الغناء في دمشق أو الصمت خارجها

الغناء في دمشق أو الصمت خارجها

03 مارس 2022
اعتذرت هبة طوجي عن إقامة حفلها في سورية (المكتب الإعلامي)
+ الخط -

بين النظام السوري وكثير من المغنين اللبنانيين، حكاية نفاق؛ الأول يريد أن يعطي صورة بيضاء عن واقع الحال في سورية، والطرف الثاني يتجه من أجل حفنة من الدولارات للغناء في حفلات وفعاليات، تنخرط فيها مصالح المخابرات السورية.
تحاول ماكينة النظام استدراج الفنانين للسفر إلى سورية، واستغلال ذلك لتبييض صفحة النظام أمام الجمهور السوري والعربي، والقول إن الحرب في البلاد قد انتهت إلى ما غير رجعة.. كل ذلك يدخل في إطار الخديعة التي يدركها الطرفان.
أثارت المغنية اللبنانية هبة طوجي مزيداً من ردود الفعل، بعد إلغاء حفلها في دمشق.
كان واضحاً، في اعتذار "فيديو" مسجل لـ طوجي، أنها تمانع الغناء في بلد يعاني من ويلات الحرب، وعزت قرار الإلغاء إلى ما يشهده العالم على صعيد دولي وإقليمي، وتمنت أن تقف قريباً أمام الجمهور السوري.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Hiba Tawaji (@hibatawaji)

يأتي قرار طوجي جيداً لجهة الامتناع عن الغناء في صالة تحمل اسم الأسد، وما يعنيه ذلك من تداعيات على طوجي أمام الرأي العام بداية، والمعارضين للنظام السوري، في وقت اختارت المغنية اللبنانية العاصمة الفرنسية للإقامة، بعد زواجها من الموسيقي إبراهيم معلوف. وتحاول طوجي العبور إلى الخط الفني العالمي، خصوصاً بعد مشاركتها عام 2015 في برنامج "ذا فويس" بالنسخة الفرنسية، إذ أثارت إعجاب لجنة التحكيم بداية والجمهور الأوروبي.. هذا كله يتنافى مع فكرة الغناء في العاصمة السورية في ظل هذه الظروف مجتمعة.
لم يوفر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الهجوم على الفنان مروان خوري في أغسطس/آب من عام 2018، بسبب قبوله إقامة حفل في دمشق تحت رعاية وزارة الثقافة السورية.
من جهتها، كانت المغنية نوال الزغبي أقل عرضة للانتقادات، عندما أحيت حفلاً في يوليو/تموز 2021 في منطقة صيدنايا، وذلك بعد غياب الزغبي عشر سنوات عن سورية. تتحفظ نوال الزغبي عن رأيها في ما يتعلق بالأزمة السورية، وتقف على الحياد، ما يُسهل عملية تنظيم حفل لها.
وفي يوليو/تموز 2018، وقف المغني عاصي الحلاني في أحد فنادق دمشق، وأحيا حفلاً بعد غياب سنوات بسبب الحرب. لكن الحملة ضد الحلاني كانت هادئة، كون المغني اللبناني، ومجموعة أخرى من زملائه، وقفوا على الحياد من الحرب، ولو أنهم، ضمناً، مؤيدون للنظام السوري، مثل أيمن زبيب وملحم زين، وفارس كرم الذي يجاهر "بعشقه" لنظام الأسد، نظراً للعلاقة الشخصية التي تربطه بعائلة الرئيس السوري بشار الأسد.

أما الفنانة كارول سماحة، فتحايلت في مواقفها تجاه سورية، عندما دعيت للمشاركة في حفلات مهرجان قلعة دمشق، في عام 2019. الموالون للنظام السوري شنوا هجوماً عنيفاً على سماحة، متهمين إياها بالوقوف إلى جانب المعارضة، تزامناً مع قصف مدينة حلب عام 2016، وأعادوا نشر تغريدة نقلتها سماحة تقول: "حلب الأبية، حلب التاريخ، حلب العصية على نظام قاتل ومعارضة تائهة، حلب الأمل باقية باقية باقية".
محاولات لم تحصد النجاح بقدر ما حصدت الانتقادات، ووضعت المغنين في ظروف وتحديات صعبة، لا بد وأن تعود عليهم بالضرر مهما بلغ جهد المحاباة.

المساهمون