تفاصيل تحرك المسيّرة التركية التي كشفت عن مكان طائرة الرئيس الإيراني

تفاصيل تحرك المسيّرة التركية التي كشفت عن مكان طائرة الرئيس الإيراني

20 مايو 2024
لقطات من المسيّرة أقنجي تيها خلال عمليات البحث، 20 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في عملية تنسيق مشتركة بين تركيا وإيران، استُخدمت المسيّرة التركية أقنجي تيها لتحديد موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني، حيث قضت 7 ساعات و27 دقيقة في مهام البحث وقدمت إحداثيات لمصدر حراري ساعد في العثور على الطائرة.
- المسيّرة أقنجي تيها تتميز بتقنيات متقدمة وقدرة على التحليق لمدة 24 ساعة على ارتفاع يصل إلى 40 ألف متر، مما يجعلها قادرة على نقل حمولة تصل إلى طن و350 كغ.
- خلال العملية، واجهت المسيّرة ظروفًا جوية صعبة ولكنها أظهرت قدرة فائقة على العمل في هذه الظروف، مما يعكس القدرات التكنولوجية المتقدمة للمسيّرات التركية وتعاونًا دوليًا ناجحًا في مواجهة الأزمات.

نشرت وسائل إعلام تركية، اليوم الاثنين، تفاصيل عملية التنسيق بين تركيا وإيران وتحرك المسيّرة التركية أقنجي تيها للمساعدة في عمليات الكشف عن موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مؤكدة أن المسيّرة تولت مهام في البحث مدتها سبع ساعات و27 دقيقة، وقدمت خلالها إحداثيات مصدر حراري تمكنت من تثبيتها للجانب الإيراني ليتحرك الهلال الأحمر الإيراني ويعثر على مكان الطائرة.

وفي التفاصيل، أفادت صحيفة حرييت أنه في الساعة الثامنة مساء أمس بالتوقيت المحلي، طلبت الخارجية التركية من وزارة الدفاع مروحية لديها تقنية الرؤية الليلية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ في إيران، لتعرض وزارة الدفاع تكليف مسيّرة ومروحية بنفس الوقت، قبل أن يقبل الجانب الإيراني العرض التركي الساعة الثامنة والنصف مساء، لتأمر وزارة الدفاع بإكمال الاستعدادات وتأمر مسيّرة محملة بالذخائر بالعبور من منطقة الحدود عند الساعة العاشرة والنصف بعد الحصول على موافقة رئاسة الجمهورية التركية.

إلا أن الجانب الإيراني رفض دخول مسيّرة مسلحة بالذخائر، لتؤمر مسيّرة أخرى من دون ذخائر بالعبور إلى إيران عند الساعة الحادية عشرة مساء. وبالفعل، أقلعت المسيّرة بعدها بـ18 دقيقة من ولاية باتمان شرقي البلاد، وعبرت إلى الجانب الإيراني من ولاية فان، شرقي البلاد، بعد منتصف الليل.

ووصلت المسيّرة إلى المنطقة المستهدفة عند الساعة 00:45 وحلقت على ارتفاع 31 ألف قدم، وعند الساعة 2:22 فجرا وبسبب ظروف الطقس وعدم إمكانية الرؤية، تم أُنزل ارتفاع المسيّرة إلى مستوى 9 آلاف قدم، لتصل إلى أول مصدر للحرارة. وعند الساعة 2:37 فجرا، جرت مشاركة الصور التي التقطتها المسيّرة مع فرق الإنقاذ الإيرانية قبل أن تصل هذه الطواقم إلى المنطقة الساعة 4:30. وعند الساعة 5:46، وصلت الفرق إلى حطام طائرة الرئيس الإيراني.

وعند الساعة 5:50، شكرت السلطات الإيرانية الجانب التركي على جهودها مطالبة المسيّرة بمغادرة الأجواء بسبب دخول آليات جوية أخرى إلى المنطقة، لتحلق الطائرة عند الساعة السادسة صباحا إلى الارتفاع المطلوب وتغادر عائدة إلى تركيا وتدخلها الساعة 6:45 صباحا. وأوضحت الصحيفة أن المسيّرة التي عثرت على مكان طائرة الرئيس الإيراني عملت في ظل هبوب رياح وصلت سرعتها إلى 160 كم، فضلا عن الأمطار والغيوم والضباب في منطقة جبلية، وبلغت المسافة التي قطعتها 2100 كم.

وكشفت أن عملية الاتصال مع المسيّرة في المنطقة جرت فقط عبر قمر توركسات التركي، وكانت الصور تُنقل إلى الجانب الإيراني عبر مركز قيادة القوات المسلحة التركية، فيما استُنفر عناصر الدعم الفني للمسيرة العاملة في دولة أذربيجان في حال حصول أي طارئ.

ونقلت قناة "سي أن أن تورك" عن رئيس مجلس إدارة شركة بايكار للتقنيات المصنعة لمسيرات بيرقدار سلجوق بيرقدار، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قوله إن العمل كان على عمق 200 كم من الحدود التركية فوق إيران، وكان التحرك سريعا، حيث عملت المسيّرة بظل ظروف صعبة جدا، فيما أوضحت وسائل إعلام تركية أن عمليات بحث المسيّرة تابعها على موقع الطيران 2.8 مليون مستخدم.

تفاصيل عن مسيّرات أقنجي تيها

وأُدخلت مسيرات أقنجي تيها الخدمة في الجيش التركي عام 2021، وهي جيل جديد لمسيّرات بيرقدار تو بي الشهيرة، وهي أكبر منها حجما وتقوم بمهام أطول وترفع حمولة أكثر. وتمتلك المسيّرة ستة حواسيب تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتعمل على اتخاذ القرارات بشكل تلقائي، ومن خلال التحكم فيها أيضا، ويمكن أن تقوم بعمليات القصف جوا واستهداف الأهداف الجوية، كما يمكن لها التحليق على ارتفاع 40 ألف متر على مدار 24 ساعة، وتستطيع نقل حمولة بوزن طن و350 كغ.

وزُودت المسيّرة بمزايا تقنية فائقة مثل رادارات جو – جو، وأنظمة مراسلة عبر الأقمار الاصطناعية، ورادارات تحديد العوائق. ويبرز الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في المسيرة الهجومية، حيث بإمكانها جمع المعلومات عن طريق تسجيل البيانات التي تتلقاها من أجهزة الاستشعار والكاميرات الموجودة على متنها.

ويمكن للمسيرة، بفضل الكاميرات المزودة بها لغرض الاستطلاع والمراقبة، تحديد الأهداف البرية التي قد يغفل عنها قائدها على الأرض، في خطوة تزيد من فاعلية استخدام المسيرة، وتعدّ في مقدمة الطائرات المسيرة امتلاكاً للتكنولوجيا الفائقة حول العالم.

المساهمون