فرضت قوات الأمن السورية طوقا محكما على سجن حماة المركزي، وألقت قنابل مسيلة للدموع داخل أجنحة المعتقلين، في مسعى منها لإنهاء العصيان الذي أعلنه المعتقلون، ظهر اليوم، ردا على مماطلة السلطات في الوفاء بوعودها بإطلاق سراحهم، حيث احتجزوا قائد شرطة حماة، ومدير السجن.
وقال رئيس اللجنة السورية لفك الأسرى والمعتقلين، المحامي فهد الموسى، لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات قامت بقطع الكهرباء والماء والطعام عن السجن، كما تقوم بتشويش قوي على الاتصالات، بينما يهدد رئيس فرع الأمن الجنائي الذي (يتحاور) مع المعتقلين باقتحام السجن، وارتكاب مجزرة بداخله".
وكان المعتقلون في سجن حماة المركزي قد سيطروا على كامل السجن، ظهر اليوم، بحضور رئيس محكمة الإرهاب القاضي رضا موسى، ومبعوث رئيس النظام السوري نواف الملحم، ورؤساء الفروع الأمنية.
لكن اللجنة استفزت السجناء من خلال بعض الأسئلة، فيما حاولت المحكمة فتح محاضر جلسات محاكمة للمعتقلين في السجن، الأمر الذي أثار حنق هؤلاء، فبادروا الى إعلان العصيان من جديد، وسيطروا على الأجنحة حتى الباب الرئيسي، بعدما احتجزوا قائد شرطة حماه اللواء أشرف طه، والعميد جاسم الخلف مدير السجن، وحوالي عشرة عناصر من الشرطة.
ونقل الموسى عن ممثلين للمعتقلين قولهم إن رئيس محكمة الإرهاب طلب من المعتقلين المثول أمام المحكمة في دمشق، متنصلاً من الوعود السابقة بإطلاق سراحهم دون الذهاب للمحكمة التي يعتبرون جلساتها صورية، معربين عن اعتقادهم بأنه إنما يريد ابتزازهم مالياً من خلال دفع رشى باهظة تقدّر وسطياً بسبعة ملايين ليرة سورية.
ونقل الموسى عن ممثلين للمعتقلين قولهم إنهم يعتبرون أنفسهم وسائر المعتقلين في سورية بمثابة رهائن لدى النظام السوري، ويجب تأمين الحماية الدولية لهم، وهم يرفضون كل المحاكمات الصورية والتمثيليات الهزلية.
وكانت سلطات السجن عمدت خلال الأيام الماضية، إلى المماطلة في إطلاق دفعات جديدة من السجناء وفق اتفاق سابق مع ممثليهم، قضى بإنهاء العصيان الذي بدأ مطلع الشهر الجاري، مقابل إطلاق سراح جميع المعتقلين على دفعات.