"نقطة انتهى"... المشهد اللبناني برؤية سورية
"نقطة انتهى"... المشهد اللبناني برؤية سورية
- العمل يستعرض تحولات شخصية غزوان، من حفار قبور إلى عضو في عصابة تتاجر بالممنوعات، مع تسليط الضوء على الفساد والعلاقات الإنسانية في الحياة اليومية للبنان وسوريا.
- يبرز المسلسل تعقيدات الشخصيات والحبكة الدرامية التي تتضمن الحب، الخيانة، والطموح السياسي، مع توقعات بتوسع دور غزوان في الأحداث المقبلة، مما يجعل النهاية مفتوحة للتكهنات.
جريمة قتل عن طريق الخطأ تفتح الطريق أمام أحداث مسلسل "نقطة انتهى"، من بطولة عابد فهد وندى أبو فرحات وعادل كرم، وكتابة فادي حسين، وإخراج محمد عبد العزيز.
في المسلسل نتابع قصة فارس (عابد فهد)، الصيدليّ المتزوج من كرمى (ندى أبو فرحات)، التي تشاركه في عمله، ويجد نفسه فجأة متورطاً بقتل شقيق زوجته الذي دخل الصيدلية ليلاً بدافع السرقة.
ليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها إشكالية العلاقة بين اللبنانيين والسوريين في الدراما المشتركة، خصوصاً بالنسبة للكاتب الذي قدم من قبل محتوى درامي قائم على الجدلية نفسها. علماً أنه يعرض للكاتب نفسه هذا الموسم ايضاً مسلسل "وصايا الصبار"، من بطولة أمل عرفة وعبد المنعم عمايري، مقتبساً من "ماكبث" لشكسبير، بقالب عصري.
هكذا يحاول الكاتب رسم مجموعة من الشخصيات التي تتفاعل مع روايته هذه المرة، لعل أبرزهم عابد فهد وندى أبو فرحات وأنس طيارة (شخصية غزوان)، الذي يخرج مرة أخرى ليقدم شخصية تعاني من مشاكل نفسية وتعقيدات في تركيبتها.
ينجح طيارة في تقديم أداء متصاعد، يبدأ هادئاً في الحلقات الأولى، فنتابع قصة شاب مجهول الهوية، يعمل حفاراً للقبور. لكن أداءها يتصاعد تدريجياً مع مرور الحلقات، فينضم إلى عصابة عزام (خالد السيد)، التي تعمل في دفن الموتى كغطاء لفسادها في الاتجار بالممنوعات والقتل.
يُحسب للكاتب الاتجاه عكس البوصلة السائدة، والتصويب على واقع إنساني يحاكي يومياتنا في لبنان وسورية على حد سواء. يستغل الكاتب حياة الصيدلي الهادئ الذي لا يمكن إلا أن تثق به تبعاً لأفعاله الخيّرة في الحي الشعبي، ومساندته للجيران وعائلته المؤلفة من أب وأم وشقيقة. ثم تتداخل الحكايات لنكتشف أن الشقيقة تتورط في قصة مع ابن خالتها الذي قتله شقيقها.
لكن في المقابل نجد أن الحبكة الأساسية تدور في فلك الاعجاب والحب بـ"كرمى" التي تسكن خيال غزوان، بينما ينتظرها حبيبها الأول سامي (عادل كرم)، الذي تحول إلى محام يسكنه الطموح السياسي.
يحاول عابد فهد الخروج من صورة البطل جميل المظهر، نحو شخصية مهزومة، خانعة في "نقطة انتهى". وتُمكنه من ذلك الشراكة مع ندى أبو فرحات في قالب قائم على الأحداث والتشويق وشرح للفساد بصور كثيرة ليس أقلها رئيس العصابة المتستر بجمعية دفن الموتى، وصولاً إلى السياسي اللبناني الساعي للثأر لمقتل ابنه بنفسه من دون العودة إلى القانون.
من المُبكر الجزم بخاتمة العمل والحكم عليه بشكل نهائي، ولو أن الأحداث في تصاعد، ومن المتوقع أن يتوسّع دور "غزوان"، ليتخذ مساحة كبيرة من القصة.
