للمدنيين بشكل شبه يومي.
 
وتسيطر قوات المعارضة السورية المسلّحة على نحو عشرة كيلومترات من طريق دمشق بغداد الدولي، تمتد من حاجز الصفا الواقع قرب منطقة خان التراب في منطقة القلمون الشرقي وصولاً إلى قرية بدو السلمان الواقعة في البادية السورية على الطريق الدولي.
 
وكانت قوات النظام السوري قد فقدت في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني السيطرة على هذه المنطقة بعد عملية واسعة شنتها قوات المعارضة المتمثلة في تجمع الشهيد أحمد العبدو وفيلق الرحمن ولواء تحرير الشام ومجموعات من مقاتلي الجيش الحر في دير الزور، الذين انسحبوا إلى المنطقة بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة دير الزور وريفها منتصف العام الماضي.

واستخدمت قوات النظام السوري الطريق الدولي على مدار العامين الماضيين لاستجلاب المقاتلين من المليشيات العراقية كي تقاتل قوات المعارضة في دمشق والقلمون وحلب. وكانت أرتال قوات النظام التي تنقل مقاتلي هذه المليشيات تسلك طريق بغداد دمشق الصحراوي، بعد أن تدخل سورية عبر معبر التنف الحدودي لتخترق البادية السورية مروراً ببلدة الشحمة وبلدة السبع بيار في ريف تدمر الجنوبي، قبل أن تصل إلى مدينة الضمير، ثم العاصمة دمشق.
 
ولا تقتصر الأضرار التي تلحقها سيطرة قوات المعارضة السورية على طريق دمشق بغداد بقطع إمدادات قوات النظام السوري من العراق فقط، إذ تقطع سيطرة قوات المعارضة على المنطقة الممتدة من استراحة الصفا وصولاً إلى قرية بدو السلمان، الطريق الذي يصل مناطق سيطرة النظام السوري في دمشق ومحيطها بمطار طياس العسكري، المعروف باسم مطار السين، والذي يعتبر ثاني أكبر المطارات العسكرية في سورية، ويقع إلى الشرق من مدينة حمص. وتُجبر قوات النظام السوري على استخدام اوتوستراد حمص دمشق الدولي لإيصال الإمدادات إلى مطار طياس بدلاً من طريق دمشق بغداد، الأمر الذي يكلّفها الكثير من الوقت والجهد، ناهيك عن خطر مهاجمة قوات المعارضة لأرتالها على هذا الطريق.


أهمية استعادة الطريق الدولي بالنسبة لقوات النظام السوري دفعها إلى طرح موضوع التفاوض مع قوات المعارضة السورية، إذ نقلت "الهيئة السورية للإعلام" عن العقيد بكور السليم، قائد تجمع أحمد العبد، إحدى أكبر تشكيلات المعارضة في المنطقة، رفض قوات المعارضة محاولات النظام لبدء مفاوضات حول فتح طريق دمشق بغداد، مشيراً إلى أنّ رفض المعارضة جاء على خلفية عدم استجابة النظام لطلباتها، وأهمها إخراج المعتقلات من سجونه.