إسرائيل تبحث بدائل من اجتياح رفح وتقلّص قوّات الاستدعاء

إسرائيل تبحث بدائل من اجتياح رفح وتقلّص قوّات الاستدعاء

02 مايو 2024
طفل فلسطيني يشيد من رفح بمظاهرات الطلاب الأميركيين، مايو 2025 (جهاد الشرفي/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تبحث المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن بدائل لاجتياح رفح، مصرة على تنفيذ عمليات مركزة ضد التهريب عبر محور فيلادلفيا، وسط تقليص للقوات المخطط لها وملاحظة استعدادات مصرية استثنائية على الحدود.
- تعمل القوات المصرية في مناطق حدودية جديدة استعدادًا لسيناريوهات مختلفة، بما في ذلك احتمال اختراق الحدود من قبل الفلسطينيين، مما يثير قلقًا بشأن تأثير ذلك على العلاقات المصرية الإسرائيلية.
- على الرغم من المعارضة الدولية والتوجه نحو التفاوض، يؤكد نتنياهو أن الهجوم على رفح سيحدث، مع استعداد إسرائيل للنظر في "الانسحاب الكامل" من محور نتساريم كجزء من تنازلات محتملة لإبرام صفقة.

تبحث المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدائل لعملية اجتياح رفح المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية، لكنها تصر، وفق ما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر أمنية، اليوم الخميس، على القيام بعمليات مركّزة على محور فيلادلفيا المحاذي للحدود بين القطاع ومصر، بذريعة "التصدي لعمليات التهريب التي تقوم بها حركة حماس" عبر الحدود مع مصر.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن جيش الاحتلال قلّص قواته التي كانت ستشارك في العملية العسكرية المخطط لها في رفح، فيما ذكرت إذاعة الجيش أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلاحظ استعدادات استثنائية جداً للجيش المصري على الحدود مع قطاع غزة، وسط مخاوف مصرية من اختراق الحدود من قبل عدد كبير من النازحين الفلسطينيين، في حال شَنِّ هجوم إسرائيلي على رفح.

وأضافت أن الجيش المصري يعمل في مناطق لم يعمل فيها في السنوات الأخيرة، حيث توجد الشرطة على الحدود، مع عدد كبير من المدرعات، فيما يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي بدوره، لسيناريوهات مختلفة. ونقلت الإذاعة عن اللواء في الاحتياط عاموس هكوهين، الذي شغل سابقاً منصب قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، قوله إن أحد السيناريوهات الخطيرة من وجهة نظر المصريين، اختراق عشرات الآلاف، وربما مئات الآلاف من سكان قطاع غزة الحدود إلى منطقة سيناء.

 ومن شأن هذا السيناريو، برأيه، "التأثير كثيراً في علاقتنا بالمصريين، وربما بعلاقات العمل، أو على مستوى أكثر أهمية من هذا، وهذا أمر تأخذه دولة إسرائيل بالاعتبار". ونقلت "يديعوت أحرونوت"، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي لم تسمّه، قوله إن جيش الاحتلال الإسرائيلي سرّح جزءاً من قوات الاحتياط، التي كانت ستشارك في الهجوم على "آخر معاقل حماس" جنوبيّ القطاع.

وتأتي هذه الخطوة في ظل التقديرات بأن قرار الشروع بعملية عسكرية في رفح يعتمد الآن على نجاح المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق، في حين يوضح كبار المسؤولين الإسرائيليين مراراً وتكراراً، أنه على الرغم من المعارضة الدولية للعملية العسكرية المخطط لها، ستُشَنّ. وصرّح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس، أن الهجوم على رفح سيحصل لا محاله، سواء جرى التوصل إلى صفقة مع حماس أو لا. ويصر نتنياهو على أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب المتواصلة على غزة.

وبشأن اتفاق وقف إطلاق النار، أوردت الإذاعة مزاعم مسؤولين إسرائيليين، بأن تل أبيب ستكون مستعدة للنظر في "الانسحاب الكامل" من محور نتساريم الذي يسيطر عليه جيش الاحتلال ويقسم القطاع إلى شطرين، ويمنع من خلاله عودة سكان غزة إلى شمال القطاع. واعتبرت الإذاعة ذلك "ثمناً كبيراً قد توافق عليه إسرائيل في إطار تنازلاتها لإبرام صفقة"، مضيفة أن "المؤسسة الأمنية لا تزال تدعم التوصل إلى صفقة تعيد المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة)، حتى بأثمان باهظة، وبعد الهدنة، إن كان هناك وقف لإطلاق النار، يقول الجيش إنه يعرف كيف يعود للقتال".

المساهمون