إيران: مجلس خبراء القيادة يختار محمد علي موحدي كرماني رئيساً له

إيران: مجلس خبراء القيادة يختار موحدي كرماني 92 عاماً رئيساً له

21 مايو 2024
محمد علي موحدي كرماني في جامعة طهران، 23 أكتوبر 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- محمد علي موحدي كرماني، بعمر 92 عامًا، اختير لرئاسة مجلس خبراء القيادة الإيراني، المسؤول عن تقييم وإمكانية عزل المرشد الإيراني، لمدة عامين في انتخابات عكست التوجهات المحافظة بإقصاء حسن روحاني.
- كرماني، بخلفية دينية وسياسية معتبرة، شارك في الثورة الإيرانية وشغل مناصب مهمة مثل تمثيل المرشد في الحرس الثوري، ما يعكس ثقله السياسي والديني.
- ترأسه للمجلس يأتي في فترة حساسة قد تشهد انتخاب مرشد جديد لإيران، مع توقعات بدور محوري له رغم التحديات السياسية وتقدمه في السن.

اختار أعضاء مجلس خبراء القيادة في إيران، اليوم الثلاثاء، رجل الدين المحافظ محمد علي موحدي كرماني البالغ من العمر 92 عاماً، رئيساً للمجلس لمدة عامين في دورته السادسة، عقب الانتخابات الأخيرة التي جرت في مارس/آذار الماضي، وأقصي عنها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لرفض مجلس صيانة الدستور أهليته في الترشح.

وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن ثلاث شخصيات محافظة، ترشحت لرئاسة مجلس خبراء القيادة الذي يتألف من علماء دين يحق لهم تقييم عمل المرشد الإيراني وعزله وتعيين خلف له في حال الوفاة أو فقدان الأهلية، بحسب الدستور الإيراني. ويبلغ عدد أعضاء المجلس 88، يجري اختيارهم في الانتخابات عن 31 محافظة إيرانية.

ونال محمد علي موحدي كرماني 55 صوتاً من 83 نائباً، حضروا الجلسة الافتتاحية من أصل 88، غاب عنهم 5 أعضاء آخرون، هم الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وممثل الولي الفقيه في محافظة أذربيجان الشرقية الراحل محمد علي آل هاشم، وكلاهما توفيا قبل أمس الأحد في تحطم المروحية التي كانت تقل رئيسي خلال زيارته إلى المحافظة. كما غاب عن الجلسة، عضو آخر بالمجلس هو ممثل الولي الفقيه في محافظة خراسان الرضوية، رجل الدين أحمد علم الهدى والد زوجة رئيسي، لوجوده معها في مدينة تبريز اليوم الثلاثاء، حيث انطلقت من هناك مراسم التشييع.

كما انتخب في الجلسة الافتتاحية للدورة الجديدة لمجلس خبراء القيادة، رجل الدين هاشم حسيني بوشهر نائباً أول، ورجل الدين علي رضا أعرافي نائباً ثانياً لموحدي كرماني.

الصورة
تشييع جثماني رئيس إيران إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان (Getty)
مراسم تشييع جثماني رئيس إيران الراحل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان، تبريز 21 مايو 2024 (Getty)

وشارك في الجلسة شخصيات ومسؤولون إيرانيون، في مقدمتهم رئيس إيران المؤقت محمد مخبر، ورئيسا البرلمان والسلطة القضائية، فضلاً عن حضور مثير للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي لفت ارتداؤه القميص الأبيض بدلاً من القميص الأسود، كما جرت عليه العادة في إيران عند وفاة شخصية كبيرة. وأثار ذلك انتباه وفضول رواد شبكات التواصل الاجتماعي في إيران وتساؤلاً بشأن السبب.

ولا تزال إيران تعيش تحت صدمة رحيل رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان، جراء تحطم مروحيتهما أثناء العودة من أذربيجان. وإلى جانب تولي محمد مخبر مهام الرئيس المؤقت، جرى تعيين علي باقري كني خلفاً للراحل عبد اللهيان.

