إلقاء طلاء أحمر على لوحة أصل العالم وسرقة في مركز بومبيدو

إلقاء طلاء أحمر على لوحة أصل العالم وسرقة في مركز بومبيدو

07 مايو 2024
زائر يتجول بين لوحات معروضة في مركز ميتز، 4 مايو 2018 (جان كريستوف فرهايغن/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- لوحة "أصل العالم" لغوستاف كوربيه تعرضت للتخريب بطلاء أحمر من قبل نسويات، وسرقة لوحة أخرى بمركز بومبيدو في ميتز، مما يشير إلى تخطيط للحادثة.
- ديبورا دو روبرتيس أعلنت مسؤوليتها عن الحادثة تحت شعار "عدم الفصل بين المرأة والفنانة"، وتم توثيق الحادثة في فيديو يظهر كتابة شعار "مي تو" على الأعمال.
- تحقيقات جارية بتهم "إتلاف ممتلكات ثقافية" و"سرقة ممتلكات ثقافية"، مع ردود فعل متباينة تتراوح بين الغضب والصدمة إلى إعادة تقييم دور المرأة في الفن.

أُلقي طلاء أحمر، الاثنين، على لوحة أصل العالم للفنان غوستاف كوربيه (1866) المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، في حادثة اعتبرها البعض "عملاً إجرامياً" من "نسويات متعصبات"، بينما رأى آخرون أنها خطوة فنّية، كما شهد المركز الفنّي أيضاً عملية سرقة للوحة أخرى.

وقالت إدارة المركز في تصريح لوكالة فرانس برس إن عمل غوستاف كوربيه، الذي يمثّل جهازاً تناسلياً أنثوياً، كان "محميّاً خلف واجهة زجاجية".

هذا "التحرك"، الذي نظمته فنانة الأداء الفرنسية اللوكسمبورغية ديبورا دو روبرتيس، أقيم تحت عنوان "عدم الفصل بين المرأة والفنانة". قالت دو روبرتيس لوكالة فرانس برس إن امرأتين كتبتا شعار "مي تو" على "لوحة أصل العالم"، وكذلك على عمل للفنانة النمسوية فالي إكسبورت.

صدمة في مركز بومبيدو

في المجمل، وُسمت خمسة أعمال بعبارة "مي تو"، وفق مركز بومبيدو في ميتز، الذي أوضح في بيان أن عدداً قليلاً من الأشخاص "عمدوا إلى تشتيت انتباه موظفي الاستقبال والأمن، ما سمح لأعضاء آخرين في المجموعة" بوضع علامات على الأعمال المستهدفة، وأكد أنّه "يجري حالياً فحص جميع الأعمال".

وقالت مديرة المتحف كيارا باريسي في تصريحات أوردها البيان: "مع كل الاحترام الذي نكنّه للحركات النسوية، نشعر بالصدمة عندما نرى عمليات تخريب تستهدف أعمالاً لفنانين، وخصوصاً لفنانات نسويات في قلب نضالات تاريخ الفن".

وأظهر مقطع فيديو أرسلته ديبورا دو روبرتيس إلى وكالة فرانس برس، امرأة تضع علامة على لوحة أصل العالم الشهيرة لكوربيه بالطلاء الأحمر، فيما تقوم امرأة أخرى بخطوة مشابهة على لوحة مختلفة. ثم هتفت المرأتان: "مي تو"، حاملتين رذاذة الطلاء في أيديهما، قبل أن يسحبهما عناصر الأمن نحو المخرج.

وقالت الفنانة إنها أرادت "تحدي تاريخ الفن"، خصوصاً من خلال وضع علامة "مي تو" على هذه اللوحة الشهيرة "لأن المرأة هي أصل العالم". فيما أشار المدعي العام في ميتز إيف بادورك لوكالة فرانس برس إن شابتين، من مواليد 1986 و1993 ومن دون سوابق جنائية، احتجزتا في وقت مبكر من بعد الظهر لدى الشرطة.

"إعادة استحواذ"

من جهة ثانية، فُتح تحقيق بتهمتي "إتلاف أو إلحاق ضرر بممتلكات ثقافية في أثناء اجتماع" و"سرقة ممتلكات ثقافية في أثناء اجتماع"، بحسب القاضي بادورك. وأوضح الأخير أن شخصاً ثالثاً، لم يُقبَض عليه، قد يكون وراء سرقة عمل فني، هو عبارة عن تطريز أحمر على القماش من تصميم أنيت ميساجيه، ويعود لعام 1991. من جهتها، ردّت دو روبيرتس على سؤال لوكالة فرانس برس عن هذه النقطة، بالقول إن الخطوة ترمي إلى "إعادة الاستحواذ" على العمل الفني.

ونشرت الفنانة مقطع فيديو لفترة وجيزة على منصة إكس تظهر فيها داخل مركز بومبيدو في أثناء انتزاعها اللوحة من الإطار الذي كانت معروضة فيه، وهي عبارة عن قماشة بمقاسات 39,5 بـ31,5 سنتيمتراً، قبل وضعها في كيس أسود على مرأى من زائر ومصور، فيما كانت تتردّد في الخلفية صرخات "أنا أيضاً".

وعبّر رئيس بلدية ميتز، فرنسوا غروديدييه، المنتمي إلى حزب الجمهوريين اليميني، عن شعوره "بالغضب والصدمة" من محاولة تشويه لوحة كوربيه، متحدثاً عن "عمل إجرامي ضد عمل كبير من تراثنا".

ودخلت لوحة أصل العالم التي رُسمت عام 1866، في مجموعات متحف أورسيه عام 1995. وقد جرى تداول العمل، الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم، مرات عدة، وكان آخر مالك خاص له هو المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان. فيما سبق أن غُرّمت ديبورا دو روبرتيس بتهمة التعري أمام كهف مزار لورد في عام 2018، وبُرّئت مرّات عدة بعد أفعال مماثلة، ولا سيما في عام 2017، لإظهار أعضائها التناسلية في متحف اللوفر أمام لوحة الموناليزا في باريس.

(فرانس برس)

المساهمون