رامي سويد

سجلت نتائج الانتخابات التي جرت، يوم الأربعاء، في هولندا مفاجآت عديدة، كان أبرزها، تحقيق حزب الخضر اليساري بزعامة السياسي الشاب، جيسي فراس كلافر، ذي الأصول المغربية، أكبر تقدم في الانتخابات.

مالت الكفة بالمواجهة العسكرية بسورية لصالح النظام، ليس فقط بفضل الغطاء الجوي الكثيف الذي قدمه سلاح الجو الروسي لقوات النظام، بل أيضاً بسبب السيل البشري الكبير من مقاتلي المليشيات الذين زجت بهم إيران داخل الصراع تحت يافطة "حماية المراقد المقدسة".

حمل المهجَّرون قليلاً من أغراضهم وكثيراً من ذكرياتهم وخرجوا مرغمين من حلب، خوفاً من إبادة كاملة قد يتعرضون لها أمام استمرار عجز العالم عن تعطيل آلة القتل التي شغلها النظام السوري وروسيا في أجساد السوريين.

قررت قيادة النظام السوري أن تستفيد من الظروف الراهنة لتعيد تطبيق تجربتي "سرايا الدفاع" و"الحرس الثوري الإيراني"، وهي تشكيلات عسكرية تتبع نظريا للجيوش الوطنية، لكنها بالواقع تتمتع بتفوق عليها، بحيث تسيطر هذه التشكيلات على الجيوش وتقودها لخدمة النظام

توعدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، بشكل غير مسبوق، قادة عسكريين في نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالمحاسبة، على انتهاكات ارتكبوها ضد مدنيين ومعارضين سوريين، وذلك قبل أقل من شهرين على انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وإدارته.

مضت سنوات ولايتي أوباما الثمانية، في البيت الأبيض، ولا يزال كثير من السوريين ينتظر تدخل الولايات المتحدة وحلفائها لإنهاء المذبحة المتواصلة بسورية، وما يزال سيد البيت الأبيض حتى آخر أيامه مصرّاً على سياسة قوامها الكثير من الكلام والقليل من الأفعال.

أتت الهدنة، بحسب المسؤولين الروس، بهدف "السماح لمقاتلي المعارضة والمدنيين المحاصرين للخروج من حلب"، على عكس الهدف من اتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي انهار الشهر الماضي بحلب، والذي كان يتمثل بإيصال المساعدات للمدنيين بمناطق سيطرة المعارضة المحاصرة في المدينة.

في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدبلوماسية الأوروبية والأميركية على روسيا لتوقف حملة القصف المستمرة ضد المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، ما أسمتها "هدنة إنسانية في حلب" لثماني ساعات فقط.

سقطت بلدة دابق الواقعة شمال حلب، والتي كانت تعتبر بمثابة الأيقونة بالنسبة لتنظيم "داعش"، بيد قوات المعارضة السورية، من دون مقاومة تُذكر من قبل قوات "داعش"، التي فرّت شرقاً نحو مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

تحاصر عملية "درع الفرات" تنظيم "داعش" في الشمال الحلبي، إثر تقدمها المضطرد. وفي وقتٍ تبدو فيه كفة المعركة مرجّحة لقوات المعارضة، إلا أن بوادر اشتباك متجدد مع "قوات سورية الديمقراطية" تلوح في الأفق.