هل تمتد الضربات الأميركية إلى سورية؟

هل تمتد الضربات الأميركية إلى سورية؟

12 اغسطس 2014
+ الخط -


الطريق المؤدي إلى الجحيم دائماً ما يكون معبداً بالنيات الحسنة، والمثالية الرعناء خاصية مدمرة، فكما أصبحت أميركا رهينةً بعد حرب فيتنام الكارثية، جعلت الديمقراطيين في الولايات المتحدة حذرين من حل المشكلات العالمية بالقوة، فأصبح أوباما الديمقراطي رهينة حربي بوش في أفغانستان والعراق.

كما يؤخذ على الجمهوريين في الولايات المتحدة هجرهم الأخذ بعقيدة الاعتدال، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، على الرغم من ذلك، فإن الجمهوريين ما زالت لديهم غريزة العسكرة، وهي الوصية الأولى التي ينصحون أوباما، في كل مناسبة، باتباعها.

للوصية، أيضاً، صلة بالحشد للانتخابات الرئاسية التي ستجري في عام 2016، ويقف زعماء حزبيون مسنون، من أمثال ديك تشيني وجون ماكين، مصطفين في وجه بول الجمهوري التواق للتغيير في حزبه.

لكن، هناك ريك بيري، حاكم تكساس، الذي يهاجم الرئيس باراك أوباما، لفشله في استخدام القوة ضد مجموعة داعش في العراق، وهو من محرضي أوباما على تسليح الثوار في سورية، بل إن السيناتور تيد كروز من تكساس ينتقد أوباما بشأن المحادثات النووية مع إيران، ويعتبرها دبلوماسية مضللة، تنزلق بالبلاد بلا نهاية.

لم يكن أمام أوباما إلا أن يستجيب لمستشاريه بتوجيه ضربة محدودة لداعش، عندما بدأت تهدد أربيل وبغداد، حيث السفارة الأميركية، وبعد أن سيطرت داعش على سد الموصل، اعترف أوباما بأنها فاجأت الاستخبارات، وأن مواجهتها ليست سهلة. بعد أن تركت سورية ساحة تدريب لداعش، وترك الباب لها مفتوحاً بالاستيلاء على آبار النفط، وهو ذكاء من إيران والنظام السوري، بعدم استهداف داعش، حتى تتشكل وتتحول إلى تهديد يمكنها من أن تخلط أوراق المنطقة. وبالفعل، حدث ما خططت له إيران والنظام السوري، بينما كان الاستهداف المباشر للجيش السوري الحر ومنعه من التسلح بأسلحة نوعية.

كانت إدارة أوباما تتردد في دعم الجيش السوري الحر، من أجل أن تحصل على اتفاقية تاريخية بشأن الملف النووي الإيراني، لكن آمال أوباما تبخرت، وفي الوقت نفسه، ترك الجميع يحارب الجميع في حرب استنزاف.

ويبرر أوباما تأخر تدخله ضد داعش منذ البداية، حتى يبقى الضغط على المالكي، ولكن الحقيقة هي في رفض ثوار العشائر بأن يعودوا قوات صحوة لمحاربة داعش التي أصبحت تهديداً حقيقياً للمالكي وميليشياته.

ترك أوباما الحرائق الإيرانية تشعل المنطقة العربية، بدعم روسي، لذلك، تريد إدارة أوباما معرفة النوايا الحقيقية الكاملة لدى طهران بشأن الملف النووي، فأوفدت كبار مسؤولي السياسة الخارجية الأميركية إلى جنيف يفاوضون طهران لدفع الملف النووي الإيراني، ومعرفة حقيقة موقف طهران، والذي يبدو أنه جاد، فهل يمكن أن تمتد الضربات الجوية إلى سورية، ودعم الجيش السوري الحر لحسم الأزمة العالقة في سورية.

avata
avata
عبد الحفيظ محبوب (السعودية)
عبد الحفيظ محبوب (السعودية)