اعتبر صحافيون ومعلقون إسرائيليون أن تعاظم التوجهات المتطرفة لجنود الاحتلال وتزايد ميلهم لاستخدام العنف حتى ضد نشطاء اليسار الإسرائيلي، يعكسان تأثرهم بتشكيل الحكومة اليمينية المقبلة.
وقال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن اعتداء جندي إسرائيلي على أحد نشطاء اليسار الإسرائيلي في الخليل قبل يومين جاء بسبب تأثر الجنود بتعيين إيتمار بن غفير، زعيم حركة "القوة اليهودية" الدينية المتطرفة وزيراً للأمن الوطني في الحكومة المقبلة التي يعكف رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيلها.
وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، أضاف هرئيل أن قادة الأجهزة الأمنية في تل أبيب باتوا يتماهون مع عهد الحكومة الجديدة، لافتاً إلى أن "لغة جسد" مفتش الشرطة العام يعكوف شبتاي" عند لقائه بن غفير "تشي بأن الأمور تتغير بسرعة".
ولفت إلى أن تماهي الجنود وقادة الأمن مع توجهات الحكومة اليمينية المقبلة "حدث بوتيرة أسرع مما توقعته وسائل الإعلام والجمهور"، مشيراً إلى أن أحد الجنود الذين تواجدوا عند الاعتداء على ناشط اليسار الإسرائيلي، هدد اليسار قائلا: "بن غفير سيفرض النظام هنا، أنا هنا من أحدد القانون".
وحسب هرئيل، فقد حدث تزايد على الاعتداءات التي يشنها المستوطنون اليهود ضد الفلسطينيين بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الأخيرة.
من ناحيته، قال الصحافي بني رابينوفيتش إن سلوك جنود الاحتلال في الخليل واعتداءهم بالضرب على نشطاء من اليسار الإسرائيلي يعكس تأثرهم "بالريح الشريرة التي تنطلق من الحكومة المقبلة"، محذراً أن مثل هذه الظواهر ستتعاظم فقط مع مضي الوقت.
وكتب رابينوفيتش اليوم الأحد على حسابه على "تويتر" أن ممارسات هؤلاء الجنود تعكس تأثراً بزملاء بن غفير، سيما تسفيكا فوغل، معيداً للأذهان أن أغلبية الجنود صوتوا لصالح بن غفير في الانتخابات الأخيرة.
أما إلياف ليبليخ، أستاذ القانون في جامعة تل أبيب، فقد أشار إلى أن بن غفير سارع لإعلان دعمه لاعتداء الجنود على خصومه السياسيين، واصفا إياه "بوزير دعم عنف قوات الأمن ضد الخصوم السياسيين".
وكتب ليبليخ على حسابه على تويتر، موجهاً حديثه لنشطاء اليسار: "لن تكونوا محميين، لا في التظاهرات، ولا في الفضاء الافتراضي ولا في الشارع، فدائما سيبررون (الاعتداءات عليكم) بالقول إنكم أثرتم استفزازهم لمجرد أنكم تواجدتم هناك، علينا ألا نتعايش مع هذا الواقع".
أما الكاتب إيدان لانداو، فلفت إلى أن التحولات التي يشهدها الجيش، سيما تعاظم تمثيل التيار الديني المتطرف في القيادة العسكرية أسهم بدوره في زيادة تأثر الجنود بتوجهات الحكومة المقبلة.
وكتب لانداو على حسابه على تويتر أن قائد لواء "جفعاتي" الذي ينتسب إليه الجنود الذين اعتدوا على نشطاء اليسار هو العقيد إليعاد مواطي، الذي ينتمي إلى التيار الديني المتشدد، وقد ولد وعاش في مستوطنة "إلكنا" في الضفة الغربية. وشدد على أن توجهات الجنود العدائية تعكس أيضاً توجهات قادتهم العسكريين.