أمل عرفة تتملّص من "كونتاك": كل الحق على المونتاج

أمل عرفة تتملّص من "كونتاك": كل الحق على المونتاج

30 مايو 2019
ادعت عرفة أن المونتاج غيّر من مضمون اللوحة (فيسبوك)
+ الخط -

نشرت الممثلة السورية أمل عرفة، اعتذاراً من السوريين، عبر حسابها الشخصي على موقع "فيسبوك"، اليوم الخميس، بعد أن أوقدت النار في جراحهم المفتوحة، وحوّلت مأساتهم إلى مادة للسخرية، إثر مشاركتها في لوحة ضمن مسلسل "كونتاك"، استهزأت بضحايا مجزرة الكيميائي وبمتطوعي الدفاع المدني، المعروفين بـ"أصحاب الخوذ البيضاء".

وتلعب عرفة في الحملة التي تهدف إلى تبييض صفحة النظام الملطخة بدماء الأبرياء، دور امرأة تختطف مع مجموعة من البسطاء، من قبل عناصر الدفاع المدني، ويتفقون معهم على تمثيل مشاهد مفبركة عن أطفال يموتون تحت القصف، وأمهات مكلومات يفقدن أبناءهن بمجزرة الكيميائي، ليبدو كل القائمين على المسلسل، من كاتب ومخرج وممثلين، شهود زور يدّعون أن كل مآسي السوريين مجرد "مؤامرة"، وأن موت الأبرياء مقاطع مفبركة، وأن "أصحاب الخوذ البيضاء" مجرد محتالين يؤلبون الرأي العام، في تماهٍ مع بروباغندا النظام السوري وروسيا.

وأثارت اللوحة التي شاركت فيها عرفة، مع ممثلين آخرين من بينهم غادة بشور ومحمد حداقي وحسين عباس وحسام تحسين بيك، استياء الكثيرين في كل مكان، لما تمثله من سقوط فني وأخلاقي بالوقوف في صف المجرم والسخرية من عذابات الآخرين، ولما تحمله من تزوير وقح لتاريخ من الجراح التي لا تزال طرية، فأرسلوا لها رسائل ومنشورات مرفقة بصور الضحايا، وأطلقوا حملة ضدها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما اضطرها في النهاية إلى الاعتذار.

ونشرت عرفة على صفحتها الشخصية على "فيسبوك" اليوم تقول: "أعتذر لأي سوري فتحنا له جرحًا أو ألمًا بحلقة البارحة من مسلسل كونتاك، وصلتني رسائلكم وقرأتها، ولن أنشرها ليس لما تحتويه من شتائم، بل لأنها من الواضح كم تحمل أوجاعًا وآلامًا لم أخلق لحظة لأستهين بها، سبق وقلت إن كان دمي سيوقف النزيف على أرض بلادي، فأهلًا بالموت".

كما ادعت عرفة أن المونتاج غيّر من مضمون اللوحة، وقدمها بطريقة لم يكن الممثلون على دراية بها، وقالت: "ولو أننا كممثلين عرفنا كيف ستمنتج هذه اللوحة، وكيف ستربط أحداثها ببعضها بهذا الشكل، لكننا طالبنا بعدم عرضها من الأساس"، وأضافت: "أعتقد أنه كان من حق الألم السوري، أن تحذف هذه اللوحة جملة وتفصيلًا، حفاظًا على مشاعر السوري أينما كان، وكيفما كانت مواقفه، عندما صورت هذه اللوحة كان المقصود بها البعض ممن تلاعبوا بتزييف الحقائق، وليس الاستهزاء لثانية من الموت، أو من الفواجع التي ألمّت بالكثيرين".

ويبدو أن عرفة، التي اتهمت المونتاج بوضعها في مكان لا تحب الوقوف فيه، لم يسعفها المونتاج أيضًا هذه المرة في إخفاء مشاعرها الحقيقية حيال السوريين، إذ أصرت على الظهور بدور "البطلة" التي لم تغادر البلاد، بتكرار جملة: "أعيد ما قلت، ومن دمشق وليس من خارجها"، وكأنها تتهم السوريين في الخارج بالجبن، على الرغم من أنها طيلة سنوات الثورة، لم تتخذ موقفًا صريحًا واحدًا قد يعرّض حياتها لخطر الاعتقال أو الموت تحت القصف أو في الأقبية، أو يضطرها إلى مغادرة البلاد، مثلما حدث مع آلاف السوريين.



ويُذكر أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي دعوا إلى مقاطعة المسلسل الذي أخرجه حسام قاسم الرنتيسي وكتبه شادي كيوان وأعدّته رانيا الجبان، ووصفوه بأنه "انحدار جديد في الدراما السورية"، كما وجّهوا آلاف الرسائل إلى عرفة من خلال وسم "إلى أمل"، حيث كتب المخرج ثائر موسى: "أمل عرفة، أتبرأ، مع زوجتي عزة البحرة، من كل لحظة تشاركنا فيها معك الطعام في بيتنا، يا خسارة الخبز والملح".


وقالت الممثلة سوسن أرشيد: "لا أستغرب من ممثلين يمضون وقتهم في التهريج لشركات الإنتاج، وللدولة ولمن هم فوق ولمن هم تحت ولمن هم في المنتصف، ليحصلوا على دور أو شبه دور، أن يبيّضوا صفحة النظام ويدوسوا على جثث الأطفال الذين ماتوا أمام أهاليهم، وهم يختنقون من كيماوي الأسد"، وأضافت: "وسيكتب التاريخ عن وجود ممثلين باعوا دم أهاليهم من أجل أجر في لوحة، السلام لأرواح الأطفال والسوريين الذين رحلوا من أجل الحرية والكرامة، والسلام لأصحاب الخوذ البيضاء الذين وضعوا قلوبهم على أيديهم لينقذوا ما أمكن إنقاذه، ولا تؤاخذونا بما فعل السفهاء منّا".

المساهمون