عزلة إغلاقات كورونا حدّت من مهارات التواصل لدى الأطفال

عزلة إغلاقات كورونا حدّت من مهارات التواصل لدى الأطفال

15 أكتوبر 2022
يأمل الباحثون أنّ يتحسّن هؤلاء الأطفال مع بلوغ سنّ المدرسة (هيكتور ريتامال/Getty)
+ الخط -

حذرت نتائج دراسة جديدة من أن العزلة القسرية التي فرضتها عمليات الإغلاق الوبائي قد أعاقت مهارات التواصل الاجتماعي للأطفال المولودين خلال هذه الفترات. وأظهرت النتائج تحقيق عدد أقل من مهارات التواصل خلال السنة الأولى من عمر الأطفال قيد البحث. وفي حين يأمل مؤلفو الدراسة، المنشورة في 11 أكتوبر/تشرين الأول الحالي في دورية Archives of Disease in Childhood، في أن تُعكس هذه التأخيرات مع استئناف "الحياة الطبيعية"، يقترح الباحثون أنّه قد يكون من المفيد مراقبة نمو هؤلاء الأطفال حتى سنّ المدرسة للتأكد من عدم وجود آثار طويلة الأمد.

وأوضح الباحثون أنّ تطور اللغة عند الأطفال معقد، إذ يركز الأطفال الأصغر سناً على أعين مقدمي الرعاية أثناء التفاعلات، بينما يميل الأطفال الأكبر سنّاً، إلى تحويل نظرهم من العين إلى الفم قبل ظهور لقاحات فيروس كورونا، شرعت معظم البلدان في فرض سياسات الإغلاق الجماعي، وارتداء الأقنعة للحد من انتشار عدوى الفيروس التاجي، ما حدّ من تفاعل الأطفال مع الأشخاص خارج المنزل، وقيد وصولهم إلى الإشارات البصرية والوجهية لتطوير اللغة.

لقياس التأثير المحتمل لهذه التدابير، قيّم الباحثون عشر نتائج نمائية أبلغ عنها من قبل الوالدَين، لـ 309 أطفال مصابين بالفيروس في عمر 12 شهراً. وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، سوزان بيرني، الباحثة في قسم طب الأطفال والأعصاب في الكلية الملكية للجراحين في دبلن عاصمة أيرلندا، إن الأطفال كانوا جزءاً من دراسة سابقة تناولت تأثير جائحة كوفيد-19على الحساسية، وعدم تنظيم المناعة الذاتية عند الرضع المولودين في أثناء الإغلاق، وقد ولدوا جميعا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من جائحة كوفيد-19 (مارس/آذار إلى مايو/أيّار 2020) في أيرلندا.

وأوضحت بيرني، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أنّ النتائج النمائية العشر التي بحثتها الدراسة تضمنت القدرة على الزحف، والخطو خطوة جانبية على طول الأثاث، ووقوف الطفل وحده لالتقاط الأشياء الصغيرة بإصبع الإبهام والسبابة (قبضة الكماشة)، والاستعانة بالإصبع في التغذية، ومعرفة اسمه، والتعبير عن كلمة واحدة محددة وذات مغزى، بالإضافة إلى الإشارة إلى الأشياء والتلويح بإشارة التوديع.

قورنت هذه النتائج بعد عام من الولادة بالنتائج السابقة التي تناولت تقييم الأثر الطولي باستخدام التأثير العصبي والتغذوي التي أجريت على 1629 رضيعاً، وشملت الأطفال المولودين في أيرلندا بين عامي 2008 و2011. بعد احتساب العوامل المؤثرة المحتملة، بما في ذلك عمر الطفل عند إكمال الاستبيان، وعمر الحمل بالأسابيع، وترتيب الميلاد، والتحصيل التعليمي للأم، ظلت الاختلافات في النتائج بين المجموعتين واضحة.

أشرات بيرني إلى أنّ إجراءات الإغلاق ربما تكون قد قللت من ذخيرة اللغة المسموعة ومشاهدة الوجوه غير المقنعة التي يراها الأطفال، مع تقليص فرص مواجهة عناصر جديدة مثيرة للاهتمام، ما قد يدفع إلى استخدام الإشارة، وزيادة وتيرة الاتصالات الاجتماعية لتمكينهم من تعلم التلويح وداعاً. ووفقاً للمؤلفة، فإنّ الدراسة الحالية هذه قائمة على الملاحظة مع مراجعة نتائج الدراستين السابقتين، والتعليق على نتائجهما. 

أضافت بيرني: "على هذا النحو، لا يمكن استخلاص استنتاجات مؤكدة حول السبب والنتيجة. لم تكن المجموعتان متماثلتين تماماً، واعتمدت النتائج على استدعاء الوالدين، كما أقر الباحثون. في حين أنّ التطور العصبي هو جزء من العلاقة الوراثية، فإنّ تعليم الوالدين ومستوى والتعرض الاجتماعي، لهما دور مهم يلعبانه".

وخلصت الدراسة إلى أنّه يبدو أنّ العزلة الاجتماعية المرتبطة بالوباء، قد أثرت على مهارات الاتصال الاجتماعي لدى الأطفال الذين ولدوا في أثناء الوباء، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا قبل هذه الفترة. كما أشارت النتائج إلى أنّ الأطفال مرنون وفضوليون بطبيعتهم، ومن المحتمل جداً أنّه مع عودة الحياة الطبيعية للمجتمع، وزيادة الحركة في الدوائر الاجتماعية، أن تتحسن مهارات التواصل الاجتماعي لديهم. مع ذلك، سيتعين متابعة هذه المجموعة وغيرها حتى سن المدرسة للتأكد من أنّ هذه هي الحال.

المساهمون