هولندا: الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية يمينية

هولندا: الاتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية يمينية

16 مايو 2024
خيرت فيلدرز خلال تقديم اتفاق الائتلاف بهولندا، 16 مايو 2024 (روبن فان لونخويجسن/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خيرت فيلدرز، الزعيم اليميني المتطرف في هولندا، يعلن عن اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية يمينية بعد ستة أشهر من الانتخابات، تضم أحزاباً مناهضة للمهاجرين والإسلام.
- الائتلاف الجديد يخطط لتنفيذ سياسات لجوء صارمة والنظر في نقل السفارة الهولندية إلى القدس، مما يعكس توجهات داخلية وخارجية متشددة.
- صعود فيلدرز وائتلافه يمثل جزءاً من موجة تقدم اليمين المتطرف في أوروبا، مع التزام بدعم أوكرانيا والحفاظ على الالتزامات البيئية، مشيراً إلى تغييرات محتملة في السياسة الهولندية وتأثيرها الأوروبي.

أعلن الزعيم اليميني المتطرف في هولندا خيرت فيلدرز التوصل إلى اتفاق أولي لتشكيل حكومة ائتلافية يمينية، بعد 6 أشهر من حصول حزبه على نحو ربع مقاعد البرلمان في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. وقال فيلدرز للصحافة الهولندية الأربعاء: "الخبر السار أننا توصلنا إلى اتفاق بين المتفاوضين. ولكن بالطبع، هذا لا يكون نهائياً إلا عندما تتفق الأحزاب البرلمانية أيضاً".

ولا تزال المناقشات مستمرة بشأن هوية رئيس الوزراء الجديد، مع رفض فيلدرز الكشف عن المرشحين المحتملين، لكنه أعلن سابقاً أنه لن يتولى شخصياً هذا المنصب. وبحسب الاتفاق، سيقود "حزب الحرية"، بزعامة فيلدرز المناهض للمهاجرين والمعادي للإسلام، ائتلافاً يضم "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية"، وحزب "العقد الاجتماعي الجديد"، وحزب "حركة المزارعين والمواطنين".

وفي مارس/ آذار الماضي، أعلن فيلدرز تخليه عن طلبه تولي منصب رئيس الوزراء، وذكر أنه "لا يمكن أن يصبح رئيساً للوزراء إلا إذا دعمته كلّ الأحزاب في الائتلاف"، مؤكداً أن مثل هذا الوضع "غير وارد". وادعى أنه تخلى عن رئاسة الوزراء حتى لا يمنع أحزاب يمين الوسط واليمين المتطرف من تشكيل ائتلاف.

ويتبنى حزب فيلدرز أفكاراً معادية للإسلام والمهاجرين، ودعا في أكثر من مناسبة إلى إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية في هولندا، ووقف الهجرة، ما تسبب بموجة انتقادات واسعة من قبل المؤسسات الإسلامية الفاعلة في البلد الأوروبي. ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً لرئاسة الوزراء، وزير التعليم والداخلية السابق رونالد بلاستيرك، الذي أدى دوراً رئيسياً في الإشراف على المفاوضات الأولى لتشكيل الائتلاف.

وحقّق اليمين المتطرف تقدماً في أوروبا في الانتخابات الأخيرة وفي الفترة التي تسبق الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو/ حزيران، لكنه واجه صعوبة من أجل الوصول إلى السلطة مع رفض الأحزاب الأخرى التعاون معه. وقال زعيم المعارضة وعضو تحالف الخضر واليسار فرانس تيمرمانز: "هذا يوم مقلق. لدينا الآن حزب يميني متطرف بقيادة فيلدرز في مركز السلطة في هولندا".

توجه لتشديد سياسات اللجوء في هولندا

وأعلن الائتلاف الحكومي اليميني في هولندا أنه سيطبّق "أكثر سياسات اللجوء تشدداً على الإطلاق"، مع إمكان التخلي عن القواعد الأوروبية، وتعهّد النظر في مسألة نقل السفارة الهولندية في إسرائيل إلى القدس. وجرت المصادقة على اتفاق الائتلاف المؤلف من 26 صفحة صباح اليوم الخميس، بعد مفاوضات صعبة استمرت ستة أشهر.

وقال فيلدرز لوسائل إعلام خلال تقديم النص: "يمكن لأي شخص يقرأ هذه الوثيقة أن يرى أن أموراً كثيرة ستتغير في هولندا". ووصف اليوم الذي فاز فيه حزبه، "حزب من أجل الحرية"، بأنه "تاريخي"، مؤكداً أن "الشمس ستشرق مجدداً في هولندا". وينصّ الاتفاق خصوصاً على أنه "ستُتخذ تدابير ملموسة نحو القواعد الأكثر تشدداً التي اعتمدت على الإطلاق بشأن اللجوء، وأوسع حزمة من التدابير التي اتخذت على الإطلاق لإدارة الهجرة".

وقالت الأطراف الموقعة للاتفاق إنها ستقدم طلباً إلى المفوضية الأوروبية "في أقرب وقت ممكن" للانسحاب من سياسة اللجوء الأوروبية، إلا أن فيلدرز أوضح اليوم لوكالة فرانس برس أن الانسحاب من سياسة اللجوء الاوروبية قد يستغرق "سنوات". ويضيف الاتفاق المعنون "أمل، شجاعة وفخر" أن الأشخاص الذين لا يحملون تصريح إقامة ساري المفعول سيرحّلون "بالقوة إذا لزم الأمر".

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، يلتزم الموقعون أن تكون هولندا "شريكاً بنّاءً" داخل الاتحاد الأوروبي وأن تدعم أوكرانيا "سياسياً وعسكرياً ومالياً ومعنوياً". ويدعو النص أيضاً إلى النظر في فكرة نقل السفارة الهولندية من تل أبيب إلى القدس، وهو موضوع أصبح أكثر حساسية بسبب الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

وتتجنب معظم الحكومات إثارة هذه المسألة قبل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين، إذ تعتبر أن من شأن خطوة مماثلة التأثير على نتائج المفاوضات حول ذلك. ويوضح النص: "مع الأخذ في الاعتبار الحلول للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والمصالح الدبلوماسية، سننظر في توقيت نقل السفارة إلى القدس". ويضمن الاتفاق أيضاً استمرار هولندا في "الالتزام بالاتفاقات القائمة" بشأن المناخ، لكنه يحذّر من أنه "إذا لم نحقق الأهداف، فستكون لدينا سياسات بديلة".

(الأناضول، فرانس برس)