معلومات عن محمد علي موحدي كرماني

ولد محمد علي موحدي كرماني عام 1931 في مدينة كرمان، جنوب شرقي إيران، من عائلة دينية معروفة، والده رجل الدين الحاج الشيخ عباس موحدي كرماني، من أشهر وعاظ المدينة. ودرس كرماني العلوم الدينية في حوزة قم الدينية وحوزة النجف العراقية. وإلى جانب دراسته الدينية، كان يمارس نشاطاً سياسياً، عبر المشاركة في فعاليات ثورة آية الله روح الله الموسوي الخميني قبل انتصارها.

وبعدها انضم محمد علي موحدي كرماني إلى حزب الجمهورية الإسلامية، الذي شكله عدد من قيادات الثورة بعيد انتصارها، أمثال المرشد الحالي علي خامنئي والرئيس الإيراني الراحل هاشمي رفسنجاني. ثم أصبح عضواً بالمجلس المركزي للحزب ولجنة التحكيم فيه، إلى أن انتخب لاحقاً في الدورة الأولى للبرلمان الإيراني عن مدينة كرمان، وظل مشرعاً فيه في لأربع دورات متتالية أخرى عن العاصمة طهران. وأوكلت إليه خلال تلك السنوات رئاسة عدة لجان برلمانية، منها لجنة الشؤون الدفاعية.

كما كان موحدي كرماني عضواً عن محافظة كرمان في جميع دورات مجلس خبراء القيادة. وبعد نهاية الحرب الإيرانية العراقية عام 1988، عيّنه المرشد الإيراني علي خامنئي ممثلاً له في الحرس الثوري لمدة 14 عاماً، ثم اختاره عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو من المؤسسات السيادية الإيرانية.

إلى ذلك، عيّنه المرشد أيضاً عام 2012 خطيباً لصلاة الجمعة في طهران، علماً أن طهران لها خطباء جمعة عدة، يعيّنهم المرشد. ويحسب محمد علي موحدي كرماني على التيار التقليدي المحافظ، وهو من رفاق الرئيس الإيراني الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي أصبح مغضوباً عليه من المحافظين، بعد تولي الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد السلطة عام 2005، وذلك لخلافاته مع نجاد ومع المرشد الإيراني في سياسات داخلية وخارجية.

حافظ موحدي كرماني على علاقات الصداقة مع رفيقه هاشمي رفسنجاني المغضوب عليه من المحافظين، لكنه لم يكن متفقاً معه تماماً في السياسة، وأجهش بالبكاء في جنازة رفسنجاني عام 2017.

رئيس مجلس خبراء القيادة الجديد ليس سياسياً مثيراً للجدل في إيران، وله وجهات نظر وآراء تخصه، أحياناً تميزه حتى عن التيار المحافظ التقليدي الذي ينتمي إليه. ورغم انتمائه السياسي المحافظ، لكنه حاول خلال مسيرته السياسية أن يبقى على مسافة قريبة من مختلف القوى السياسية المتصارعة، من دون أن يدخل في التجاذبات السياسية الحادة.

أصبح محمد علي موحدي كرماني أميناً عاماً للجمعية العلمائية المناضلة المحافظة، من 2014 إلى 2018، علماً أن رفسنجاني أيضاً كان ينتمي إلى هذه الجمعية المحافظة المحسوبة على المحافظين التقليديين. غير أن موحدي كرماني استقال منها عام 2018، وخلال فترة ترؤسه الجمعية ضم اسم علي رفسنجاني عام 2015 على قائمة المرشحين عن طهران لانتخابات مجلس خبراء القيادة، رغم الهجوم الشديد من المحافظين الأصوليين على الأخير.

أهمية تولي محمد علي موحدي كرماني رغم كبر سنه، رئاسة مجلس خبراء القيادة تكمن في كون المجلس في دورته الجديدة التي ستستمر لـ8 سنوات ربما يواجه استحقاقاً تاريخياً بانتخاب مرشد جديد للبلاد، لكبر سن المرشد الحالي علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً حالياً.

ورغم أن شخصية الرئيس الجديد لمجلس خبراء القيادة باعتباره أحد كبار قادة الثورة الإسلامية المتبقين، تخوله لعب دور في اختيار خليفة لخامنئي، إن اقتضت الحاجة، لكن العملية ربما تخضع لاعتبارات ومؤثرات تفوق قدرة موحدي كرماني على مواجهتها. كما أنه أيضاً كبير في السن فهو في الـ92 من عمره، وربما لا يجري هذا الاستحقاق خلال رئاسته للمجلس.

المساهمون