"الفسيخ"..وجبة الفلسطينيين في وداع رمضان واستقبال العيد

"الفسيخ"..وجبة الفلسطينيين في وداع رمضان واستقبال العيد

غزة

محمد السوافيري

avata
محمد السوافيري
20 مايو 2020
+ الخط -


مع حلول الأسبوع الأخير من شهر رمضان، يبدأ الشاب الفلسطيني أنور شويخ بتصفيف الأسماك المملحة "الفسيخ" على بسطته المتواضعة التي يقيمها في هذا الوقت من كل عام على ناصية مفرق شارع السكة في سوق الشجاعية المركزي شرقي مدينة غزة.

وتنتشر بسطات الأسماك المملح على نواصي طرق وأسواق قطاع غزة بشكل لافت حيث يهتم معظم الناس بشراء الفسيخ قبل أيام من حلول العيد، فيما يتجه البعض إلى تناوله على مائدة الإفطار في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.

وتعد وجبة الفسيخ من أشهر الطقوس الشعبية الاجتماعية الشائعة والموروثة في الكثير من الدول العربية عامة وفلسطين وقطاع غزة خاصة، وتعتقد بعض العوائل الفلسطينية أن تناول هذه الأكلة يأتي لتهيئة المعدة لاستقبال الطعام في الأيام التالية، وفترة انتقالية مهمة للتوازن بين الصيام والإفطار.

ويجلب الشاب شويخ عشرات الكيلوغرامات من أنواع الفسيخ المشكلة والتي تتنوع بين البوري، الجرع، الدنيس، ليبيعها للمواطنين.

الفسيخ من الطقوس الشعبية (عبد الحكيم أبو رياش)

وينحدر شويخ من عائلة يعمل معظم أبنائها في مهنة صيد وبيع الأسماك منذ أكثر 35 عاماً، ويقول لـ"العربي الجديد"، إنّ المهنة التي يعمل فيها والده وأعمامه توارثوها عن جدهم، إضافة إلى أعمام والده وأخواله الذين يعملون أيضاً في نفس المجال.

ويشير شويخ إلى أنّ عائلته تقوم بتخزين نحو 20 طناً من السمك المملح قبل شهرين من حلول عيد الفطر، موضحاً أنّهم يقومون ببيع هذه الكميات في كل عام بالجملة والمفرق على التجار والمولات وأصحاب البسطات المنتشرين في قطاع غزة.

أول زبونة استقبلها الشاب شويخ كانت الحاجة أم أيمن، التي سألته عن أسعار الفسيخ لهذا العام. ليجيب عليها شويخ بأنّ الأجر لهذا العام أدنى من العام الماضي بخمسة شواكل لكل كيلو جرام لكل الأنواع، إذ يصل سعر فسيخ البوري 20 شيكل فيما يصل سعر كيلو الجرع 15 شيكل، والدنيس 10 شواكل (الدولار 3.5 شيكل).

يحضر في موائد الإفطار نهاية رمضان (عبد الحكيم أبو رياش) 

وتقول المواطنة الفلسطينية لـ"العربي الجديد" إن أسرتها لا تشعر بفرحة وداع رمضان واستقبال العيد إلا بتناول وجبة الفسيخ في أواخر أيامه، موضحة أنّ ذلك يعد طقساً مهماً من طقوس تحافظ عليها منذ زمن طويل، لتشارك أبنائها وبناتها في إعداد الوجبة وتناولها على طعام الإفطار.

ويقوم الفلسطيني أبو خالد سلمي بشراء الفسيخ في مثل هذا الوقت من كل عام ويعمل على توزيعه على أخواته اللواتي يحبونه ولا يستطعن شراءه، كما هو الحال في السنوات السابقة.

ويوضح سلمي لـ"العربي الجديد"، أنّ فرحة العيد وتوديع شهر رمضان لا تكون إلا بوجبة الفسيخ، مبيناً أنّ الفلسطيني " يستمتع بتناول الفسيخ مع أهل بيته في أواخر أيام رمضان ويوم العيد"، لافتا كذلك إلى أنّ والدته رغم كبر سنها إلا أنّها لا تتخلى عن هذه العادة الموروثة منذ حياة والدتها.

يتصف الفسيخ برائحة نفاذة (عبد الحكيم أبو رياش)

ويتصف الفسيخ بأنّه ذو رائحة نفاذة وقوية يرغبها كثير من الناس فيها وينفر منها البعض، فيما يتفنن الفلسطينيون بطرق عدّة في إعداده.

وعن طريقة إعدادها لوجبة الفسيخ، تقول المواطنة أم محمد ناجي لـ"العربي الجديد" إنّها تشتري الفسيخ وتقوم بنقعه لساعة في الماء لتخفيف حدة ملوحته، ومن ثم تقوم بقليه بالزيت، وبالتزامن تقوم بتحضير خليط الثوم والليمون والفلفل الأخضر لسكبه على الفسيخ بعد الانتهاء من قليه.

وتضيف أنّها ورثت عن أمها عادة إضافة طبق تسميه بـ"الطشاطشة"، وهو عبارة عن بندورة مقلية مع البصل والثوم بالزيت الذي يتم قلي الفسيخ فيه حتى تضفي عليها نكهة مميزة.

ذات صلة

الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.
الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
هاريس رئيس وزراء أيرلندا الجديد (فرانس برس)

سياسة

حذّرت وزارة الخارجية الإسرائيلية رئيس الوزراء الأيرلندي من خطر الوقوف "على الجانب الخاطئ من التاريخ"، وهاجمته خصوصاً لأنّه لم يذكر في خطابه الرهائن في غزّة.
الصورة
صلاة عيد الفطر في المسجد الكبير بمدينة إدلب (العربي الجديد)

مجتمع

أبدى مهجرون من أهالي مدينة حمص إلى إدلب، شمال غربي سورية، سعادتهم بعيد الفطر، وأطلقوا تمنيات بانتصار الثورة السورية وأيضاً أهل غزة على الاحتلال الإسرائيلي.