المحافظون الإيرانيون يعززون جهودهم لإغلاق "إنستغرام"

المحافظون الإيرانيون يعززون جهودهم لإغلاق "إنستغرام"

02 مايو 2020
اتهموا المنصة بـ"التسويق لنمط الحياة الغربية" (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

كثف المحافظون في إيران أخيراً ضغوطهم لحظر منصة "إنستغرام"، مع اقتراب بدء البرلمان الجديد أعماله في أواخر الشهر الحالي الذي شددوا قبضتهم عليه عبر السيطرة على الأغلبية المطلقة لمقاعده.

وكتبت صحيفة "اعتماد" الإيرانية الإصلاحية، في عددها الصادر اليوم السبت، أن 400 طالب في الحوزات الدينية في 65 مدينة إيرانية وجّهوا رسالة لرئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، مطالبين بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي في إيران.

وعزا هؤلاء المحافظون المتشددون دوافعهم في المطالبة بحظر هذه المواقع إلى "دورها في التحضير للنفوذ الثقافي، عبر الترويج للإباحية وكسر المحرمات ومهاجمة المقدسات الدينية والقيم الإسلامية والإيرانية، والتسويق لنمط الحياة الغربية والترويج للإلحاد والمسيحية والبهائية وللأعراف الكاذبة".

وطالب الطلاب في الحوزات الدينية رئيسي بمحاكمة وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي الذي يعارض إغلاق التطبيقات الاجتماعية وتحديداً "إنستغرام"، فضلاً عن رئيس المجلس الأعلى للعالم الافتراضي أبو الحسن فيروز آبادي، متهمين إياهما بـ "نقض التزاماتهما خلال السنوات الخمس الأخيرة وإهدار الوقت (لإغلاق المنصات) لصالح الأجهزة الأجنبية".

ودعوا إلى تدشين "الشبكة الوطنية للمعلومات" (الإنترنت الوطني)، واستبدال تطبيقات التواصل الاجتماعي الأجنبية بأخرى إيرانية.

وذكرت صحيفة "اعتماد" أن هذه الرسالة وتصريحات أخرى للمحافظين ضد شبكات التواصل الاجتماعي تظهر تشديد التيار المحافظ في إيران جهوده لحظر هذه الشبكات.

وتأتي هذه المطالبة بينما حظرت السلطات خلال الأعوام الماضية معظم شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، من أهمها "تويتر" و"فيسبوك" و"تيليغرام"، إلا أن منصتي "إنستغرام" و"واتساب" لم تُحظرا بعد.

إغلاق هذه المواقع الاجتماعية لم يقلل من إقبال الإيرانيين عليها، بل التفوا على الحظر من خلال برامج فك التشفير التي حذر وزير الاتصالات في وقت ساب من تأثيرها "السيئ" على المجتمع، لتمكينها الأشخاص من الوصول إلى "مواقع غير أخلاقية وإباحية".

والمفارقة أن الكثير من المسؤولين الإيرانيين، في مقدمتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، يستخدمون التطبيقات المحظورة، وتحديداً "تويتر"، ويخاطبون عبرها العالم والإيرانيين.

وبحسب آخر نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز "إيسبا" الإيراني خلال مارس/آذار عام 2019، فإن 55.9 في المائة من سكان إيران، البالغ عددهم 81 مليون نسمة، يستخدمون تطبيق "تيليغرام" الذي حظرته السلطات الإيرانية في مطلع مايو/ أيار من عام 2018. كما أن 70.6 في المائة من الشباب الإيراني (أعمارهم بين 18 إلى 29 عاماً) يستخدمون "تيليغرام"، فيما تصل النسبة في استخدام تطبيق "إنستغرام" إلى 48.7 في المائة.

ويحتل "إنستغرام" المرتبة الثانية بعد "تيليغرام" في إيران حيث يبلغ عدد مستخدميه 29.5 في المائة، كما أن تطبيق "واتساب" يحتل المركز الثالث بـ25.1 في المائة. كما أن عدد مستخدمي "فيسبوك" و"تويتر" المحظورين في إيران يشكل على التوالي 2 و0.9 في المائة من سكان إيران.

ولم يدفع حظر بعض هذه المنصات الإيرانيين إلى استخدام التطبيقات المحلية خلال السنوات الماضية، وهذا ما تظهره أرقام مستخدمي هذه التطبيقات؛ إذ تبلغ نسبة مستخدمي التطبيقات الداخلية "سروش" 2.4 في المائة، و"آي غب" 0.5 في المائة، و"إيتا" 0.6 في المائة، و"غب" 0.2 في المائة، و"بيسفون" و"ساينا" 0.1 في المائة، بحسب "إيسبا".

المساهمون