"العربي الجديد" يرصد أجواء اعتصامات الصدريين داخل المنطقة الخضراء

"العربي الجديد" يرصد أجواء اعتصامات الصدريين داخل المنطقة الخضراء في بغداد

بغداد

زيد سالم

avata
زيد سالم
22 اغسطس 2022
+ الخط -

لا يزال الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يعتصمون في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، منذ قرابة شهر، وينصبون خيامهم بالقرب من مبنى البرلمان الذي كانوا قد اقتحموه مطلع الشهر الجاري، إلا أن الصدر أمرهم بالانسحاب منه والاكتفاء بالاعتصام على أسواره.

ويمارس أتباع التيار الصدري طقوسهم الدينية والشعائرية بمناسبة شهر "محرم"، ويؤكدون على البقاء في المنطقة الخضراء إلى حين صدور أوامر الانسحاب من الصدر حصراً.

وتجول مراسل "العربي الجديد" في المنطقة الخضراء، بين عشرات الخيام التي تحمل عناوين متفرقة، مثل "لا شرقية ولا غربية"، وأخرى تتقصد الأحزاب الموالية لإيران، كشعار "لا للتبعية"، وأخرى تحمل عناوين المناطق العراقية التي جاء منها أتباع الصدر امتثالاً لأوامر قائدهم الصدر، مثل "خيمة الناصرية وخيمة البصرة وخيمة كربلاء وخيمة السماوة".

ووضع أنصار الصدر صورا لقتلى الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وصورا أخرى لقتلى الرأي في البلاد، الذين تُتهم الفصائل الموالية لإيران بقتلهم، مثل الخبير العراقي هشام الهاشمي.

أتباع الصدر (العربي الجديد)

وقال عدد من أنصار "التيار الصدري" لـ"العربي الجديد"، إن "مشروع التيار الصدري حالياً هو القضاء على المحاصصة الحزبية والطائفية التي تقود بلادهم إلى التهلكة والضياع، من خلال الاحتجاجات السلمية والضغط على القضاء العراقي في سبيل إيقاف حالة الهدم السياسية ومفهوم الدولة الديمقراطية"، فيما بينوا أنهم "يطيعون أوامر زعيمهم مقتدى الصدر، ولن يتخلوا عن مشروع "الإصلاح" الذي يطالب به الصدر، وأنهم جاهزون إلى أي تصعيد يأمر به الصدر".

وقال أحدهم، وهو أياد أبو عبدالله، إن "عامل الوقت لا يهم بالنسبة للصدريين، حتى أن حرارة الجو لا تمنع استمرار الاعتصام الذي يطالب به السيد مقتدى الصدر، وبالتالي فإن التواجد في المنطقة الخضراء لا يعد أمراً حزبياً من الصدر، بل إنه تكليف وطني وواجب شرعي في سبيل الإصلاح".

وأكد أبو عبدالله لـ"العربي الجديد"، أن "الصدر إذا أراد أن نبقى لمدة أطول، كأن تكون ثلاثة أشهر أو أربعة، فلن يكون هناك أي اعتراض من الصدريين، وتواجدنا حالياً سيبقى إلى حين تحقيق مطالب التيار الصدري، التي لا تختلف نهائياً مع مطالب الشعب العراقي الذي سئم من تسلط الأحزاب الموالية للخارج والفصائل المسلحة التي تهدد الجميع".

الصدريون

ويستمر الصدر في امتناعه عن الجلوس مع قادة قوى "الإطار التنسيقي" القريب من إيران، في سبيل التوصل إلى حلول لتشكيل الحكومة الجديدة، ويواصل المطالبة والتأكيد على ضرورة إجراء انتخابات مبكرة بقانون جديد، بعد أن أصدر أمراً باستقالة جبرية لأعضاء "الكتلة الصدرية" التي كان قوامها 73 عضوا في مجلس النواب، احتجاجاً على منعه من تشكيل الحكومة التي تحمل ملامحه.

