أفغانستان في عشرين عاماً... من "طالبان" إلى "طالبان"

17 اغسطس 2021

+ الخط -

انتزعت حركة "طالبان" السيطرة على كامل أفغانستان، في عمليات عسكرية متتالية بدأتها قبل أسابيع وانتهت، أول أمس الأحد، بدخول كابول وإسقاطها، لتعلن نهاية حرب طويلة، بدأها الأميركيون وحلف شمال الأطلسي قبل عشرين عاماً، لإسقاط "طالبان" نفسها من الحكم، عقب اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وفي ما يأتي، يلخّص "العربي الجديد" لقرائه أهم المفاصل التاريخية والمراحل الزمنية التي مرّت بها أفغانستان طوال عقدين من الزمن...

في 11 سبتمبر/أيلول 2001، شنّ تنظيم "القاعدة" هجمات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة، عبر 4 طائرات مدنية، تمكّنت طائرتان منها من تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك، فيما استهدفت ثالثة مقرّ وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، وتحطمت الرابعة في بنسلفانيا. وخلّفت الاعتداءات أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، لتُعلن واشنطن بعدها الحرب على أفغانستان، التي كانت تخضع لحكم "طالبان"، حليفة "القاعدة".

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001، بدأت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن هجوماً عسكرياً واسع النطاق على أفغانستان، تحت مسمى عملية "الحرية الدائمة"، بعدما رفضت حركة "طالبان" تسليم زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن.

وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2001، فرّت "طالبان" من كابول إلى قندهار، بينما كان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يتقدّم إلى العاصمة الأفغانية برفقة حلف شمال الأطلسي.

في 5 ديسمبر/كانون الأول 2001، وُقِّعَت اتفاقية بون في ألمانيا، وهو ما منح غالبية السلطة للاعبين الرئيسيين في تحالف الشمال، وعزز أمراء الحرب الذين حكموا بين عامي 1992 و1996.

في 6 ديسمبر/كانون الأول 2001، استسلمت حركة "طالبان"، وشُكِّلَت حكومة مؤقتة برئاسة حامد كرزاي، ونُشِرت قوة دولية لحلف شمال الأطلسي. وفي اليوم التالي غادر الملا عمر قندهار، وأعلن انهيار نظام "طالبان" رسمياً.

في عام 2003، وإبّان غزو القوات الأميركية للعراق، انصرف اهتمام الولايات المتحدة عن أفغانستان، فتراجعت حركة "طالبان" والجماعات الإسلامية الأخرى إلى معاقلها جنوبيّ أفغانستان وشرقيّها، حيث أتاح لها ذلك التنقل بسهولة إلى منطقة القبائل الباكستانية، وبدأت تمرداً مسلحاً.

في 1 مايو/أيار 2003، أعلن الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن أنّ "المهمة قد أنجزت"، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" أنّ القتال الرئيسي في أفغانستان قد انتهى.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2004، فاز كرزاي بأول انتخابات رئاسية تجري بالاقتراع المباشر في تاريخ البلاد.

وفي عام 2008، قررت إدارة جورج بوش الابن إرسال المزيد من التعزيزات.

نهاية عام 2009، أعلن باراك أوباما الذي تركزت حملته الانتخابية على إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان، إرسال 30 ألف جندي إضافي. وفي منتصف عام 2011 كان في أفغانستان أكثر من 150 ألف جندي أجنبي، بينهم 100 ألف أميركي.

في 2 مايو/أيار 2011، قتلت قوة خاصة أميركية زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في باكستان.

وفي 22 يونيو/حزيران 2011، أعلن أوباما سحب 33 ألف جندي بحلول يونيو/حزيران 2012. وغادرت أول دفعة أفغانستان في يوليو/تموز 2011.

في 5 إبريل/نيسان 2011، جرت انتخابات رئاسية في أفغانستان، وأعلن كلا المرشحين أشرف غني وعبد الله عبد الله فوزهما. وتوسطت الولايات المتحدة في صفقة بات بموجبها غني رئيساً وعبد الله رئيساً تنفيذياً، لتبدأ حقبة من الانقسام الحكومي.

في يونيو/حزيران 2014، شابت الانتخابات الرئاسية عمليات تزوير على نطاق واسع، وفاز فيها أشرف غني.

