حركة فتح: ميناء غزة العائم تكريس للاحتلال وعزل القطاع

حركة فتح: ميناء غزة العائم تكريس للاحتلال وعزل القطاع

19 مايو 2024
تحذيرات فلسطينية من أن يكون الميناء العائم بديلاً للمعابر، غزة 29 إبريل 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فصائل فلسطينية وحركة فتح تعبر عن شكوكها حول فعالية ميناء غزة العائم كبديل للمعابر البرية المغلقة، معتبرة إياه تكريساً للاحتلال وعزل لغزة، بينما تؤكد حماس على رفض أي وجود عسكري أجنبي.
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يشكك في نوايا الولايات المتحدة من وراء الميناء العائم، محذراً من عدم كفايته لتغطية الحاجة الماسة للقطاع من الغذاء ومحملاً إسرائيل وأمريكا المسؤولية عن الحصار.
- الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسبب إغلاق المعابر البرية، مع تحذيرات من مجاعة حقيقية ونقص شديد في الموارد الغذائية، حيث أصبح السكان يعتمدون على الأنقاض لسد احتياجاتهم الأساسية.

شككت فصائل فلسطينية في جدوى ميناء غزة العائم الذي أعلنت الولايات المتحدة دخوله العمل، أول أمس الجمعة، وفي قدرته على تأمين احتياجات قطاع غزة في ظل إغلاق الاحتلال المعابر البرية كافة. واعتبرت حركة فتح، أمس السبت، أن هذا الميناء تكريس للاحتلال وتسليم بسيطرته على المعابر البرية، فيما كانت حماس قد دعت إلى عدم اعتبار هذا الميناء بديلاً للمعابرالبرية في الوقت الذي تحذّر الأمم المتحدة من نقص شديد في مخازنها بظل الحصار.

واعتبرت حركة التحرير الفلسطينية (فتح)، أمس السبت، أن تشغيل ميناء غزة العائم تكريس للاحتلال وعزل لغزة، وقال المتحدث باسم حركة فتح، عبد الفتاح دولة، في تصريح صحافي إن "إعلان الولايات المتحدة الأميركية بدء عمل ميناء غزة العائم في ظل سيطرة الاحتلال (الإسرائيلي) على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، تكريس لاحتلال المعبر وعزل القطاع تماماً". ورأى دولة أن إعلان واشنطن هو "خلق بدائل للاحتلال لمواصلة هجومه على رفح، والسيطرة الكاملة على القطاع"، مضيفاً أن "الخيارات الأجدى لإغاثة قطاع غزة هي وقف العدوان وشلال الدم وعدم السيطرة على معبر رفح الذي يشكل بوابة المساعدات الرئيسية والأكثر عملياتياً بالقياس مع الميناء العائم" مشيراً إلى أنّ من الخيارات أيضاً "فتح المعابر كافة إلى القطاع، وهو ما تقدر عليه الولايات المتحدة الأميركية".

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد شددت، أول أمس الجمعة، على ضرورة ألا يكون ميناء غزة العائم بديلاً من فتح جميع المعابر البرية، وقالت الحركة في بيان إن "أي طريق لإدخال المساعدات بما فيه الرصيف المائي، ليس بديلاً من فتح المعابر البرية كافة وتحت إشراف فلسطيني"، معربة عن "رفضها أي وجود عسكري لأي قوة كانت على أراضينا الفلسطينية".

كذلك شكك المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أول أمس الجمعة، بنيات الولايات المتحدة من وراء إقامتها ميناء غزة العائم، وحذر من أنه "لن يغطي" حاجة القطاع من الغذاء، وسيعطي الاحتلال "الفرصة لتمديد الحرب"، وأضاف في بيان: "الرصيف المائي العائم لن يُغطي حاجة شعبنا الفلسطيني من الغذاء، في ظل سياسة تجويع تطاول 2.4 مليون إنسان في غزة، بينهم مليونا نازح يعيشون على المساعدات اليومية، ويحتاجون إلى أكثر من 7 ملايين وجبة طعام يوميًا".

وقال المكتب: "ما سيقدمه (هذا الرصيف) لن يكسر المجاعة، ولن يغطي هذه الحاجة الهائلة (من الغذاء) لأهلنا وشعبنا في غزة، بل سيعطي الاحتلال فرصة لتمديد هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس"، معتبراً أن الإدارة الأميركية "تحاول تجميل وجهها القبيح والظهور بوجه حضاري" من خلال إقامة هذا الرصيف المائي، من خلال القول بأن "الهدف من إقامته إدخال مساعدات إنسانية ووجبات غذائية لشعبنا الفلسطيني في غزة"، ودعا المكتب الإعلامي إلى "فتح المعابر البرية (المؤدية إلى غزة) بشكل فوري وعاجل وإدخال المساعدات المختلفة والوقود منها".

كذلك حمّل المكتب الإعلامي إسرائيل والإدارة الأميركية "كامل المسؤولية عن سياسة التجويع والحصار ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة بشكل مدبَّر ومبيَّت مقصود، واستمرار حرب الإبادة الجماعية وعن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وضد القانون الدولي وضد المبادئ العالمية لحقوق الإنسان"، مطالباً كل دول العالم الحر وكل المنظمات الدولية والأممية بـ"ممارسة ضغط فعلي وحقيقي على الاحتلال وعلى الإدارة الأميركية من أجل وقف حرب الإبادة الجماعية ووقف العدوان المتواصل على قطاع غزة ووقف توريد الأسلحة القاتلة من حلفاء الاحتلال والموجهة لقتل المدنيين والأطفال والنساء". وكانت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) قد أعلنت يوم الجمعة الماضي تحرّك أولى شاحنات المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم إلى داخل قطاع غزة، وبدأت شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي الأممي بتفريغ حمولة أول سفينة مساعدات إنسانية تصل إلى الرصيف العائم قبالة غزة، الجمعة، وهي سفينة أميركية جاءت من ميناء لارنكا في قبرص الشمالية.

ويعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية والخُضَر؛ جراء استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح لليوم الثالث عشر على التوالي ومعبر كرم أبو سالم لليوم الرابع عشر على التوالي، ما يدفع القطاع إلى براثن مجاعة، وفق تحذيرات منظمات إنسانية دولية. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أول أمس الجمعة، إنه لم يبقَ شيء تقريباً لتوزيعه في قطاع غزة، موضحاً أن نقص الموارد شكل تحدياً كبيراً للجهود المنقذة للحياة. وأضاف المكتب، عبر حسابه على منصة "إكس"، الجمعة، أن وضع المياه والصرف الصحي يتدهور بسرعة، ومع حظر دخول المساعدات، لا يمكن للناس اللجوء إلا إلى استخدام الأنقاض والنفايات لسدّ احتياجاتهم.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون