أقرب ثقب أسود للأرض... دراسة جديدة تنكر وجوده

أقرب ثقب أسود للأرض... دراسة جديدة تنكر وجوده

06 مارس 2022
الدراسة تثبت الفرق بين سيناريوهات الثقب الأسود والثنائي النجمي (توبياس رويتش/ Getty)
+ الخط -

عام 2020، أبلغ فريق بقيادة علماء الفلك من المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO) عن أقرب ثقب أسود من الأرض، يقع على بعد 1000 سنة ضوئية فقط في نظام HR 6819. لكن نتائج دراستهم تعرضت للتشكيك من قبل باحثين آخرين، بما في ذلك فريق دولي مقره في جامعة KU Leuven في بلجيكا.
في الدراسة التي أعدها فريق بحثي دولي متعدد التخصصات، ونشرت يوم الأربعاء 2 مارس/ آذار في دورية Astronomy and Astrophysics، أبلغ الباحثون عن أدلة على عدم وجود ثقب أسود في نظام HR 6819، والذي يعد بدلاً من ذلك نظام نجمتين "مصاص دماء -ڤامباير" في مرحلة نادرة وقصيرة العمر من تطوره. أراد الباحثون الحصول على بيانات إضافية حتى يتمكنوا من اختبار ما إذا كان النظام في الحقيقة مجرد نجمين قريبين جداً بعضهما من بعض. يتطلب النظام ثلاثي الأجسام، المكون من نجمين وثقب أسود، أن يكون أحد النجوم في مدار واسع بعيداً عن النجم الثاني والثقب الأسود.
وقالت المؤلفة الرئيسية في الدراسة أبيغيل فروست، الباحثة بمعهد الفلك في الجامعة الكاثوليكية في لوفان ببلجيكا، إن النتيجة الرئيسية للدراسة هي أن HR 6819 ليس نظاماً نجمياً يحتوي على ثقب أسود، ولكنه بدلاً من ذلك نظام ثنائي "رائع للغاية" يتكون من نجمين تفاعلاً سابقاً بعضهما مع بعض. وفي أثناء هذا التفاعل، "سرق" نجم مادة من الآخر. وأضافت في تصريح لـ"العربي الجديد": "أردنا فحص هذا المصدر لأننا رأينا بيانات مماثلة لمصدر آخر يعتقد أنه ثقب أسود. في النهاية، وجد فريقنا أن هذا النظام أيضاً لا يحتوي على ثقب أسود، وكان أيضاً نظاماً ثنائياً غريباً، لذلك كنا متحمسين لاختبار طريقنا لمعرفة أن HR 6819 كان أيضاً كائناً غريباً. يكمن الاختلاف في هذه الحالة في أننا تمكنا من الحصول على بيانات إضافية (نشرت في الدراسة) يمكن أن تحدد بشكل قاطع بين سيناريوهات الثقب الأسود والثنائي النجمي".
هذه النتيجة مهمة لعدد من الأسباب، وفقا لرأي فروست التي أوضحت أنه من ناحية علم الفلك، فهذه النتيجة مثيرة لأنه يبدو أن HR 6819 هو زوج من النجوم تفاعل أخيرًا. هذه التفاعلات مهمة جداً في الفيزياء النجمية، حيث يمكنها تغيير سلوك النجوم تماماً. والنجوم هي في الأساس محركات الكون، فهي تخلق العناصر وتوفر الإشعاع، لذا، فإن تحديد تطورها هو المفتاح لفهم كوننا. وأوضحت أن نظام HR 6819 يعد الآن مصدراً رئيسياً يمكن للعلماء استخدامه لفهم التفاعلات الثنائية وكيفية تأثيرها على هذا التطور بشكل أفضل. أما على الجانب العلمي العام، فتعتقد فروست وفريقها أن هذه الدراسة "رائعة حقاً لأنها توضح كيفية عمل المنهج العلمي".

وتشير الباحثة إلى أن بعض الباحثين اقترح فكرة الثقب الأسود، ثم جاءت مجموعتها البحثية وعارضت هذه الفكرة، ثم تابعت هي وأعضاء فريقها بيانات جديدة سمحت لهم بالتمييز بين الافتراضين، أي الثقب الأسود والالتهام النجمي. تضيف: "لقد تعاونا مع مبتكري نظرية الثقب الأسود لـHR 6819 للوصول إلى هذه النتيجة النهائية. من خلال العمل معاً، حصلنا على هذه النتائج الجديدة بكفاءة أكبر"، و"لم تكن النجوم قريبة من بعضها فحسب، بل بدا أن أحدها يمتص المواد من الأخرى، ما يخلق ما يعرف باسم نظام Be star. يمكن أن يساعدنا فهم تطور مثل هذه النجوم في التعرف على كيفية تحولها إلى نجوم نيوترونية أو كيفية إنتاج أحداث موجات الجاذبية"، تكمل فروست.

المساهمون