وكشف الصدر، في تغريدته التي نشرها السبت تقديمه مقترحا للأمم المتحدة لمناظرة علنية مع الفرقاء السياسيين "تحالف الإطار التنسيقي"، إلا أنه لم يتلق جوابا، مؤكدا أنه لن يدخل حواراً سرياً جديداً معهم، وداعياً إلى انتظار "خطوات أخرى".

وقال، موجهاً خطابه إلى الشعب: "نود إعلامكم بأننا قدمنا مقترحا للأمم المتحدة لجلسة حوارية، بل مناظرة علنية وبث مباشر مع الفرقاء السياسيين أجمع، فلم نر جوابا ملموسا منهم"، مضيفاً: "كان الجواب عن طريق الوسيط، جوابا لا يغني ولا يسمن من جوع، ولم يتضمن شيئا عن الإصلاح ولا عن مطالب الثوار ولا ما يعانيه الشعب".

وتابع الصدر: "لم يعطوا لما يحدث أي أهمية على الإطلاق"، مشددا: "لذا نرجو من الجميع انتظار خطواتنا الأخرى إزاء سياسة التغافل عما آل إليه العراق وشعبه بسبب الفساد والتبعية".

وأضاف: "لا يتوقعوا منا حوارا سريا جديدا بعد ذلك، فأنا لا أخفي على شعبي شيئا ولن أجالس الفاسدين ومن يريد السوء أو قتلي أو النيل ممن ينتمي إلى آل الصدر"، مضيفا: "قد تنازلت كثيرا من أجل الشعب والسلم الأهلي، وننتظر ماذا في جعبتهم من إصلاح ما فسد لإنقاذ العراق". 

من جانبه، أشار الباحث والمحلل السياسي أحمد الشريفي، إلى أن "الصدريين لن يتركوا الصدر أبداً، بل إنهم سيبقون إلى جانب زعيمهم، لا سيما وأنه عاد يلمح من جديد إلى وجود من يريد قتله أو القصاص منه من جراء خطابه وخطته الإصلاحية". 

وأكد الشريفي لـ"العربي الجديد" أن "الصدر يستفيد حالياً من الوقت، فهو يريد أن يقول لخصومه من قوى الإطار التنسيقي أنه عازم على التغيير، في حين أنه يسعى إلى كسب تأييد سياسي من بعض الأحزاب والقوى الاجتماعية والتيارات المدنية، ناهيك عن كونه ينتظر تفتت قوى الإطار".

ويجري الاعتصام في المنطقة الخضراء، وسط بغداد، في وقتٍ اختارت قوى "الإطار التنسيقي" وتحديداً الأحزاب الشيعية، الاعتصام أيضاً بالقرب من الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، مطالبين بتقوية الدولة وتشكيل حكومة عبر "الإطار التنسيقي" بعد انسحاب الصدر من العمل السياسي في وقتٍ سابق.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تطابقت شهادة العراقي طالب المجلي لـ"العربي الجديد" مع ما حمله تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشر اليوم الاثنين، بخصوص صنوف التعذيب والقتل التي تعرض لها سجناء عراقيون من أمثاله في سجن أبو غريب سيئ الصيت قبل نحو 20 عاماً.
الصورة
اقتحام السفارة السويدية في بغداد (تويتر)

سياسة

ردد المتظاهرون شعارات تندد بالسويد وحكومتها، وتؤيد زعيم التيار مقتدى الصدر، وطالبوا الحكومة العراقية بطرد السفيرة السويدية من بغداد.
الصورة
سلوان موميكا (Getty)

سياسة

أصدر مجلس القضاء الأعلى في العراق، اليوم الخميس، مذكرة إلقاء قبض بحق مواطنه اللاجئ في السويد سلوان صباح متي موميكا، الذي أقدم الأسبوع الماضي على حرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في العاصمة السويدية استوكهولم.
الصورة
لجين إسماعيل

منوعات

قررت شبكة MBC المنتِجة لمسلسل "معاوية" (يتناول حياة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان)، أن تمتنع عن عرضه على قناة MBC العراق، على أن يعرض على باقي قنوات الشبكة خلال شهر رمضان المقبل.