أنقرة تعوّل على جيش من 5000 تركماني سوري

أنقرة تعوّل على جيش من 5000 تركماني سوري

29 يوليو 2015
لا ينوي الجيش التركي دخول سورية (الأناضول)
+ الخط -
بدا الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة واضحاً فيما يخصّ مصير قوات "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري من حزب العمال الكردستاني)، غير أنه بات في طور المعالجة، بعد أن ذكرت صحيفة "يني شفق" الإسلامية المقرّبة من حزب "العدالة والتنمية"، بأن "من الخطط المطروحة الآن في دوائر صنع القرار في أنقرة، هو تشكيل جيش تركماني موحّد من التركمان السوريين"، ليكون بمثابة "القوة الميدانية" التي تضمن "المنطقة العازلة" في الشمال السوري.

وعلمت "العربي الجديد"، أنه "عُقدَ اجتماع مفاجئ، يوم الاثنين، في العاصمة التركية أنقرة، بين ممثلين عن الاستخبارات التركية والجيش التركي وممثلين عن 20 فصيلاً تركمانياً، من محافظتي حلب وريف اللاذقية الشمالي، ومن منطقة بايربوجاق ذات الغالبية التركمانية، بهدف العمل على تشكيل جيش تركماني موحّد".

وعلى الرغم أن الكتائب التركمانية المقاتلة على الأرض، ذات تعداد قليل ولا تملك ثقلاً استراتيجياً في المعارك، إلا أن الأتراك وعلى ما يبدو، لا زالوا يرون بهم حليفاً مضموناً. ومن بين الكتائب التي تواجدت في الاجتماع، كانت "كتيبة السلطان مراد" العاملة في حلب، و"كتيبة المنتصر بالله"، و"كتائب السلطان محمد"، و"كتائب أنوار الحق التركمانية".

وفي هذا السياق، ستتولّى قوات الجيش التركية والاستخبارات، العمل على تدريب "الجيش التركماني"، للوصول إلى العدد المطلوب، وهو 5000 آلاف مقاتل. وبحسب التسريبات، فإن هذه الكتائب ستتولّى التنسيق مع قوات الجيش التركي، عند بدئه بالعملية المنتظرة ضد "داعش" داخل الحدود السورية. وستنحصر مهمتهم في تحرير المناطق التركمانية من التنظيم وتأمين الحدود التركية السورية، والعمل على منع "التطهير العرقي" الذي يتهم التركمان "الاتحاد الديمقراطي" بممارسته ضد العرب والتركمان في منطقة تل أبيض.

اقرأ أيضاً: تبنٍّ أميركي لـ"المنطقة الخالية"

وسيتم تقسيم "الجيش التركماني" إلى قيادتين، أولها في منطقة بايربوجاق في ريف اللاذقية، حيث تم تعيين أحمد أرناؤوط قائداً عاماً لهذه القيادة، بينما سُلّمت قيادة فرقة الساحل للملازم طارق سولاك، فيما تولّى بشار الملا مسؤولية العلاقات الخارجية. أما قيادة المعارك على الأرض، فتولّاها كل من القياديين عمر عبد الله وعادل أورلي.

وستتعامل القوى التركمانية في اللاذقية مع باقي الفصائل المعارضة لضرب قوات النظام والكتائب الإيرانية هناك والدفاع عن المناطق المحررة، ليتم العمل بعدها على فتح الطريق باتجاه اللاذقية، وزيادة الضغط على النظام في مرحلة لاحقة. أما بالنسبة لمنطقة حلب، فسيتم تجميع جميع الكتائب المعارضة تحت لواء "كتائب السلطان مراد"، والعمل جارٍ لإعادة هيكلتها.

وتقرّر في اجتماع أنقرة أيضاً، ألا يقتصر عناصر "الجيش التركماني" على المتواجدين داخل سورية، بل توجّه دعوة عامة، بعد الانتهاء من تشكيله، لجميع التركمان داخل وخارج سورية "للمشاركة في الدفاع عن وطنهم"، وفقاً للمجتمعين.

وجاء ذلك بينما حدّد رئيس وزراء حكومة إدارة الاعمال التركي أحمد داود أوغلو ثلاثة شروط لتصنيف أي فصيل عسكري ضمن قوات المعارضة السورية المعتدلة، التي سيتعامل معها التحالف. ووفق هذه الشروط باتت قوات "الاتحاد الديمقراطي"، خارج قوات المعارضة السورية المعتدلة.

وأكد داود أوغلو في مقابلة مع محطة "سي ان ان" الأميركية، يوم الاثنين، بأنه "بينما نقاتل داعش، يجب أن يكون لدينا استراتيجية لمستقبل سورية. وهذا يعني مساندتنا قوات المعارضة المعتدلة، أي القوات المتسامحة والمستوعبة لجميع المواطنين السوريين، والتي لم ترتكب أي جرائم ارهابية، ولا تتعاون مع قوات النظام. وبذلك باتت "جبهة النصرة" وجماعات عدة، من بينها قوات "الاتحاد الديمقراطي" خارج قوات المعارضة المعتدلة، بل تحوّلت إلى هدفٍ أو عدوٍ محتمل أو استراتيجي.

أما بما يتعلق ببرنامج تدريب وتسليح المعارضة المعتدلة، فقد علمت "العربي الجديد"، من مصادر تركية مُطلعة، بأن "الأميركيين طلبوا في البداية من القيادات العسكرية السورية التي تم الاجتماع بها في أنقرة، ومعظمها ضباط منشقون من الجيش السوري، قائمة بأسماء خمسة آلاف مقاتل. وتولّى المهمة العقيد نديم حسن، قائد الدفعة الوحيدة التي تم تخريجها من قوات المعارضة السورية المعتدلة في تركيا، والتي بلغ عددها 57 عنصراً مجهزاً بأسلحة خفيفة ومتوسطة و30 عربة بيك أب. ويتلقى كل مقاتل 225 دولاراً شهرياً".

ويؤكد المصدر بأن "حسن عاد إلى سورية وجهّز قائمة مكونة من 3500 مرشح لبرنامج التدريب، وقدّمها للأميركيين، الذي طلبوا أن يكون بين المقاتلين 800 شخص جاهزين بشكل فوري للانخراط في البرنامج. غير أنه وبعد دراسة الأشخاص المرشحين، لم يبق من القائمة سوى 350 عنصراً، ولم يدخل برنامج التدريب إلا 154 عنصراً، تدرّب 100 منهم في معسكرات داخل الأردن، والباقون في تركيا، وتولّى عملية التدريب خبراء أميركيون وأتراك وأردنيون".

ويشير المصدر إلى أنه "حتى المقاتلين الذين تمّ العمل على تدريبهم في الأردن، لم يكملوا البرنامج وتم تخريجهم بسرعة بقرار أميركي بسبب التقارير التي رأتهم غير مناسبين، بينما أكملت العناصر التي تم تدريبها في تركيا البرنامج، وعادت إلى سورية في 14 يوليو/تموز الماضي".

ويؤكد المصدر بأنه "لا يُمكن التعويل على الكتيبة التي تم تخريجها من البرنامج في حلب، لأن طول الجبهة مع داعش بين أعزاز وجرابلس، يصل إلى 70 كيلومتراً وعرضها 60 كيلومتراً، وتشهد اشتباكات ساخنة، ولا يكفي الـ54 مقاتلاً لتغطية تلك المساحة".

اقرأ أيضاً: تركيا تبحث عن "الشريك السوري" في "المنطقة الخالية"