الملف السوري يتصدر مباحثات أميركية تركية جرت في أنقرة

الملف السوري يتصدر مباحثات أميركية تركية جرت في أنقرة

30 مارس 2024
من لقاء هاكان فيدان مع وفد مجلس النواب الأميركي في أنقرة (مراد جوك/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- شهدت أنقرة اجتماعات بين مسؤولين أميركيين وأتراك لتعزيز التفاهمات حول الملف السوري، مع التركيز على قلق تركيا من المجموعات الكردية المتحالفة مع واشنطن.
- المناقشات شملت مسؤولين بارزين وتناولت قضايا أمنية حساسة، دون الكشف عن تفاصيل محددة، مما يعكس استعداد لتحسين التنسيق والتعاون الأمني والعسكري.
- تأتي هذه الجهود في إطار سعي تركيا لتأمين حدودها من خطر المجموعات الكردية وتأكيد الرئيس التركي على إكمال العمليات في سوريا، مشيرةً إلى مرحلة جديدة من التعاون بين الحليفين الاستراتيجيين.

تشي الاجتماعات المتعددة التي عقدها مسؤولون أميركيون في أنقرة مع نظرائهم الأتراك، خلال الأيام الماضية، بالعمل على ترتيبات وتفاهمات جديدة بين البلدين حيال عدة ملفات مشتركة ومن ضمنها الملف السوري، حيث تسعى أنقرة إلى إنهاء قلقها حيال بعض المجموعات الكردية المتحالفة مع واشنطن والمتمركزة على حدودها مع سورية.

واجتمعت لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، على مدار اليومين الماضيين، مع مسؤولين أتراك رفيعي المستوى على رأسهم: هاكان فيدان وزير الخارجية، يشار غولر وزير الدفاع، إبراهيم كالن رئيس الاستخبارات، عاكف تشاغطاي قيليتش كبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون السياسة الخارجية وخلوصي أكار رئيس لجنة الدفاع الوطني في البرلمان التركي (وزير الدفاع السابق).

وجرت تلك الاجتماعات بشكل منفصل مع المسؤولين الأتراك المذكورين، في حين ترأس وفد اللجنة الأميركية مايك روجرز رئيس اللجنة. ولم تذكر وزارتا الخارجية والدفاع التركيتان في البيانين، اللذين تم نشرهما عقب لقاء فيدان وغولر مع الوفد الأميركي، تفاصيل عن اللقائين.

وأشار المحلل السياسي والصحافي التركي، هشام غوناي، في حديث مع "العربي الجديد" تعليقاً على الاجتماعات إلى أن الجانبين الأميركي والتركي يجدان فرصة بانشغال الشارع التركي في الانتخابات البلدية التي ستجري يوم غد، لمناقشة مواضيع أمنية حساسة ولا سيما في ما يتعلق بالملفات الأمنية شمال سورية دون أن يكون هناك تأثير على تلك المحادثات.

وأضاف غوناي أنه "من الواضح إصرار واشنطن على إقامة كيان كردي شمال شرق سورية، وفي المقابل تلوح تركيا بعمل عسكري يكمل عملياتها السابقة التي سيطرت من خلالها على بعض المناطق شمال شرق سورية".

وأشار غوناي إلى أنه "مع كل ربيع وتوفر الظروف المناخية تقوم تركيا بعمل عسكري معين باستهداف المجموعات الكردية التي تصنفها مجموعاتٍ إرهابيةً، وربما تكون هذه اللقاءات هدفها إقناع تركيا بعدم القيام بعمليات عسكرية جديدة تهدد حلفاءها الأكراد"، مرجحاً أن يجد الطرفان نقاطاً مشتركة بينهما نظراً إلى وجود مصالح مشتركة بينهما تحدّ من طموحات أنقرة، وأيضاً بحيث لا يتم الإضرار بأمنها القومي.

من جهتها، قالت وكالة الأناضول إن رئيس الاستخبارات التركية بحث مع الوفد الأميركي عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ومكافحة تنظيمي "داعش" وحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى التحضير للزيارة المقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة في التاسع من مايو/ أيار المقبل.

أنقرة تصر على إبعاد خطر قسد

وتعتبر أنقرة أن بعض المجموعات الكردية في سورية، ولا سيما "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"، هي امتداد لحزب العمال المصنف إرهابياً في تركيا.

وقال أكار عقب لقائه مع اللجنة الأميركية إنه من المهم إجراء محادثات برلمانية بين البلدين، مبيناً أنهم نقلوا إلى الوفد الأميركي المعوقات والآراء في القضايا العامة والعسكرية، وحول قضايا مكافحة الإرهاب قال أكار "عبرنا مراراً وتكراراً عن انزعاجنا من وجود تنظيم بي كي كي/ واي بي جي الإرهابي في سورية والعراق، وذكرنا أننا في حاجة إلى التعاون ضد وجود التنظيم شمال البلدين وضد وجود تنظيم داعش الإرهابي".

وحملت الأسابيع الماضية، بوادر لعودة التنسيق بين كل من واشنطن وأنقرة حيال الملف السوري ولا سيما طرح الخلافات السابقة حول منطقة شمال وشرق سورية، التي تسيطر عليها "قسد".

وجاء في بيان تركي - أميركي مشترك، في 9 مارس/آذار الجاري، إعلان استئناف المشاورات بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وجاء البيان عقب اجتماعات للآلية الاستراتيجية بين البلدين في العاصمة الأميركية واشنطن، وبحسب البيان قرر البلدان استئناف المشاورات بشأن مكافحة الإرهاب بهدف زيادة التعاون لمجابهة تهديدات الأمن القومي للبلدين.

ومن جهة أخرى، تظهر أنقرة إصراراً على إبعاد خطر مجموعات كردية عن حدودها بأي طريقة، وأكد أردوغان في 19 مارس الحالي أن بلاده "ستكمل عملها غير المكتمل في سورية"، بالإشارة إلى بسط السيطرة على كامل الشريط الحدودي بين البلدين بما يعني إبعاد المجموعات الكردية.

وأضاف أردوغان أن بلاده "لن تسمح بنشوء منظمة إرهابية على حدودها الجنوبية، بغض النظر عن مشروعها"، مشيراً إلى أنه "بحلول الصيف القادم سنؤمن حدودنا مع العراق بالكامل، وسنكمل حتماً ما تبقى من أعمالنا في سورية".