في ديسمبر/كانون الأول 2014، أنهى حلف الأطلسي رسمياً مهامه القتالية في أفغانستان، وبقي 12500 جندي أجنبي، بينهم 9800 أميركي لتدريب القوات الأفغانية وتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب.

وفي عام 2015، توسع تمرّد "طالبان"، وبدأ نشاط لتنظيم "داعش".

سيرة سياسية
التحديثات الحية

في أغسطس/آب 2015، رفض الرئيس دونالد ترامب أي انسحاب لبلاده من أفغانستان، وأرسل تعزيزات بآلاف الجنود. وفي الربيع، أسقطت القوات الأميركية أقوى قنابلها التقليدية على شبكة أنفاق وكهوف كان تنظيم "داعش" يستخدمها في الشرق، ما أدى إلى مقتل 96 مسلحاً.

وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تزايدت هجمات المتمردين رغم نشر تعزيزات أميركية جديدة.

في 18 فبراير/شباط 2020، أُعلِن فوز أشرف غني في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر/أيلول، بحصوله على 50,64% من الأصوات في الجولة الأولى التي شهدت امتناعاً واسعاً عن التصويت وشكوكاً في حدوث تزوير. وأعلن منافسه الرئيسي عبد الله عبد الله فوزه فيها.

في 29 فبراير/شباط 2020، وقّعت الولايات المتحدة في الدوحة اتفاقاً تاريخياً مع "طالبان"، ينص على انسحاب جميع القوات الأجنبية بحلول الأول من مايو/أيار 2021، مقابل تقديم ضمانات أمنية، والبدء بمفاوضات مباشرة غير مسبوقة بين المتمردين وحكومة كابول.

وفي مايو/أيار 2020، وقّع المتنافسان اتفاقاً لتقاسم السلطة، يحتفظ بموجبه غني بالرئاسة ويقود عبد الله محادثات السلام مع "طالبان".

وفي سبتمبر/أيلول 2020، انطلقت المحادثات الأفغانية في الدوحة، لكن أعمال العنف في أفغانستان تصاعدت.

في إبريل/نيسان 2021، بدأت حركة "طالبان" بتوسيع هجماتها ومناطق سيطرتها.

في 1 مايو/أيار 2021، بدأت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سحب 9500 جندي، بينهم 2500 جندي أميركي كانوا لا يزالون موجودين في أفغانستان. في منتصف مايو/أيار انسحب الأميركيون من قاعدة قندهار الجوية، إحدى أهم القواعد في أفغانستان.

وفي 2 يوليو/تموز 2021، أعادت القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي للجيش الأفغاني قاعدة "باغرام" الجوية، المركز الاستراتيجي لعمليات التحالف والواقع على مسافة 50 كيلومتراً شمال كابول.

وفي 8 يوليو/تموز 2021، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن انسحاب قواته "سيُنجز في 31 أغسطس/آب".

وفي 6 أغسطس/آب 2021، سيطرت "طالبان" على أول عاصمة ولاية أفغانية، هي مدينة زرنج جنوب غربيّ البلاد. وفي 8 أغسطس/آب 2021، سقطت مدينة قندوز، كبرى مدن الشمال.

في 12 أغسطس/آب 2021، أعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إرسال آلاف الجنود إلى كابول لإجلاء الدبلوماسيين والرعايا.

وفي 13 أغسطس/آب 2021، سيطرت "طالبان" على بولي علم، عاصمة ولاية لوغار، على مسافة 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول، بعد سيطرتها على لشكركاه، عاصمة هلمند، وعلى قندهار، ثانية مدن البلاد. وفي اليوم التالي استولى مقاتلو الحركة على مزار شريف، آخر مدينة رئيسة في الشمال تحت سيطرة الحكومة.

في 15 أغسطس/آب 2021، دخلت طالبان كابول، واستولت على القصر الرئاسي دون مقاومة، بعدما فرّ الرئيس أشرف غني خارج البلاد.

وفي 16 أغسطس/آب 2021، أُنزل العلم الأميركي عن مبنى سفارة الولايات المتحدة في كابول، وتولى الجيش الأميركي تأمين المطار. ودعت واشنطن وحلفاؤها "طالبان" إلى السماح لمن يريدون بالمغادرة.

المساهمون