إخراج قوات حماية المقدادية.. جهات سياسية عراقية تعبث بالأمن

01 مارس 2016
مخاوف من نشوب حرب طائفية بديالى (Getty)
+ الخط -
أعاد التفجير الذي ضرب ليلة أمس بلدة المقداديّة الحدوديّة مع إيران، المخاوف من اشتعال أزمة أمنيّة جديدة قد تجر محافظة ديالى إلى أتون حرب طائفية، في وقت تجمّعت فيه أعداد كبيرة من المليشيات في البلدة، فيما يشكو الأهالي من عدم وجود أيّ قوة تحميهم من المليشيات بعدما صدر توجيه بإخراج قوات الجيش المسؤولة عن حمايتها، ونشر قوات شرطة وأفواج طوارئ هي بالأساس محط اتهام بالتواطؤ مع المليشيات.
 
وقالت النائبة عن المحافظة، ناهدة الدايني لـ"العربي الجديد"، إنّ "موضوع المقداديّة يؤكّد عدم جديّة الحكومة ورئيسها حيدر العبادي بإيجاد حلٍّ لأمن البلدة والمحافظة بشكل عام"، مشيرة إلى أنّه "كان هناك تحرّك من قبلنا لاستقدام قوات الجيش، لأنّها هي الوحيدة التي تقدر على صد المليشيات".
 
واستدركت بالقول، أنّه "بعد تفجير الأمس صدر توجيه بالتواطؤ بين الأجهزة الأمنية والقيادات المحليّة بإخراج قوات الجيش وبالفعل تم إخراجهم، ولولا وجودهم ليلة أمس لكانت المليشيات ذبحت مئات المواطنين".
 
وأشارت إلى وجود "تخوف كبير وقلق من تداعيات تفجير الأمس، وبالتأكيد سيكون هناك تداعيات، بسبب القيادات الضعيفة وتحكّم جهات سياسية بملف ديالى"، لافتة الى أنّ "المحافظ مثنى التميمي، هو رئيس اللجنة الأمنيّة بالمحافظة ينتمي الى كتلة بدر، كما أنّ مسؤول اللجنة صادق الحسيني هو أيضاً من ذات الكتلة".

اقرأ أيضاً العراق: انفجار مفخخة غربي بغداد ومليشيات طائفية تتوجه للمقدادية
 
من جهته، أكّد الشيخ عبد المنعم المجمّعي، وهو أحد شيوخ المحافظة، أنّ "أهالي المقدادية ليس لديهم اليوم أيّ جهة أمنية توفر الحماية لهم من بطش المليشيات".
 
وقال المجمّعي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك حالة رعب تسود في أوساط أهالي المقداديّة، وهم يتخوّفون من ردّة فعل خطيرة من قبل المليشيات التي تصب جام غضبها على المدنيين عقب كل تفجير"، مشيراً إلى أنّ "الملف الأمني بيد المحافظ والقيادات الأمنيّة ومليشيات الحشد الشعبي، وأنّ المدنيين لا يد لهم بإدارة الملف فلماذا الانتقام منهم؟".
 
وأشار إلى أنّ "إخراج الجيش أفقد الأهالي أيّ حماية لهم، خصوصاً مع نشر قوات من الشرطة وأفواج الطوارئ، والتي هي بالأساس محط اتهام بالتواطؤ مع المليشيات، بل أنّ أكثر عناصرها منتمون إلى المليشيات"، مطالباً، الحكومة والرئاسات الثلاث بـ"التحرّك العاجل لاحتواء الموقف في البلدة وإعادة قوات الجيش لحمايتها من بطش المليشيات".
 
وشهدت بلدة المقداديّة مساء أمس تفجيراً نفّذه انتحاري بحزام ناسف، استهدف مجلس عزاء حضره قادة وعناصر في مليشيات "الحشد الشعبي" ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات منهم. وتبنّى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التفجير، مؤكّداً أنّه أسفر عن مقتل 60 وإصابة 100 آخرين، وأنّ من بين القتلى قائد حشد ديالى علي حمد التميمي، وقادة في الحشد هم مصطاف التميمي وضياء غزل التميمي وعقيل قزلجة.
 
يشار إلى أنّ البلدة شهدت منتصف كانون الثاني/ يناير المنصرم، أزمة أمنيّة خطيرة أعقبت وقوع أحد التفجيرات فيها، والذي تلته عمليّات اعتقال وخطف وقتل من قبل المليشيات الطائفيّة، وتصاعدت الأزمة بشكل خطير وكادت أن تُدخل المحافظة بحرب طائفيّة.

اقرأ أيضاً العراق: المليشيات تعاود نشاطها بالمقداديّة ومخاوف من انتكاسة جديدة
المساهمون