معركة سهل الغاب: المعارضة تسعى لتحييد النظام شمالي سورية

معركة سهل الغاب: المعارضة تسعى لتحييد النظام شمالي سورية

04 اغسطس 2015
حشد الطرفان قوات كبيرة في محاولة لحسم المعركة (الأناضول)
+ الخط -

ردّت قوات المعارضة السورية ممثلة بحركة "أحرار الشام" الإسلامية وحلفائها، بسرعة على تقدّم قوات النظام السوري و"حزب الله" اللبناني في ريف إدلب الغربي وفي منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، واستطاعت استعادة المناطق التي تقدّم فيها النظام وحلفاؤه بعد ساعات قليلة من ذلك.

وتجري في المنطقة معركة يبدو أنها حاسمة بالنسبة للطرفين اللذين حشدا قوات عسكرية كبيرة بهدف حسم القتال الدائر في المنطقة منذ أكثر من أسبوع بشكل نهائي، ويواصل الطرفان الضغط في المنطقة على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بهما جراء تواصل المعارك والقصف المتبادل.

وأفاد الناشط الإعلامي المقرّب من حركة "أحرار الشام" عبد السميع ريحاوي، لـ"العربي الجديد"، بأن قوات المعارضة متمثلة بـ"لواء الحق" و"أحرار الشام" و"جند الأقصى" و"جبهة النصرة" و"جيش السنّة" وجبهة "أنصار الدين" و"فيلق الشام" و"الفرقة 101" و"لواء صقور الجبل" وغيرها، تمكّنت من استعادة السيطرة على منطقتي فريكة وتل أعور الاستراتيجيتين في ريف إدلب الغربي والواقعتين في مدخل منطقة سهل الغاب الشمالي والتي سيطرت قوات النظام و"حزب الله" عليها بعد منتصف ليل يوم الأحد.

وأوضح الريحاوي أن قوات المعارضة دفعت بتعزيزات كبيرة إلى المنطقة في محاولة لبسط سيطرتها الكاملة على منطقة الفورو قرب معسكر جورين أكبر معسكرات قوات النظام في منطقة سهل الغاب، وعلى منطقة صوامع المنصورة القريبة من جورين أيضاً. وأكد الريحاوي أن عمليات القصف المتبادل من الطرفين مستمرة في المنطقة، إذ قصف الطيران المروحي التابع لقوات النظام بالبراميل المتفجرة مناطق في قرى القاهرة وزيزون والدقماق والزقوم وقليدين بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، كما قصفت مدفعية قوات النظام مناطق في قريتي جسر بيت راس والحويجة في ريف حماة الشمالي الغربي، واستهدفت حواجز قوات النظام برشاشاتها الثقيلة أماكن تمركز المعارضة في قرية الحويجة وفي قرية الحواش بسهل الغاب أيضاً، في المقابل ردت قوات المعارضة على هذا القصف بقصف معسكر جورين بمئات القذائف الصاروخية والمدفعية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن حصيلة قتلى الطرفين جراء القتال الدائر في المنطقة في ارتفاع مستمر، إذ سقط يوم أمس الإثنين 28 قتيلاً من قوات النظام والقوات الموالية لها، في مقابل سقوط ستة عشر قتيلاً من قوات المعارضة أثناء الاشتباكات.

اقرأ أيضاً: قتلى بسقوط طائرة حربية للنظام السوري فوق إدلب

وتتمتع منطقة سهل الغاب التي يتواصل النزاع للسيطرة عليها، بأهمية استراتيجية عالية تكاد تجعل السيطرة عليها حسماً نهائياً لمعركة شمال سورية، إذ تحدّ المنطقة من الشمال محافظة إدلب التي باتت تحت سيطرة قوات المعارضة بشكل كامل باستثناء منطقتي الفوعة وكفريا المحاصرتين شمال مدينة إدلب، وتحدّها من الجنوب مناطق سيطرة النظام السوري في محافظة حماة والتي تتميز بوجود أغلبية سكانية موالية للنظام كما هو الحال في بلدتي السقيلبية ومحردة. أما من الشرق فتحدّ منطقة سهل الغاب مناطق سيطرة قوات المعارضة في جبل الزاوية بريف إدلب وفي ريف حماة الشمالي، وتبقى سلسلة جبال اللاذقية لتحدّ سهل الغاب من الجهة الغربية، وهي سلسلة الجبال التي تحوي الحاضن الشعبي الأكبر للنظام كما هو الحال في بلدتي شطحة وصلنفة.

استكمال قوات المعارضة بسط سيطرتها على سهل الغاب، بالسيطرة على معسكر جورين ذي الأهمية العالية، يعني وضعها للقرى والبلدات الواقعة على سفوح جبال اللاذقية والتي تشكل الطائفة العلوية أغلبية سكانية فيها، في مرمى نيرانها. وسيشكّل ذلك ضغطاً غير مسبوق على النظام السوري في مناطق الساحل، إذ سيؤدي اندلاع مواجهات على سفوح جبال اللاذقية بين قوات المعارضة والنظام إلى نزوح سكان البلدات الموالية للنظام نحو الشريط الساحلي ما سيرتب ضغطاً كبيراً على النظام من حاضنته الشعبية الأساسية.

كما أن انتقال المعارك إلى المنطقة سيؤدي إلى الإخلال بعزيمة مقاتلي قوات النظام الذين سيتحوّلون بشكل كامل للقتال في مناطقهم بدل القتال في معاقل المعارضة السورية في حلب وإدلب وأريافها، وهو الأمر الذي سيؤثر على معنوياتهم.

في المقابل ستتمكّن قوات المعارضة من مواصلة استفادتها من الزخم الكبير الذي تستمر بترسيخه لنفسها منذ سيطرتها على مدينة إدلب وريفها الجنوبي والغربي في شهر أبريل/نيسان الماضي، لتواصل تقدّمها نحو جبال اللاذقية وتزيد الضغط أكثر على قوات النظام كي تتمكن من التفرغ لقتال قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف حلب الشرقي بعد أن تصبح قوات النظام عاجزة عن القيام بأي هجوم معاكس قد يؤدي إلى إرباك قوات المعارضة التي تقاتل "داعش".

اقرأ أيضاً: النظام السوري يحرّك جبهة الساحل: معركة مقبلة؟

المساهمون