سورية: مخاوف من تحول الاشتباكات في دير الزور إلى صدامات عشائرية

سورية: مخاوف من تحول الاشتباكات في دير الزور إلى صدامات عشائرية

29 اغسطس 2023
عناصر من قسد في ريف الحسكة السورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت بلدة العزبة في ريف محافظة دير الزور الشمالي، شرق سورية، حركة نزوح كبيرة للأهالي بعد مقتل عدة مدنيين نتيجة اشتداد وتيرة الاشتباكات بين "مجلس دير الزور العسكري"، العاملة تحت مظلة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلى جانب أبناء عشيرة "البكير" التابعة لـ "قبيلة العكيدات" من جهة، وقوات "قسد" من جهة أخرى، الأمر الذي قد يؤدي إلى خلخلة البُنية العشائرية في المنطقة.

وقال فراس علاوي، مدير مركز "الشرق نيوز" (الإعلامي) المُهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سورية، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "عدداً من المدنيين قُتلوا وجرحوا، مساء اليوم الثلاثاء، إثر استهداف قوات سوريا الديمقراطية سيارة مدنية على طريق بلدة العزبة بريف محافظة دير الزور الشمالي"، مؤكداً، أن "البلدة تشهد حركة نزوح كبيرة للأهالي بسبب اشتداد وتيرة المعارك".

وأشار علاوي، إلى أن "المنطقة تشهد تصعيداً ما بين قوات قسد وأحد مكوناتها السابقة وهو مجلس دير الزور العسكري، وهو استمرار لسلسلة الاشتباكات والتصعيد السابق الذي حصل قبل عدة أسابيع"، لافتاً، إلى أن "ما يحصل الآن هو اقتتال داخلي ما بين مكونات قسد".

وبين علاوي أن "أسباب هذه الاقتتال معروفة، وهي الصراع على النفوذ في المنطقة ومحاولة قسد تحجيم النفوذ العربي داخلها، خاصة مع تعاظم دور أحمد الخبيل أبو خولة قائد مجلس دير الزور العسكري وزيادة قوته المادية والعسكرية، ولذلك قوات قسد حاولت تحجيم دوره".

وأوضح العلاوي، أنه "عندما أرادت قسد تحجيم دور أبو خولة، حدث تمرد من قبل أبو خولة مما أدى إلى صدام مع قسد، وحاول مجلس دير الزور العسكري تحويله إلى صدام عشائري ضد قسد"، مضيفاً، أن "بعض أفراد العشائر وخاصة عشيرة (البكير) التي ينتمي إليها أبو خولة وبعض العشائر القريبة منها، والتي كان لها نفوذ في المجلس ضمن المنطقة، انضمت إلى القتال".

ولفت علاوي إلى أن "تطور القتال وتحوله إلى اقتتال عشائري - عشائري في حال كان هناك عناصر من العشائر مع قسد وعناصر من العشائر مع مجلس دير الزور العسكري، سوف يحول المنطقة إلى حمام دم بين العشائر".

وأكد علاوي أن "قسد حينها سوف تقف وتأخذ دور المتفرج والمستفيد"، منوهاً إلى أن "المستفيد الأكبر من كل ذلك الاقتتال هو نظام الأسد، من خلال خلخلة البنية العشائرية في المنطقة نتيجة قتال العشائر مع قسد، لاسيما أن النظام يترقب ويشجع بعض البيانات الصادرة من عشائر قابعة في مناطق سيطرته تُشجع على الصدام العشائري بين المجلس وقسد".

في غضون ذلك، قُتل شخصان اثنان، مساء اليوم الثلاثاء، إثر اندلاع اشتباكات بين أفراد من العشائر ومقاتلي "مجلس دير الزور العسكري" من جهة وقوات "قسد" من جهة أخرى، في بلدة ذيبان شرقي دير الزور. وترافق ذلك مع سيطرة مقاتلي العشائر على نقاط تابعة لـ "قسد" على شاطئ نهر الفرات ومحيطه في بلدة ذيبان، مع استمرار الاشتباكات في نقاط أخرى من البلدة، بالإضافة إلى مقتل شاب أثناء عملية صد رتل لقوات "قسد" على أطراف بلدة جديد عكيدات، بريف دير الزور الشرقي، لاسيما أن "قسد" دفعت بتعزيزات عسكرية تضمنت أسلحة ثقيلة من محافظة الحسكة نحو ريف دير الزور الشمالي، عبر طريق الخرافي، شمال شرقي البلاد.

ويأتي ذلك، عقب إعلان مسلحين عشائريين في بلدتَي جديد بكارة و الدحلة بريف دير الزور الشرقي، النفير العام لطرد "قسد" من كامل مناطق  دير الزور، كما طالبوا في بيان مصور بإطلاق سراح قادة مجلس دير الزور العسكري.

وفي السياق، قال العقيد حسين الحمادي، وهو القائد العام لـ "حركة التحرير والبناء" العاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" التابعة للمعارضة السورية، في تغريدة له على حسابه في موقع "إكس"، إن "التطور الأخير في دير الزور هو تصفية صريحة للعنصر العربي من قبل عصابة الإجرام والحقد PYD على مرأى من التحالف"، مبيناً، أن ما يحصل "خطوة غادرة لتحضير المنطقة من قبل قيادات قنديل الإرهابيين للاجتياح الإيراني"، معلناً الاستعداد لوضع كل الإمكانيات بموقع الدفاع عن وجود أهالي دير الزور.

وكانت قسد تمكنت، مساء الأحد الماضي، من اعتقال قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل "أبو خولة"، وذلك بعد دعوته إلى اجتماع مع قادة من الصف الأول العاملين ضمن المجلس في استراحة الوزير، وهي مقر لقادة الصف الأول التابعين لقوات "قسد" ضمن مدينة الحسكة، شمال شرقي البلاد.

وأدى اعتقال أبو خولة إلى قيام عناصر المجلس بالاشتراك مع شُبان مُسلحين من قبيلة "العكيدات" بمهاجمة حواجز ونقاط تابعة لـ "قسد" بأرياف دير الزور الشمالية والغربية والشرقية، ما أسفر عن مقتل وجرح 15 عنصراً من الطرفين خلال اليوم الأول من الاشتباكات، في ظل توتر أمني وعسكري تشهده المنطقة.