غوتيريس: الظرف الحالي في غزّة حاسم ومصيري

غوتيريس: الظرف الحالي في غزّة حاسم ومصيري

07 مايو 2024
أنطونيو غوتيريس خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك/ يناير 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، يصف الوضع في غزة بأنه حاسم لمصير المنطقة، مطالبًا إسرائيل بوقف التصعيد والانخراط في المحادثات الدبلوماسية ويناشد الدول ذات التأثير المساعدة لتجنب المزيد من المآسي.
- يشدد غوتيريس على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف سفك الدماء وتحرير الرهائن، معبرًا عن قلقه من تجدد النشاط العسكري الإسرائيلي وإغلاق المعابر، مما يؤثر سلبًا على الوضع الإنساني في غزة.
- يحذر من كارثة إنسانية في حالة الهجوم على رفح، مؤكدًا على ضرورة حماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي ويدعو المجتمع الدولي لتعزيز وقف إطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن، مشيرًا إلى أهمية زيادة المساعدات الإنسانية.

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الظرف الحالي في غزة بأنه "اللحظة الحاسمة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين ولمصير المنطقة برمتها"، مناشداً خلال إحاطة صحافية مقتضبة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حكومة الاحتلال الإسرائيلية بوقف أي تصعيد والانخراط بشكل بناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية. كما ناشد الدول التي لها تأثير على إسرائيل ببذل كل ما بوسعها للمساعدة من أجل تجنب المزيد من المآسي.

وشدد غوتيريس على أن التوصل "إلى اتفاق بين حكومة إسرائيل وقيادة حماس أمر ضروري لوقف المعاناة التي لا تطاق للفلسطينيين في غزة والرهائن وأسرهم. سيكون أمراً مأساوياً إذا لم تسفر أسابيع من التحركات الدبلوماسية المكثفة من أجل السلام في غزة عن وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك إطلاق سراح الرهائن، وهجوم مدمر على رفح". وأمس الاثنين أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح الصفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وبعدها بوقت قصير بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً مكثفاً على معبر رفح، جنوبي قطاع غزة، وقصفت عدة مواقع في القطاع.

وكرر الأمين العام نداءه لكلا الطرفين إلى "إظهار الشجاعة السياسية وعدم ادخار أي جهد للتوصل إلى اتفاق الآن، لوقف سفك الدماء وتحرير الرهائن، وللمساعدة في استقرار المنطقة التي لا تزال معرضة لخطر الانفجار"، مشدداً على أن هناك حالياً فرصة "بالغة الأهمية ولا يجوز للمنطقة، بل للعالم، تضييعها". وفيما أشار غوتيريس إلى أن الأمور "تسير في الاتجاه الخاطئ"، عبّر عن انزعاجه وحزنه بسبب "تجدد النشاط العسكري" الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح.

وأشار إلى إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، محذراً من أنه يؤثر سلباً على الوضع الإنساني المتردي أصلاً. وناشد بإعادة فتحهما على الفور، داعياً الاحتلال الإسرائيلي إلى "وقف أي تصعيد، والمشاركة بشكل بناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية". وتساءل غوتيريس "ألم يكن كافياً مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي في هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول ومقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني في غزة منذ ذلك الحين؟ ألم يعانِ المدنيون ما يكفي من الموت والدمار؟". وحذر من أن أي هجوم واسع النطاق على رفح سيكون بمثابة كارثة إنسانية، وسيؤدي إلى "المزيد من الضحايا المدنيين بأعداد لا تعد ولا تحصى، واضطرار أعداد لا حصر لها من الأسر إلى الفرار مجدداً، من دون أن يكون لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لأنه لا يوجد مكان آمن في غزة".

وحذر من التداعيات التي لن تشمل فقط قطاع غزة، بل بقية الأراضي المحتلة وجميع أنحاء المنطقة، مشيراً إلى أن مركز العمليات الإنسانية في غزة موجود في رفح ومهاجمة المدينة المكتظة بالنازحين "ستزيد من تقويض جهودنا لدعم الأشخاص الذين يعانون ضائقة إنسانية شديدة مع اقتراب المجاعة". وتحدث غوتيريس كذلك عن القانون الإنساني الدولي قائلاً إنه "واضح ولا لبس فيه حيث ينص على أنه يجب حماية المدنيين، سواء غادروا رفح أم بقوا في المدينة، ويجب احترام القانون الإنساني الدولي من الطرفين. وأذكّر إسرائيل أيضاً بالتزامها بتيسير الوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية والموظفين إلى غزة وعبرها".

ولفت الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنه حتى الدول الصديقة لإسرائيل كانت واضحة أن "الهجوم على رفح سيكون بمثابة خطأ استراتيجي، وكارثة سياسية، وكابوس إنساني". وناشد "كل من لهم تأثير على إسرائيل أن يبذلوا كل ما في وسعهم للمساعدة في تجنب المزيد من المآسي"، مشيراً إلى المجتمع الدولي "يتحمل مسؤولية مشتركة لتعزيز وقف إطلاق النار الإنساني، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وزيادة هائلة في المساعدات المنقذة للحياة. لقد حان الوقت لكي يغتنم الطرفان الفرصة ويتوصلا إلى اتفاق".