سقوط حزب الله

سقوط حزب الله

17 اغسطس 2015
يستمر سقوط قتلى للحزب في سورية (فرانس برس)
+ الخط -

يستمرّ حزب الله في السقوط. تكتمل مآثر الحزب اليوم مع ضبط خليته الأمنية والعسكرية في الكويت، وأطنان الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تنام عليها بين الناس، بعد أن أصبح لاعباً قوياً وأساسياً في هذا المجال على ساحات لبنان وسورية والعراق. وإذا كانت الخلية تنشط في تخزين الأسلحة داخل الكويت، فإنّ التهديد المباشر يشمل السعودية أيضاً، في محاولة خلق معادلة جديدة لصالح إيران، بعد المستجدات الميدانية في اليمن والتغيّرات السياسية في العراق، أو حتى لتوجيه الرسائل من الداخل السعودي، أو ربما انطلاقاً من الحرب على "الوهابية السعودية" التي سبق أن هاجمها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في الأشهر الماضية.

يقول الواقع إنّ حزب الله ارتضى بالدور الذي أوكل إليه كتنظيم مسلّح على مستوى المنطقة، أو ربما سار برجليه إلى هذا الموقع لكونه بات يتقن هذه اللعبة. لم يعد بمقدور قيادة الحزب إقناع أحد بأنّ سياساته والحروب التي يخوضها تأتي باسم تحرير فلسطين ومقاومة إسرائيل. أصبحت القضية الفلسطينية غلافاً غير موفّق لحزب الله، حتى لو خرجت قيادته للتبشير بأنّ الطريق إلى القدس تمرّ من الكويت أيضاً. ولم يعد أي شيء مستبعداً عن حزب الله؛ إذ سبق أن حدد أمينه العام مسار تحرير فلسطين، انطلاقاً من القصير والزبداني وباقي الأراضي السورية.

قد لا يهتمّ حزب الله بهذا الكلام والواقع، إذ أسكر أنصاره من جديد بـ "نصر إلهي" حصل قبل تسع سنوات على العدو الإسرائيلي. وهذا الرصيد في مقاومة إسرائيل انتهت صلاحيته أو شارف على الانتهاء، تحديداً بعد كل ما يجري في سورية حيث يطبّق النظام السوري الاستراتيجيا العسكرية نفسها التي تعتمدها إسرائيل في مواجهة لبنان وغزة: مجازر وقصف ودمار. وأعلن نصر الله قبل أيام عن سقوط استراتيجيا الخوف والترهيب، في حين أنّ حليفه البعثي ماضٍ بها بحق شعبه، فكانت مجزرة دوما آخر الإنتاجات البعثية.

المساهمون